أنت هنا

قراءة كتاب ديناميات الجماعة - رؤية تجديدية في ضوء بعض النظريات والخبرات الواقعية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ديناميات الجماعة - رؤية تجديدية في ضوء بعض النظريات والخبرات الواقعية

ديناميات الجماعة - رؤية تجديدية في ضوء بعض النظريات والخبرات الواقعية

كتاب " ديناميات الجماعة - رؤية تجديدية في ضوء بعض النظريات والخبرات الواقعية  " ، تأليف د. علي سيد مصطفى د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 2

الفصل الأول
المفاهيم الأساسية فى ديناميات الجماعة

مفهوم الجماعة  ؟
’يعرِّف علماء الاجتماع الجماعة بأنها كيان يشمل اثنين أو أكثر من الأفراد المتفاعلين مع بعضهم البعض، والذين يجمع بينهم نمط ثابت من العلاقات، ويسعون لتحقيق أهداف مشتركة، ويعتبرون أنفسهم أعضاء بنفس الجماعة .
من التعريف السابق، يتضح أن الجماعة تتميز بالخصائص الآتية :
o    ضرورة وجود عدد من الأعضاء لا يقل عن اثنين .
o    ضرورة وجود تفاعل، وإتصال مستمر بين أعضاء الجماعة، وأيضًا اعتماد تأثير متبادل فيما بينهم، وهذا يعني أن مجرد تجمع عدد من الأفراد في مكان واحد لا يشكل بالضرورة جماعة فيما بينهم، بل لابد من وجود تفاعل، ولذلك فأفراد الأسرة يكونون جماعة فالأب والأم والأبناء والبنات تنشأ فيما بينهم علاقات متصلة، وتأثير متبادل، فالإرتباط المادي والمعنوي متوافر فيما بينهم .
o    أن يكون لها تركيب أو بناء مستقر، ويقصد بذلك إستمرارية العلاقات والتفاعل الإجتماعي بين أعضاء الجماعة لفترة طويلة نسبيًا ، ومفهوم الجماعة في هذه الحالة يختلف عن التجمعات الطارئة، مثال ذلك التجمع لمشاهدة حادث معين في الشارع ، أو التجمع في سيارة نقل عام أثناء ركوب السيارة.
 الأهدف المشتركة للجماعة :
•  وأخيرًا فإن أعضاء الجماعة، يجب أن ينظروا إلى بعضهم البعض على أنهم يشكلون جماعة واحدة، فالجماعات تتألف من أفراد يعتبرون أنفسهم أعضاء في نفس الجماعة، ولديهم القدرة على التمييز بينهم وبين من هم ليسوا أعضاء بجماعتهم .
مفهوم الجماعة في علم النفس :
      يشير مفهوم المجموعة فى علم النفس إلى دراسة سلوكيات المجموعة ,  والكشف عن سيطرة الفرد ضمن إطار المجموعة , ويهتم علم النفس الاجتماعي والتنظيمي , بدراسة آليات المجموعة كلها كمجالات دراسية للعديد من العوامل التي تشكل السلوك الجمعي , ومن خلال القرارات التي تحرك  الجماعة , وذلك إعتمادا على 

نفوذ الجماعة ، والتى كثيرا ما تتخلى عن موافقة الفرد تماما لمصلحة أكبر للفريق , وهو ما يحدد مفهوم الجماعة فى علم النفس , والذى يهدف للكشف عن سلوكيات الجماعة , ومدى تأثير ذلك على المجتمع.

وتشكل  المجموعات على أساس المعتقدات الدينية أوالثقافية القوية , وعقد المعتقدات التى ترتبط إرتباطا وثيقا في أذهان المشاركين فى هذه المجتمعات ، وفي النهاية سيقوم أعضاء  الجماعة – ببساطة -  بقبولها دون سؤال , والتى تصل أحيانا إلى أنها سوف تفعل أي شيء للدفاع عن الأفكار لتكون معتقدا لا يرقى إليه الشك من قبل  الجماعة .

ويرى علماء النفس الاجتماعي إلى أن  الجماعة تتكون من اثنين أو أكثر من الأشخاص الذين يتفاعلون و يعتمدوا على بعضهم البعض في بعض المجالات . وتشمل أمثلة المجموعات الفريق الرياضى ، أو مجموع طلاب علم النفس بالكلية  .

ملامح المجموعات :
 لتحقيق النجاح في بيئة الأعمال التنافسية ، وتحتاج المجموعات اليوم للإستفادة من تنوع عمل  الجماعة ومعالجة جميع القضايا المتعلقة بالعمل بشكل فعال معا .
ويعد العمل الجماعي وسيلة هامة لإنجاز الأمور في البيئات الأكثر تطلبا وتحديا . ومن خلال العمل معا نحو تحقيق أهداف الفريق , وتقاسم إسهامات كل عضو في الفريق ، والتى سوف تكون قادرة على تحقيقها معا أكثر من تحقيقها بصورة فردية .
كما أن فهم الذات وأسلوب التعامل مع الآخرين ، والذي يتضمن نمط الصراع ، يشكل أساس هام  لتطوير العلاقات الإيجابية والمثمرة ، وتقاس إلى حد كبير الطريقة التي ينظر بها سلوك ذلك الشخص من قبل الآخرين . ومن خلال فهم الشخصية وأنماط السلوك ، وكيفية تأثير الأداء الخاص بالفرد في محيط العمل .
 وقد تم تصميم نهج أداء الفريق بناءً على أداء فريق العمل , ومن خلال حلقات العمل يتضح نمط الشخصية لتحديد المهارات المطلوبة للإستفادة من المواهب المختلفة لجميع العاملين داخل الجماعة ومساعدة فرق العمل في جهودها الرامية بناء فريق العمل ، وتحسين مهارات التواصل وإيجاد فرص التفاعل البناء .
تاريخ ديناميكية الجماعة :

       دراسة سلوك مجموعة صغيرة هو تطور حديث نسبيا , ويتميز فرع علم النفس الاجتماعي بالانضباط ، الذي اكتسبه كحقل متميزة من علم الاجتماع أو علم النفس في أوائل القرن 20th .
وكانت البحوث في وقت مبكر والكتابة – تحديداً – في علم النفس الاجتماعي في المقام الأول تعنى فقط بسلوك والجماعات و الحشود الكبيرة غير الجماعة . وظهرت منشورات مثل كتابات جوستاف لوبون في (1841-1931) الحشد: دراسة العقل الشعبي ( 1896) ،  ووليام ماكدوجال في (1871 - 1938) , وكانت هذه الأعمال تعنى في المقام الأول بالتعامل مع الحشود والجماعات في أسوأ حالاتها ( الغوغاء ) ، وخصوصا خلال فترات الإضطرابات المدنية والإضطرابات الإجتماعية ، مثل الثورة الفرنسية و الحرب العالمية الأولى.
     ولكن لم يمض وقت طويل قبل تحول التركيز إلى المجموعات الصغيرة من حركة التحليل النفسي المتزايد . كان علم النفس سيجموند فرويد  الجماعة وتحليل الأنا (1922 ) في جزء كبير منه على نقد عمل لوبون ، وطرحوا نظريات جديدة حول السلوك في مجموعات صغيرة . درس صورة من ولفريد بيون BionWilfred (1897-1979) المجموعات من منظور التحليل النفسي ، ووضع بيون نظرية الأنماط السلوكية , حول تشكيل المجموعات الصغيرة وطرق أدائها ، وخلص بيون أن ذاتية الأفراد تتراجع عموما في المجموعات، و أنه، خلافا للرأي السائد ، فإن معظم الجماعات تؤول وكيل أداء الأفراد الذين غادروا للعمل من تلقاء نفسها . وقدم بيون أيضا العديد من الشروط المحددة لوصف تجربة  الجماعة الصغيرة , وعلى سبيل المثال ، فإن مفاهيم مجموعة الإفتراضات الأساسية ، تهتم بمفهوم العقل الجمعى المسيطر على سلوك  الجماعة ، ومجموعة العمل .
   ثم ركزت مدرسة الجشطالت على مفهوم  الجماعة الحيوية , والذى ظهر مع  كورت لوين (1890-1947) من مدرسة الجشطالت , وهو من بين أوائل من ركزوا على دراسة المجموعات الصغيرة , وصاغ كورت Lewinand مصطلح ديناميات الجماعة لوصف طريقة المجموعات المتفاعلة مع الظروف المتغيرة .
 وأنشأ لوين مركز بحوث هو الأول في العالم لدراسة  الجماعة الدينامية ( RCGD ) وذلك في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في عام 1945 .والذى إنتقل لاحقا إلى مركز جامعة ميشيجان ، حيث يزدهر اليوم . وإهتم لوين Lewinand بصفة خاصة بدراسة العمليات التي تؤثر على الأفراد في أنواع مختلفة من حالات  الجماعة  وركز في البداية على إنتاجية  الجماعة والتواصل بينها ، والإدراك الاجتماعي ، والعلاقات بين المجموعات وعضوية  الجماعة ، والقيادة ، وتحسين أداء الفريق من خلال البرامج التدريبية ( T- مجموعات)

      وضعت غالبية المدارس الرئيسة لعلم النفس نظريات , شملت ديناميات الجماعة , والفرضيات الأساسية لآليات عمل  الجماعة والقيم , وعلى سبيل المثال ، تم التشديد على النهج الجديد فى التحليل النفسي و النفسي عالى الرتبة (1884-1939) ، على يد كل من ميلاني كلاين (1882-1960) ، كارين هورني (1885-1952) ، والذين إهتموا بعناصر اللاوعي ( الدفاعات ) التي تعرقل سير الجماعة و الصحة . كما سلطت المدارس المعرفية الضوء ، مع آرون بيك (1921 -) وألبرت إليس ( 1913-2007 ) على الأخطاء والافتراضات المضمنة في التصور والفكر والمعتقدات ، واللغة التي تقوض تماسك  الجماعة وفعاليتها . كما درس سكينر (1904-1990) و علماء السلوك الأخرون , الدور الحاسم للتدريب والتعديل السلوكي في الحصول على مجموعات لكسر العادات السيئة و إنتاج الإستجابات المطلوبة . و ركز علماء النفس الإنساني مثل كارل روجرز (1902-1987) ، فريتز بيرلز (1893-1970) ، وويل شدس (1925-2002) على تطوير وفهم أفضل ، للتعاطف ، والتواصل داخل المجموعات , مما سهل الحركة بعيدا عن التبعية و الخوف و نحو مستوى أكبر من النضج العاطفي ، والترابط ، و الوعي .

الصفحات