أنت هنا

قراءة كتاب ديناميات الجماعة - رؤية تجديدية في ضوء بعض النظريات والخبرات الواقعية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ديناميات الجماعة - رؤية تجديدية في ضوء بعض النظريات والخبرات الواقعية

ديناميات الجماعة - رؤية تجديدية في ضوء بعض النظريات والخبرات الواقعية

كتاب " ديناميات الجماعة - رؤية تجديدية في ضوء بعض النظريات والخبرات الواقعية  " ، تأليف د. علي سيد مصطفى د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 9

الثقة :
     الثقة هي عنصر أساس للفريق الناجح . ويمكن للفرق المشاركة , من الذين يثقون فى القرارات والإجراءات العمل بعضهم البعض بشكل أسرع لتحقيق الأهداف ، في حين أن الفرق التي لا تثق في بعضها البعض , سوف تضيع الوقت في مناقشة الخطوات المقبلة ، وزيادة التشكك فى أفكار بعضهم البعض .
 أعضاء الفريق الواثق فى ذاتيته وقدراته فلديه ما يخشاه من الصراع الصحي و التحدي ، مما يقلل من إحتمال أن الموافقة على فكرة لمجرد أنهم يخافون من العواقب إذا اختلفا . ويتطلب الأمر بعض الوقت لبناء الثقة في الفريق، وذلك ما قد يبدو على أنه نقطة ضعف يمكن أن تصبح قوة مع مرور الوقت .
الأدوار والمسؤوليات :
     فرق العمل القوية والمحددة الأدوار والمسؤوليات بوضوح , ويعرف كل مشارك ما هي واجباته الخاصة ويدرك أن أعضاء الفريق يستطيع أن يعتمد عليهم لمساعدته فى تنفيذ المهام , وعلى الرغم من أن تقسيم العمل بين أعضاء الفريق في كثير من الأحيان سوف يحدد دورها بشكل طبيعي مع مرور الوقت ، كما يمكن لمديري  الجماعة تسهيل هذه العملية , من خلال تعيين المهام والأدوار للمشاركين ضمن الفريق , والنظر فى تناوب الواجبات بين أعضاء الفريق لدفع روح التعاون والإيثار بين أعضاء الجماعة .
ديناميات الجماعة :
      يمكن تعريف الجماعة بأنها إثنين أو أكثر من الأفراد الذين يرتبطوا مع بعضهم البعض من خلال العلاقات الإجتماعية .
        وتتحدد ديناميات الجماعة فى التفاعل والتأثير على بعضها البعض ، كما تشترك في هوية مشتركة , ولديهم عدد من الصفات الناشئة التي تميزها عن المجموعات الأخرى  والتى من أهمها ما يلى :
القواعد : قواعد وتوقعات أعضاء  الجماعة الضمنية تسهم فى ترابط  الجماعة وتماسكها ، وعلى سبيل المثال : إشاعة السلام , والمصافحة .
الأدوار : القواعد والتوقعات الضمنية لأعضاء محددة داخل  الجماعة ، وعلى سبيل المثال : يتحمل أقدم الأشقاء المسؤوليات الإضافية في الأسرة .
     وتوفر المجموعات المهمة ليس فقط فيما يختص بالدعم الاجتماعي ، وإنما بالشعور بالإنتماء المكمل - إلى حد كبير - لمفهوم الذات للفرد ، وتشكل اعضاء  الجماعة هويتهم الإجتماعية . تلك الهوية الاجتماعية المشتركة من الأفراد ضمن مجموعة تؤثر فى السلوك العام ، ويرى أعضاء  الجماعة بعضهم البعض بالطريقة التي يتصرفون بها تجاه الجماعات .
      وتحدد هذه التصورات والسلوكيات بدورها الهوية الاجتماعية للأفراد داخل المجموعات المتفاعلة . كما يميل أعضاء  الجماعة إلى تعريف أنفسهم من خلال إنتمائهم إلى فئة معينة بين الجماعات ، التي تنطوي على تصورات مواتية لهم ,ووفقاً للسلوكيات الموجهة نحو  الجماعة ، إلا أن التصورات السلبية والسلوكيات الموجهة نحو   الجماعة غالباً ما يؤدي التمييز بينهم إلى التحامل والنمطية . 
      وغالباً ما تحسن المجموعات المعتدلة من دعم وصنع القرار ، وكثيراً ما يتم الاعتماد عليها لهذا الغرض ، ولا يخلو ذلك من تحيزات  الجماعة ، ومع ذلك ، يمكن أن تتداخل مع عملية صنع القرار الفعال . وعلى سبيل المثال مجموعة الإستقطاب ، التي كانت تعرف سابقا باسم " التحول المحفوف بالمخاطر "  ويحدث ذلك عندما تتحيز مجموعة الإستقطاب وجهات نظرهم في اتجاه أكثر غلواً  بعد مناقشة  الجماعة  أما أكثر إشكالية فهي ظاهرة التفكير الجمعي , والذى من عيوب التفكير الجماعي , الوصول إلى إجماع   - متسرع- سابق لأوانه أو افتراض غير صحيح من الآراء ، التي يسببها أعضاء  الجماعة  , نتيجة لفشلهم في تعزيز وجهات النظر التي لا تتفق مع وجهات نظر الأعضاء الآخرين . ويحدث التفكير الجمعي في مجموعة متنوعة من الحالات ، بما في ذلك عزل مجموعة و جود قائد موجه لغاية محددة .
العلاقات مع الآخرين :
    يهتم علماء النفس الاجتماعي بالتساؤل : لماذا تتصرف  الجماعة أحياناً بطريقة الاجتماع الإيجابي ( مساعدة ، تروق ، أو محبة الآخرين )، ولكن في أوقات أخرى تتصرف بطريقة المعادي للمجتمع ( العداء والعدوان ، أو التحيز ضد الآخرين ) .  
      ويمكن تعريف العدوان , بأنه أي سلوك يقصد به إيذاء إنسان آخر . ويرافق العدوان تستر العداء وراء العواطف القوية ، ولا سيما الغضب : بهدف إيذاء الشخص الآخر . أما العدوان الجوهري – الصريح - ليس سوى وسيلة لتحقيق الغاية وهى: إيذاء شخص للحصول على بعض الأهداف الأخرى ، مثل المال . وتشير الأبحاث إلى أن هناك العديد من أسباب العدوان ، بما في ذلك العوامل البيولوجية مثل التستوستيرون , والعوامل البيئية ، مثل التعلم الاجتماعي . والعوامل الظرفية المباشرة مثل الإحباط الذى يمكن أن يسهم في إحداث الإستجابة العدوانية . 
    ورغم أن العنف هو حقيقة من حقائق الحياة ، و الجماعة يمكن أن تكون قادرة على تقديم المساعدة فى ذلك بعضهم ، مثل ما يمكن أن تقدمه فى حالات الطوارئ . وتشير الأبحاث إلى أن الإيثار يحدث عندما يكون الشخص يشعر بالتعاطف مع شخص آخر ، حتى في حالة عدم وجود دوافع أخرى .
 

جاذبية الشخصية :

       هناك مجال كبير في البحوث المتعلقة بمجال العلاقات البشرية , ما يشير إلى جذب الآخرين . وهذا يشير إلى أن جميع القوى التي تدفع  الجماعة لذلك يتم بروح من الصداقه . وقد تم اكتشاف العديد من المبادئ العامة للجذب من قبل علماء النفس الاجتماعي ، وواحدة من أهم العوامل في جذب الشخصية هو كيف يمكن لاثنين أو أكثر من شخصين في المواقف العامة والخلفيات والبيئات , أن يتبادلوا وجهات نظر فى شتى الموضوعات ، ويمكن أن الصفات الأخرى المسهمة المختلفة ، قد تكون أكثر احتمالا للجذب -  خلافاً للرأي السائد – بأن الأضداد المختلفة لا تنجذب عادة ،كما تمثل الجاذبية  الفيزيقية عنصراً مهماً من العلاقات العاطفية ، وخاصة في المراحل المبكرة  التى تتميز بمستويات عالية من العاطفة ، كما تشكل عوامل التوافق والتشابه والاختلاف – أحياناً -  ظرفاً أكثر أهمية ، ونوع من شغف  الجماعة نحو تجربة التحولات العاطفية .

الصفحات