أنت هنا

قراءة كتاب الحيرة والأحلام

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الحيرة والأحلام

الحيرة والأحلام

كتاب " الحيرة والأحلام " ، تأليف د. عبد الحسن حسن خلف ، والذي صدر عن دا

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 8

أخرجت نقوداً من جيبي، ودفعت أجرتي وأجرة اثنين منهم، حسبت نفسي تعرفهما، على آمل أن يرجعوا لي الباقي، أخذوا النقود وبدأوا يعددون:

ـ واصل فلان وفلان.

أخذوا نقودي ولم يتركوا لي بقية، حدقوا في وجهي باشتياق وهم يتبسمون، وبعضهم يطلق ضحكة عالية، ألحوا عليّ بالسؤال:

ـ «شلونك زين، صحتك عويفتك»؟((7))

ـ زين إن شاء الله، الله يحفظكم، الله يستر عليكم.

ـ «بعدك بدويرتك»؟((8))

ـ لا لا والله بعتها وما كدرت شراء غيرها.

ـ «لا، مع الأسف، ما تستأهل، انت خوش ولد».

همس في أذني الشخص الجالس إلى يميني، وحسبته يتعاطف معي، ثم قال مشيراً بيده إلى ثلاثة يجلسون أمامي:

ـ «هذوله((9)): جاسب، وعويجب، وصيهود أخوة صويحب.

ـ والذين وراك: إمعيجل، وإجعيو، وكنيور أبناء عمه».

وضعت يدي على حنكي، وهززت رأسي، وقلت له:

ـ «والنعم، أتشرف بيهم»((10)).

سألوني:

ـ شلون أختنا «صينية»؟

ـ زينة والله، إتسلم عليكم((11)).

ـ «دير بالك عليها، لا تضوجها، ترى نزعل عليك»((12)).

ـ أنا داير بالي عليها، بس شسوي، هي أربع وعشرين ساعة ضايجة((13)).

هزوا رؤوسهم بامتنان، نظروا إلى بعضهم، وكأنهم يتفقدون، سألوني:

ـ «خاف مريضة، نجي ناخذها للطبيب».((14))

ـ «لا، ما تحتاج، أنا على طول، من كل ثلاثة أيام كل أسبوع آخذها للطبيب».((15))

نهض واحد من أبناء عم «صويحب» الجالسين خلفي، وقف أمامي، وقال لي: «أنت نسيبنا، من دمنا ولحمنا، وأحنه أخوتك نحبك، نريد فايدتك، سجلناك معنا بالشركة، نبيع ونشتري، الله رزقنا، العمل دايم ومستمر والفلوس جثيره».((16))

ـ «أشكركم، رحم الله والديكم، بس ديروا بالكم عليّ أنا ما عندي فلوس، ولا أعرف البيع والشراء».

ـ «لا، لا، لاتخاف إحنه نعلمك وندربك وندرسك وكل شيء النسويه سوي مثلنا».

التزمت الصمت، سألوني: «ها، شو سكتت».((17))

ـ رفعت باطن كفي اليسرى قليلاً إلى أعلى، وملت برأسي إلى اليمين:

ـ «هاي هي، جا شسوي».((18))

الصفحات