كتاب " حمار خلف الجدار " ، تأليف فوزي صادق .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
أنت هنا
قراءة كتاب حمار خلف الجدار
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
حمار خلف الجدار
الاختلاط يطيل العـمـر !
في إحدى زياراتي لإجراء بعض الفحوصات في المستشفى.. فاجئني الدكتور والذي أعرفه ويعرفني جيداً، بمعلومة سُتتهم وُترمى بأنها ( علمانية المنشأ والهدف ) و ( لإشاعة الانفتاح والإنسلاخ نحو التحرر الغـربي ) ، وهي جملة مكونة من ثلاث كلمات ، وأولها كلمة شائعة ودارجة هذه الأيام : ( الاختلاط يطيل العمر ! ) ، بدوري ، سألته كيف هذا دكتور ؟ ، فأجابني بما يلي :
دخل علي يوما ما إحدى مرضاي بعد انقطاع دام أكثر من سنة ، وهو يعمل في شركة حكـومية ، وقد بدا هذا المريض مختلف تماما ًعن ذي قبل ! فقد نقص عشرين سنة من عمره ! وتغير شكله البتة ! ولم يعد مريضي السابق ، فمظهره وحيويته تغيرا بشكل ملحوظ ، وحتى كلامه وشكل شعره وكل شئ فيه قد تغير ، ( سبحان الله من رأسيه حتى أخمص قدميه ) . تصدق أستاذ فوزي ، عندما دخل علي حسبته شخص آخر ، مع أنه زارني أكثر من سبع مرات ( وذاكرتي لا تخونني ) ، لقد كان يشكو ارتفاع الكولسترول ... فسألته ( الدكتور يسأل المريض ) : كيف فعلت كل هذا ؟ ومنذ متى ؟ ( هل أنت متأكد إنك أنت أنت ! ) فضحك من كلامي ، ولم يعطيني إجابة وافية ، فقط أبتسم وقال لي وهو يخرج ( الاختلاط يطيل العمر ) .... فانتابني الفضول ( أنا الكاتب ) ، كي أعرف أكثر عن هذا المريض ؟ فطلبت من الدكتور رقم موبايله ، لكنه رفض ( أي الدكتور ) وقال هذا من أسرار المهنة ، ولكن ( أعدك ) إنه وفي المرة القادمة ، بشرط إن زارني ، سأحصل على كل التفاصيل التي تريدها . وافقت على عرضه وأعطيته كرتي الخاص مع ورقة بها بعض الأسئلة ، وقلت له ، إذا ممكن تعطيه لمريضك كي يتصل بي .
مضت أكثر من ستة أشهر ولم يتصل ، وأنا نسيت و ( تناسيت ) القصة برمتها ، وعند زيارتي للدكتور في رمضان الحالي، أخبرني برفض المريض أخذ بطاقتي الخاصة ! لكنه وافق أن أعرض قصته في مقال ، اعتقادا منه أني صحفي وسأستغلها في الصحيفة التي أعمل بها ، وأعطى الدكتور رسالة لي يقول في عنوانها : يمكنك أخي الصحفي الاستمتاع بإيراد قصتي ، ولا أريد عمولة ! .. والقصة التالية مكتوبة على الورقة وبشحمة لسانه ، ولكن أجريت عليها بعض التعديلات الأدبية :
كنت أعمل كمهندس صيانة ( مخطط ) في ( الشركة الكبرى ) بمنطقة تبعد عشرات الكيلومترات عن سكني بمدينة الدمام ، وكنت أصل إلي بيتي الساعة الخامسة عصراً ، أي إحدى عشر ساعة متواصلة خارج المنزل ! ، كنت كأي إنسان عادي يصل منهكاً ومتعباً قادماً من عمله ، مثلي مثل العشرات من الناس ..( سلبياتي ) كان لي كرش متوسط ، وشعر مسترسل وأسنان صفراء مع فقد أحدهم ( ضرس ) ، أما سيارتي ( صالون ) وليست بالسيئة ، المهم تم نقلي فجأة إلي إدارة الظهران ، وكانت المفاجأة التي لم أتوقعها : ( العمل مع خلط من بنات حواء ! ) ، ( إنه الاختلاط بشحمه ولحمه ) ، ( وأنا رجل محافظ ) ،فقلت لنفسي يافلان لاعليك منهن ، أنت قم بعملك على أكمل وجه وأرجع إلي بيتك آخر النهار . المهم أنقضت خمسة أشهر ، وإذا بي أجد نفسي ومن دون شعور مني ، قد أصبحت إنسان آخر ! حتى زوجتي لاحظت ذلك ( مع فرحة ومباركة منها ) ، وزني نقص تدريجيا كوني قللت من الأكل الزائد ومارست رياضة المشي ، فترك ذلك أثراً على ملابسي، حيث ( القمصان والبنطلونات قد تغير مقاسها ) ، لقد هجرت المحلات الشعبية وأصبحت أشتري ( ماركة ) ، والحزام الذي لم أغيره منذ خمسة عشر سنة استبدلته بحزام جلد أصلي !، أما أسناني ، فقصة أخرى ! حيث عملت عملية تنظيف وركبت سن دائم بدلاً عن المفقود ! ، وشعري أصبح طويلاً وذو قصة أعدلها كل أسبوعين تقريباً مع وضع بعض الجل ، ورميت كل أحذيتي القديمة ، ولبست أحذية ماركة جديدة ، وحتى في لباسي الوطني ، ( الثوب والشماغ ) ، أصبحت أشتري نفس مايشتريه أخي طالب الجامعة ... فاخبرني الدكتور أني وبممارستي رياضة ( المشي ) أسبوعياً ، قد أنقصت ( الكوليسترول الضار ) ، وأزداد لدي هرمون ( الأندروفين ) الذي تحـفز أوتوماتيكيا ! ، وأزداد تدفقه بجسمي ، ويسمونه هرمون السعادة ، فهربت معه التجاعيد وشعوري بالحيوية والنشاط قد أزاداد ! وكأني أصغر بعشرين سنة ! فتغيرت نفسيتي ، وأحمرت أوداجي ، ولاحظ ذلك كلاً من : زوجتي وإخواني وأصدقائي ، وحتى أمي وأبي ، وأخرهم أنت يادكتور ! ، لكن لا أعرف ؟ هل السبب ( الاختلاط ) ووجودي وسط بنات حواء ، مع أني ملتزم وأحافظ على الصلاة ، ولم أقم أي علاقة معهن ، حتى أني لم أحاول أن أحصل على أرقامهن ، فأكثرهن متزوجات و محتشمات ويؤدين عملهن على أكمل وجه !