كتاب " الربيع العُماني " تأليف سعيد سلطان الهاشمي ، والذي صدر عن
أنت هنا
قراءة كتاب الربيع العُماني
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
ويفرد القسم الثالث، أهم البيانات والعرائض والمطالب والصور التي وثقت لحظة وعي شعبي، ذات حلم، وبعض الصور والشعارات التي عكست واقعاً يتشكل بثبات خارج شرنقة الطاعة للنظام، وثقافة الخوف من التغيير.ذلك كله لتوثيق أكبر قدر ممكن من المعلومة الخام للباحث والمهتم ليستعين بها في إعادة قراءة الحدث وربطه بأي حراك اجتماعي وسياسي يمارسه المجتمع والفرد في عُمان.
بكلمة، سوف يأتي الكتاب على مجمل أبعاد ومناشط الحراك العُماني ولن يختزله في بعد واحد، بل سوف يتم إبراز الجوانب النفسية والاجتماعية والاقتصادية والسكانية والتاريخية والثقافية وردات الفعل الرسمية لهذه الحركة الاحتجاجية قدر الإمكان.
في التحديات
مشروع كهذا، يهدف إلى توثيق حدث وطني بهذا الحجم والتأثير الكبيرين، له أبعاده الظاهرة والباطنة، لابد أن تعترضه العوائق والتحديات، وفي طليعة تلك التحديات استجابة الباحثين والكتاب للمساهمة في هذا الكتاب. فعلى الرغم من أن الكتاب يحوي بين دفتيه كوكبة من خيرة كُتاب وأكاديميي البلاد، إلا أن نسبة الاستجابة كانت ضعيفة مقارنة بالدعوة التي وجهت إلى أكثر من ستين أكاديمياً وكاتباً وفاعلاً في هذا الحراك للمشاركة في هذا المشروع. نعم، يمكننا الزعم بأن الحدث ما زال طازجاً، وهضمه نفسياً واجتماعياً لم يتحقق بعد، ولم نلمس آثاره العميقة بالشكل الواضح، إلا أن أهمية توثيق الحدث كانت أكثر إلحاحاً علينا، لكي لا تذوب التفاصيل والأحلام في زحمة اليومي والخاص. أما التحدي الآخر، فكان الزمن، والالتزام بالجدول الزمني للكتابة، الذي لعبت عدة عوامل ليس أقلها تسارع الأحداث التي أعقبت الربيع من اعتقالات، ومحاكمات، وصدامات طبيعية لحراك كهذا، شملت معظم من ساهموا، أو كان يمكن أن يساهموا في هذا المشروع. وهو ما أثر، بشكل مباشر، في توقيت طبع ونشر الكتاب، الذي حرصنا على ألا يأتي متأخراً، قدر الإمكان، ليُبقي أسئلة الإصلاح والتطوير حاضرة، بشكل دائم، وعلى نحو مشروع.
إلا أن الشكر والتقدير هما أقل ما يمكن أن نقدمه إلى كل من ساهم في هذا المشروع بالكتابة والتشجيع، والدعم المعنوي والمادي؛ فلولا حرصهم وإيمانهم بالفكرة، لما وصل الكتاب إلى يد القارئ العربي العزيز. وأخص بشكري هنا الصديق الكاتب والإعلامي سليمان المعمري على عنايته الصادقة بالفكرة منذ ولادتها، وتجشمه عناء التدقيق والمراجعة بعد ذلك، والصديق العزيز ناصر صالح على تشجيعه الدؤوب والفاتح لأفق الغد المشرق.
إن ما يحدث الآن في عُمان، هو إحدى لحظات الصراع الطبيعي والتدافع الإيجابي بين قوى اجتماعية جديدة تعبر عن حيوية سياسية متصاعدة، وبين مسؤولين في السلطة يريدون إبطاء هذا الحراك أو إيقافه، ولكن الحراك الشعبي العربي بكل تجلياته والسائر نحو الديموقراطية، والبناء الدستوري والتشريعي، وتعزيز كرامة الإنسان وتأصيل حقوقه وصون حرياته، سيكون له تأثيره الكبير. كما أن هذا الحراك السياسي الجديد هو نتيجة حتمية لثورة الاتصالات والمعلومات التي جعلت العالم متشابكاً ومتداخلاً اقتصادياً ومعرفياً مما سمح بانتشار ثقافة حقوق الإنسان، وقيم الديموقراطية والتعددية، التي عبرت عن نفسها بوضوح عبر ثورات الربيع العربي. كما أن هذا المسار الديموقراطي سيظل متواصلاً ومؤثراً، وبالتالي فإن هذه المحاولات لإيقاف هذا الحراك قد تحدث بعض الارتدادات، وربما كثيراً من التراجعات التي يحسبها الرائي انهزاماً ونكوصاً إلى الحالة السابقة. لكن الروح الجديدة التي تسري في أوصال الشباب العربي، كفيلة بتدفق الحالة النضالية من أجل الإنسان وكرامته وتقدمها.