كتاب " أما بعد " ، تأليف وليد الرجيب ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع ، أما بعد هي أول روا
قراءة كتاب أما بعد
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
حكى لنا أبي القصة وهو يقول:
- الله يعوض علينا.
أبي كان تاجر أقمشة، ولديه محل صغير في السوق لبيعها، وكان يكلفنا في الوقت نفسه أنا وأخي سليمان بالبيع المتجول، كي يزيد من فرص البيع، وكان يجلب البضاعة من البصرة وبغداد وإيران، وكان عمي اسحاق هو المكلف بالسفر للشراء بالجملة.
كان عمي اسحاق أكبر من أبي، وكان لديه محل أكبر من محل أبي، ولكن الله لم يرزقه ولداً كي يبيع له القماش متجولاً، فكان يقول لأبي دائماً:
- أنت محظوظ، لأن الله رزقك أولاداً بينما أعيش أنا بوحشة، خاصة عندما ماتت زوجتي سليمة، الله يبارك روحها.
فيرد عليه والدي محاولاً التخفيف عنه:
- لكن الله عوضك بالمال.
فيتنهد عمي قائلاً:
- شتان ما بين النعمتين.. أنت أغنى مني بعيالك.
كانت لهجة عمي أقرب إلى العراقية، لأن زوجته كانت عراقية، وكان كثير الأسفار إلى العراق، وفي الواقع تعرف عليها هناك لأن بيئة جماعتنا العراقيين كانت أكثر انفتاحاً من بيئتنا الكويتية، وكنت أتمنى لو كان لديه أولاد كي ألعب معهم.
كنت أحب ألعاب الصبيان، وكثيراً ما كنت أراقبهم وهم يلعبون ألعاباً تبدو مسلية، وعندما سألت موسى عن هذه الألعاب قال لي:
- هذه لعبة "عنبر"، وتلك لعبة "اللّقصة" والثالثة "لبّيده".. (2).
أتذكر أسماءها حتى الآن، وأتخيل ذاك الزمان الجميل، وأتذكر بلدي الكويت الذي ولدت وعشت فيه طفولتي وشبابي.