أنت هنا

قراءة كتاب ديناميات الجماعة - رؤية تجديدية في ضوء بعض النظريات والخبرات الواقعية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ديناميات الجماعة - رؤية تجديدية في ضوء بعض النظريات والخبرات الواقعية

ديناميات الجماعة - رؤية تجديدية في ضوء بعض النظريات والخبرات الواقعية

كتاب " ديناميات الجماعة - رؤية تجديدية في ضوء بعض النظريات والخبرات الواقعية  " ، تأليف د. علي سيد مصطفى د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 3

جذور المتغيرات المرتبطة بتفاعل الجماعة :
ليس من قبيل المبالغة القول  - كما سبق ذكره – من تأثير  كورت لوين العميق على جيل من الباحثين والمفكرين المعنية بديناميات الجماعة . براون (1988 : 28-32 ) وأهم تلك المتغيرات المرتبطة بتفاعل الجماعة هى :  ترابط المصير المشترك /  ترابط المهمة /  الترابط السلبى / الإعتماد المتبادل , وذلك على النحو التالى :
 ترابط المصير المشترك . وهو الخط الأساس من مقولة, أن الجماعات تأتي إلى حيز الوجود وفقاً لمشاعرهم النفسية , ولا يوجد أعضاء – بالضرورة - مشابهة لبعضها البعض (على الرغم من أنها قد تكون متقاربة ) ، بل إن وجود مجموعة تسعى لتحقيق مصيرهم , فإن ذلك يتوقف على مصير للفريق ككل . وهذه هي طريقة لوين  التى وضعت في عام 1939 :
 أما التشابه أو الإختلاف بين الأفراد التي تشكل المجموعة ، فلا يمثل بديلاً عن الإعتماد المتبادل للمصير المشترك  , ومن السهل بما فيه الكفاية معرفة أن المصير المشترك لجميع يجعلها مجموعة متماسكة , وسيكون أحد

الذين قد إستوعبوا هذه الفكرة البسيطة لايشعرون أن لديهم ما يغير موقفهم تجاه آية قضايا أساسية ، وسوف يصبحون أكثر تسامحاً مع الإختلافات في الرأي بين , وأكثر من ذلك، هم على إستعداد للحصول على حصة عادلة من المسؤولية عن الرعاية الإجتماعية , إذا أدرك أن مصيره يتوقف على مصير جماعته بأكملها.

 ويمكن القول أن الموقف في عام 1939 يشكل حالة خاصة , تجاه الأخطار التي كانت تواجهها العديد من البلدان (بدايات الحرب العالمية الثانية) ومع ذلك ، لا يبدو أن ذلك يمكن أن ينطبق على جميع إعدادات المجموعات المختلفة . وفي وقت لاحق ، كان هناك بعض الدعم التجريبي للحاجة لبعض المشاعر الإبتدائية لهذا الإعتماد المتبادل .

ترابط المهمة : الترابط بين المصير يمكن أن يكون الشكل الضعيف نسبياً من الاعتماد المتبادل في العديد من المجموعات ، لكن هناك عامل أكثر أهمية هو عندما يكون هناك ترابطاً في أهداف أعضاء الجماعة . وبعبارة أخرى ، إذا أتاحت مهام الفريق لأعضاء الجماعة  أن تعتمد على بعضها البعض من أجل تحقيق الأهداف ، ثم يتم  بعدها إنشاء  مجموعة دينامية قوية .

الترابط السلبي :
ويمكن لهذه الآثار أن تكون إيجابية أو سلبية. في الحالة الأولى نجاح شخص واحد مباشرة  , إما يسهل نجاح الآخرين ممن هم أشد حالة ، والذى هو في الواقع ضروري  ودافع بالنسبة لأولئك الآخرين على النجاح أيضا , في الترابط السلبي , الذى يعرف عادة بأنه أكثر أشكال المنافسة , والذى يشير إلى نجاح شخص واحد هو فشل آخر.
كان كورت لوين بدا بطبيعة مهمة الجماعة في محاولة لفهم التوحد من سلوك بعض الجماعات. وقال انه لا يزال غير مقتنع بالقوة التفسيرية للمفاهيم التحفيزية الفردية , مثل تلك التي توفرها نظرية التحليل النفسي أو نظرية الإحباط و العدوان. وكان قادراً على القول بأن  الجماعة قد يأتون بمجموعة من التصرفات المختلفة تماماً ، ولكن إذا كانت تشترك في هدف مشترك ، فإنها من المحتمل أن تعمل معاً لتحقيق ذلك . وعادة ما توصف ذلك بأن التوتر داخل أعضاء  الجماعة  قد يحفز التحرك نحو تحقيق الأهداف المشتركة المنشودة.
 الاعتماد المتبادل ( ما بين المصير و المهمة ) وهى نتائج لديناميكية الجماعة . وهذا يعني أن أي تغيير في عضو واحد , قد يكون له تأثيرات على المجموعات الفرعية الأخرى  , وهذين العنصرين المجتمعين معاً يوفران الأساس لإستكشاف العوامل المؤثرة بعمق فى علاقة المهمة بالعملية المستهدفة , وقد تبين أن الجماعات في ظل ظروف  الترابط الإيجابي كانت أكثر تعاونية . ويميل فيها الأعضاء للمشاركة والتواصل بشكل أكثر , وأقل عدوانية.  كما أنهم يميلوا إلى أن يكونوا فاعلين أكثر بالمقارنة مع أولئك الذين يعملون تحت ترابط المهمة السلبية  .
     كما يمكن أن ينظر إلى تاريخ تطور ديناميات الجماعة , من خلال تلاقي عدة إتجاهات معينة داخل العلوم الاجتماعية وعلى نطاق أوسع ، بإعتبارها نتاج مجتمع معين نشأت فيه.
     وقد أتاحت بعض البلدان - حتى الآن - بيئة مواتية لنمو الجماعة الجذرية ، وإن كانت هناك أيضا تطورات هامة في اليابان،والهند, وهناك ثلاثة شروط رئيسية كانت لازمة لنهضة الجماعة ولنموها اللاحق وهى:
A الجمعية الداعمة :
      وحتى يتحقق نمو الجماعة ، يجب أن يوجد في المجتمع ما يدعم توفير الموارد المؤسسية اللازمة , لدعم الجمعية الداعمة المواتية لنمو ديناميات الجماعة , والتى تشكل قيمة كبيرة على العلوم والتكنولوجيا والإسهام فى حل المشكلات ، وتقدم المجتمعات , كما يمكن أن تحسن من مستوى التعليم ، والتشريعات ، والعمل الجاد .
وظهرت فكرة أن البحوث الموجهة في حل المشكلات الاجتماعية هى أكثر ربحية , واكتسب أسلوب حل المشكلات قبولاً أكثر من ذلك بكثير , واستخدمت أساليب دراماتيكية من خلال إختبارات الذكاء العالمية لحفز البحوث على قياس قدرات الإنسان و بتطبيق إجراءات الاختبارات  في الأنظمة المدرسية ، والصناعة ،وغيرها .
      وفى عام 1930تم إنشاء العديد من مراكز البحوث لتطوير المعرفة وتحسين الممارسات فيما يتعلق برعاية الأطفال , ثم بدأ التوسع السريع لديناميات الجماعة بعد الحرب العالمية الثانية , عقب الاعتقاد في جدوى البحوث التجريبية فى حل المشاكل الاجتماعية , وفي عام 1936تم إنشاء جمعية الدراسات النفسية للقضايا الاجتماعية .
 وكانت هناك شرائح هامة من المجتمع الأمريكي على إستعداد لتقديم المساعدة المالية لدعم مثل هذه البحوث , وجاء الدعم ليس فقط من الأكاديميات العلمية , والمؤسسات ، ولكن أيضا من خلال رجال الأعمال.

الصفحات