كتاب " الربيع العُماني " تأليف سعيد سلطان الهاشمي ، والذي صدر عن
أنت هنا
قراءة كتاب الربيع العُماني
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
شروح دستورية
في معرض ذلك كله، من خلال العديد من أطروحات قيمة عرضت في منتدى الاعتصام، جرى شرح مصطلحات محورية تتصل بالبناء الدستوري للدولة العصرية، منها تحديداً منظومة مصطلحات: الوطن، والدولة، والوطنية، والمواطنة، والحكومة، والمجتمع المدني، استأثرت باهتمام كبير تمثل في حوار مستفيض حول فحوى كل من تلك المصطلحات، وحول نسق التعالق ما بينها، كعناصر أساسية في البناء الدستوري للدولة العصرية. في سياق ذلك عرضت شروح يمكن تلخيصها في الآتي:
• إن الوطن سابق على الدولة، كونه المستقر الأصل والبيت الكبير الذي يؤوي الجميع على أساس سواء، أياً كانت مواقع أهل الوطن في ساحة العمل أو في النسيج الاجتماعي.
• إن الدولة سابقة على الحكومة، كونها الإطار المنظم للشأن الوطني، لذا وجب أن يكون لها دستور وحكومة ومؤسسات تشريعية وقوانين منظمة لمختلف نشاطات المجتمع، وأن تكونَ لها علاقات تعاونية مع الدول الأخرى، عضوية في المنظمات الأممية، ومشاركات في المواثيق الدولية. شكل الدولة قد يتغير بإرادة أهل الوطن، لكن الوطن أصل ثابت.
• إن الوطنية هي الشعور الإيجابي الفاعل تجاه الوطن والمصلحة الوطنية المشتركة، وأهم معاييرها الولاء والوفاء والإخلاص.
• إن المواطنة هي المشاركة في الانتماء إلى الوطن الواحد، وقوامها العقد الاجتماعي الذي يساوي بين المواطنين كافة أمام القانون، غير مجيز أيما امتيازات، بناؤها حسب أو نسب أو قرابة أو جاه اجتماعي أو موقع سلطوي.
• إن الحكومة، كسلطة تنفيذية، تأتي لأجل وترحل، لأن استمرار عهدها مرتهن بحسن الأداء ومعيار الكفاءة والأمانة معاً. أما كسلطة تشريعية فيتجدد عهدها بإعادة انتخاب الأعضاء دورياً. مبدأ التداول هكذا يمكن من تعميم خبرات ممارسة مهام الحكم ديموقراطياً، بدل حصرها في فئات معينة أو أشخاص معينين على أساس امتياز سياسي أو اجتماعي تقليدي.
• إن المجتمع المدني هو المواطنون والمواطنات أنفسهم بما يقومون به تطوعياً من نشاطات حميدة، متنوعة، رائدة، غيرِ ربحية وغيرِ حكومية، لأجل إنماء المصلحة العامة.
• استُعرض أيضاً، ماذا يترتب في إطار المواطنة من حقوق واستحقاقات وواجبات لأهل الوطن كافة، دون أيما تمييز محابٍ أو مؤثرٍ لبعض منهم فيما هم جميعاً فيه سواء...
• إن في إطار المواطنة، لا تتفاوت فيه الحقوق، أما الاستحقاقات، فلكونها تنبني على الأهلية، فإنها قد تتفاوت، لكنه تفاوت موضوعي لا ينطوي على غبن أو إجحاف بحق أحد...
• إن الواجبات بدورها تتفاوت حسب الاستطاعة، إذ لا تكلف نفس إلا وسعها...
• إن في مجمل هذا النسق، المواطنة صميماً تعني المواطنة المتساوية بين المواطنين كافة، رجالٍ ونساء، وحقوقها، بذلك، تتوازى مع حقوق الإنسان المفصّلة والمعترف بها عالمياً. بتعبير آخر: حيثما تضمن حقوق المواطنة المتساوية على نحو غير منقوص تضمن أيضاً حقوق الإنسان، كما أن مدى الوفاء بحقوق الإنسان أضحى اليوم المسطرة الرئيسة التي تقاس عليها جدارة الدول عالمياً، وضمن الدول تقاس بها جدارة الحكومات. أشير أيضاً، في معرض التمييز بين المواطنة والوطنية، وإلى أن المواطنين في أيما وطن يتفاوتون في وطنيتهم، وأن خير ما يمكن أن ينعم به أيما وطن يتحقق عندما يغدو كل مواطن فيه وطنياً بامتياز