رواية " العدم " ، تأليف جمال ضاهر ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع ، ومما جاء في مقدمة الرواية :
أنت هنا
قراءة كتاب العدم
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
1
«إن العدم، عندما يأتيكَ، يأخذ لونكَ يُخليكَ منكَ
ينهش داخلكَ
يمضغكَ يأكلكَ
يُحوّلكَ لا شيء، يبتلع ماضيكَ وحاضركَ.
يُحدّد سير الزمن القادم من غيبكَ»، قال الصالح يُحدّث أتباعه ينظر... ولا يرى أمامه.
خطّ الأفق كان يمتدّ ضباباً، والريح مُنخفضة تُنقّل غُباراً ورائحة جيفة، ضباع تأكل منها وصقور تحلّق في السماء فوقها.
«والعدم»، أكمل الصالح يستحضر ما قيل له في منامه، «ليس رغماً عنكَ يأتيكَ».
أغمض عينيه، أخفض رأسه، أماله بعض الشيء نحو اليمين يُحاول أن يَسمع صدى صمته، وأشار لمن حوله أن يُغادروا المكان.
«أراني لست هنا»، قال وقد بدأ أتباعه ينفضون ثيابهم المُبلّلة بعرقهم، يُزيلون عنها رائحة أجسادهم وما التصق بها من تُراب وأوراق نباتات جفّت منذ سنين، وكما أشجار تتمايل أغصانها بفعل الريح ساروا يبتعدون عن الصالح يسبّحون الخالق، يتجمّعون حول بئر مُمتلئة بالماء حتى حافّتها رغم انحباس الأمطار حولين كاملين وأشهراً كثيرة.