كتاب " حمار خلف الجدار " ، تأليف فوزي صادق .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
أنت هنا
قراءة كتاب حمار خلف الجدار
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
حمار خلف الجدار
يتواجد حاليا 44 مليون حمار في العالم، 11 مليون منها فقط في الصين، تتبعها باكستان، أثيوبيا والمكسيك، ثم مصر من الدول العربية ، لكن عددها أكثر، نظرا لأنها ليست ضمن الإحصائيات.
لا زال الحمار يستعمل في أعمال أجداده قبل 6000 سنة، النقل أهمها، والزراعة، وإخراج المياه، وغيرها كمرافقة الخيول أو حتى رعي للأغنام، وقليل منها يستعمل للحليب والأكل، كمنا بمنغوليا ، ولأن المركبات ممنوعة في جزر هيدرا اليونانية، يعتبر الحمار أو المشي وسيلة النقل الوحيدة.
بشكل خاص، يعتبر الحمار صديق المهربين، لتهريب الأسلحة والطحين والبنزين والأدوية ، ومواد غذائية للسوق السوداء ، فهو يعرف طريق عودته دون حاجة لقائد أو دليل ، فيرجع بالحمولة الي نقطة انطلاقه ، كما يحدث حالياً بحدود كثير من الدول ، كاليمن والسودان والعراق وايران وتركيا ، والحمار بطل بارز بقافلة الملح " طريق الملح " من جبال القوقاز الي جبال الصين .
فروة الحمير المستأنسة داكنة غالباً، إلا على مستوى البطن، مقدمة الرأس ومحيط العينان بلون أبيض، مع هذا، توجد فروقات بينها في العالم، فالحمار الحساوي والمصري أبيض، أما حمار البيري فداكن بنّي يميزه صليب القديس أندري على الظهر. تقدم الأحمرة البرية ألواناً أخرى، من البني، إلى الرملي، والبني الأحمر عند حمير التبت مثلاً.
تعيش الحمير البرية بشكل مستقل، عكس الأحصنة البرية التي تتجاور بينها ، ويعاني الحمار بشكل عام من نفس أمراض جنس الخيول، لكنه أيضاً أكثر حساسية لمرض التهاب الحوافر حين يكون الأكل المقدم له زائداً عن اللزوم ، وما يميز الحمير أيضاً، صوتها الحاد، النهيق والذي تستعمله في عملية تواصلها مع بعضها البعض عند ضياع أحد أفراد القطيع ، وكأنه مزمار حاد ، حيث يمكن سماعه على بعد 3 كم، وغالباً ما تستعمله الحمير الوحشية للتخويف في حالة الدفاع، مع الضرب بأرجلها الخلفية كي يهابها العدو .
وقد ورد ذكر قصة العزيز وحماره في سورة البقرة في قوله تعالى: " أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شيء قدير "
وللحمار تاريخ عريق بصحبة الأنبياء ، فقد روي إن النبي صلى الله عليه وآله تقبل حمار كهدية وأسمه يعفور ، ولم يذكر النبي عيسى عليه السلام وإلا بصحبته بحله وبسفره وقصصه " حمار " ، حتى أدى الي تقديس حماره والتبرك بحافر رجله أينما وقعت وبصمت ، والي الان توجد بعد الدور الدينية وأماكن العبادة ببقاع عدة من الشرق الأوسط علامات يقدسها البعض تشريفها بوقع حافر حمار النبي عيسى .
وروي أيضاً أن نبي الله نوح عليه السلام أول ما أمر بدخول السفينة أمر بإدخال حماره مع أنثى زوجها إياه قبيل الطوفان. واليهود ايضاً يقدسون الحمار ، إذ تختلف طقوسهم وعاداتهم عن كثير من الأديان والشعوب، فيقيمون مهرجانًا خاصا بالحمار وذلك للمتشددين فقط، ففى مدينة القدس يحتفلون سنويا ً بهذا الحيوان فى مهرجان تحرير الحمار الأول فيما يعرف باسم “مهرجان بنسك كارلن”، تمارس فيه طقوس غريبة فى هذا اليوم، حيث يأتون بحمار صغير ويحملونه على أعناقهم ثم يمارسون بعض الممارسات الغريبة أمام الحمار
وفي مصر القديمة رسم الإله ست، إله الصحراء والعدم بشكل حمار في المعابد القديمة، كرمز لمساعدته الإله رع (رمز الشمس) خلال رحلته في العالم السفلي (الكسوف)، في العهد القديم والتاريخ اليهودي، سمي ملك شيشم (نابلس) والذي مات على يد أولاد يعقوب، حامور، كنوع من التقدير، ودلالة على أن الحمار أخذ نظرة ذات قيمة عالية قديما، في رسومات المسيحية، غالبا ما صور المسيح راكبا حمارا
في الأدب الصيني والحكم الصينية مثال " ليتني أخذت الحمار دليلاً " وقصتها عن تهور البشر ، حيث يستعمل الملك حصانا راقياً في قطع الجبال ، بدلا عن حمار يقدمه مزارع بائس ينصحه دوماً : أن الحمار يتأنى وأقل هوجا، فيلقى الملك حتفه بسبب الحصان وعجرفته، نادما! فيقول عند موته : ليتني أخذت الحمار دليلا.
ذكر الحمار في أول رواية في البحر المتوسط، الحمار الذهبي للوكيوس أبوليوس كراوي لأحداث تجري له مع البشر، حين يصف مزاجهم ورغبتهم في تغيير غيرهم بالقوة والعنف، بدل التسامح الذي يميزه.
في رواية جورج أوريل، مزرعة الحيوانات، اعتبر الحمار بنجامين، صديق الحصان المسكين، الحذق والشكاك، الذي يكتشف خداع الخنازير في حكمهم، وكما قال أرويل: بأننا لا نفهم فقط لغته، لأنه يضحك علينا، فعقله هو، لا يعلمه بسخافات البشر ، وروايات عديدة، أهمها عربيا، حمار الحكيم لصاحبها توفيق الحكيم، يروي فيها صداقته له، مع أحاديثه التي يعتبرها أسهل من كلامه مع البشر.
ومن قصص الزمن المعاصر: فقد فضح جوال سيدة كالت بالسباب على زوجها في غيابه، ظنا منها أنه لم يسمعها، لتجد نفسها أمام قاضي المحكمة الذي حسم تطليقها بالثلاث.
وكانت السيدة من سكان الخليج في زيارة صديقتها، عندما اتصلت بزوجها هاتفيا للحضور وإعادتها إلى المنزل، إلا أنه تأخر لنحو نصف ساعة، فعاودت الاتصال به ليعتذر عن التأخير واعدا بسرعة الحضور.
وما إن انتهت من حديثها معه، وظنت أنه أغلق الخط، حتى بدأت تكيل السباب له أمام صديقتها، وتصفه بأنه ضعيف الشخصية ونعتته بوصف (الحمار) الذي تسيره كيفما تشاء. وما كان من الزوج الذي استمع لكامل الحوار إلا أن أغلق الخط، وأرسل إليها رسالة تفيد بعدم حضوره، وعليها الحضور إلى المحكمة صباح اليوم التالي لحسم طلاقها، حسبما نقلت صحيفة "عكاظ" السعودية، الثلاثاء 2-12-2008.
وأقرت الزوجة بفعلتها أمام القاضي، لتسمع طلاقها بأذنها صادرا من قاضي المحكمة .