أنت هنا

قراءة كتاب حمار خلف الجدار

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حمار خلف الجدار

حمار خلف الجدار

كتاب " حمار خلف الجدار " ، تأليف فوزي صادق .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
3.5
Average: 3.5 (2 votes)
المؤلف:
دار النشر: فوزي صادق
الصفحة رقم: 4

وقد اكتشف الصينيون بالزمن الحاضر ، أن بالحمار منافع طبية، وأكدوا ذلك في دراسات علمية تم تحويلها إلى مشروعات اقتصادية وصناعية تحصد الصين من ورائها الملايين ، وذكرت صحيفة " الأخبار" المصرية أن أول هذه المشروعات يتمثل في استغلال جلود الحمير ، حيث تستورد الصين كميات كبيرة من مصر وبعض دول العالم، ليس لإنتاج الأحذية والمصنوعات الجلدية الفاخرة ، وللاستخلاص عقاقير ومنشطات جنسية أكدت الدراسات أنها بلا أي آثار جانبية.

وقد صرح حامد سماحة رئيس هيئة الخدمات البيطرية أن إحدى الشركات المصرية بالتعاون مع شركة صينية متخصصة تقدمت بعرض لإقامة مزرعة للحمير ومسلخ خاص ،ومصنع لإنتاج معلبات طعام للقطط والكلاب الأليفة من لحم الحمير ، فضلا عن معمل لاستغلال ألبان الحمير الغنية بمضادات حيوية نادرة تستخدم في إنتاج الأدوية .

وأوضح ممدوح مكي عضو المجلس التصديري للجلود ورئيس غرفة دباغة الجلود السابق أن الحمير التي يصدر جلدها تستخدم لإطعام السباع والنمور والحيوانات الجارحة في حديقة الحيوان.

والحمار يشبه بشكله العام الحصان لكنه أصغر حجماً وأقرب إلى البغل " الناتج عن تزاوج ذكر الحمار وأنثى الخيل الفرس " وله رأس كبير وذيل قصير ينتهي بخصلة شعر، وحوافره صغيرة وأذناه طويلتان.

وتسمى أنثى الحمار " أتان أو أتانا " ، والصغير من ولده جحشاً . كما تختلف الحمير بأحجامها، رغم أن حمار الماموث أطول، وقد يصل طول الحمار الحساوي الشهير بشرق جزيرة العرب الي 1.6م " نسبة الي منطقة الأحساء شرق المملكة العربية السعودية ، والذي تم نقل أعداد هائلة منه الي ملوك ورؤساء العالم ، أيام الدولة العثمانية ، كما فعل حكام بلاد هجر وارسلوا عدة قوافل من الحمير الي بلاد اليمن ومصر والأندلس والسودان والهند وزنجبار لتحسين فصائلهم ، وقد عرفت تلك الفصيلة بضخامة أجسادها وبياض لونها ، وقوة ثباتها عند وقوفها ومشيها ، وله أذنان أكبر من غيرها في جنس الأخيلة ، وظهر كبير وعيون واسعة ولماعة وصفت بالجمال ، وقوة سمع حادة ، إذ يمكنه سماع صوت ونداء صاحبه من عدة كيلومترات ، ولهذا السبب طلبت تلك الفصيلة بالحروب والغزوات لمواصفاتها المفيدة ،

ففي سياسة الحروب ، ، كانت تحمل الغنائم على قافلة من حمير ويقودها حمار أصلي يعرف طريق العودة ، فيرجع الي مربط معين حدد له ، حتى لمئات الأميال ، وتربط عادة بعض الخيول خلف تلك القافلة التي يجرها حمار واحد .

هنالك أيضا جمعية الحمير الكردية والمصرية ذات البعد الحقوقي والإنساني ، وقد ذاع صيتها اعلاميا ، وقد شهدت دولة الكيان الصهيوني حديثا جدلا حول استعمال كلمة الحمير من طرف المتدينين على العلمانيين الصهاينة مؤسسي الدولة، عبارة شومورو شال المشيا (حمار المسيح) استعملها رابي أفرام كوك، كنوع من المهمة التي أمر بها الله علماني اليهود بخلق وطن، لكن قدر الدولة هو وقوعها في يد المتدينين، ولا يبقى العلمانيون سوى الحمير التي ركبها المتدينون، من كتاب سيفي ريشليفسكي، 1998.

في حين يرفض المجتمع لدينا تقبل فكرة تحديد يوم إجازة للخدم والسائقين، قامت مدينة (بلاكبول الساحلية شمال غربي إنجلترا) بتطبيق قواعد صارمة للحفاظ على الحمير إحداها ألا تتجاوز أيام عمل الحمار ستة أيام في الأسبوع ما بين العاشرة صباحا وحتى السابعة مساء تتخللها ساعة راحة يومياً لتناول وجبة الغداء، علاوة على إجراء اختبارات صحية إلزامية قبل بدء موسم الصيف [.

يعتبر بيع لحوم الحمير جرما يعاقب عليه فاعله في الدول العربية، فقد قضت محكمة مصرية بحبس وتغريم 3 جزارين أدينوا بالاتجار في لحوم الحمير والخيول النافقة، بعد تحقيقات استمرت نحو 3 شهور عقب القبض عليهم. وفي سابقة هي الأولى من نوعها، ألزمت المحكمة المدانين بنشر الحكم في صحيفتين يوميتين، وتعليق الحكم على باب محل الجزارة لمدة 5 سنوات، بعد إغلاقه لمدة سنة ونصف .

الحمار هو شعار الحزب الديمقراطي الأمريكي كناية عن الصبر والتحمل ، وشعارهم " أجلد من حمار "

منذ عدة سنوات اثارت سيدة اجنبية الجدل في شمال أفريقيا حينما ثارت عند رؤيتها لعربجي يضرب حمارا مستخدما عصا حديدية. تأثرت جدا بهذا المشهد وأعلنت رحيلها النهائي من أفريقيا وعدم الرجوع إليها بسبب الاساءة إلى الحمير وللحيوانات بصفة عامة. تباينت ردود الجماهير ووسائل الإعلام فتباين الرأي العام بين مستنكرا لما فعلته هذه السيدة ورأى في أن ما حدث لا يستحق رد الفعل هذا، ومنهم من حسد الحمار على وجود من اهتم لحقوقه. وكان موضع اهتمام وسخرية في العديد من وسائل الإعلام لفترة . وفي التقويم الجمهوري الفرنسي، يعتبر يوم 6 أكتوبر من كل عام هو يوم الحمار للفرنسيين .

والمشهور عند الفلاحين العرب إن الحمار يعرف طريق مزرعته لوحده ، ولقد أخبر بعضهم ، إن الحمار يعود بالظهيرة الي بيت صاحبه ، فتضع الأم طعام الغداء ، فيعود الي المزرعة محملاً بالطعام وربما ركبته بعض النسوة اللاتي لايعرفن الطريق ، ومن الطريف إن الحمار يبتعد ان حفرة تعرقل طريقه ، فينزاح عنها ،وإذا وقع صدفة بحفرة ، فإنه يحفظ مكانها ولايعود لنفس الطريق ، وهذا كله بدون " عقل يدرك "

أما الإنسان صاحب العقل يخطئ ويقع بنفس الخطأ كل يوم ، وهو يمارس الحمورية" الغباء "بحذافيرها وأنواعها ، وكذلك يفعل بمعاملاته الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بالذات ، والأخيرة هي أكثرها تطبيقاً للحمورية والأستحمارية الوجودية لكي يضمن طعامه وبقائه وخاصة مناصبه ، حتى لو دفعته حموريته لقتل شركائه وبني جلدته وسلخهم وتقطيعهم كما يحصل بالوقت الحاضر بأرجاء المعمورة . وكأنه حقق جواب الأنبياء " أتخلق فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء .

إذا الغباء عكس الذكاء، وليس مسمى الحمار الحيوان ، وبكل إنسان نسبة غباء " كونه غير معصوم " ، وهي متفاوتة ونسبية ، فكما نقول إن " بكل فئة مئة ريال ، بداخلها ، فئة خمسون أو عشرة " ، أي أن بكل إنسان أي بداخل ذكائه " فئة غباء متفاوتة " وإن انعدمت أصبح معصوماً ، فعدم وجود الغباء " عصمة "، والنسيان نقص وغباء .

عرفاً ومع التاريخ ، وبحسب صداقة الأنسان للحمار ، وإنه رفيق دربه ، أطلق على كل من يخطئ لقب الحمار ، لأنه أقرب مخلوق يعيش معه ويصطحبه ، فاستعملت ودرجت كلمة الحمار بالشياع ، والأستحمار والحمورية بديلة لكلمة " الغباء " .

إذا الأستحمار والحمورية مجرد قناع أطلق على صفة " الغباء " ويلبسه الإنسان من يخطئ ويعيد نفس الخطأ ، والحقيقة ان هذه التهمة ليست من طباع الحمار ، فهو بالعكس ، ذكي !! ولايقع بنفس الحفرة ، ويتحاشاها عند مروره بها ، وهو لايملك العقل ! بينما الإنسان صاحب العقل يقع بالحفرة كل يوم مع وجود العقل العظيم .

بالنتيجة الإنسان هو صاحب الإستحمار الحقيقي "صفة الغباء" ، ويستهويه ذلك ويسعد به ، لأنه متطبع على الحمورية منذ الأزل ، ومتكيف مع الوضع ، والحمار الحيوان بريء من الغباء الحموري براءة الذئب من دم يوسف .

كم من جدار يخفي خلفه إنسان حموري غبي وظاهره " ذكي " ، وكم من جدار يستر على أستحمار حقيقي وبثياب جميلة وهندام جذاب !! وكم من إنسان يعلف من تعب غيره حتى يبلغ أشده ، وفي الواقع هو " حمار غبي " لايهش ولاينش إلا لصنع الشر والمشاكل والسلبيات، ولايزال بعقله أعلى درجات الأستحمار الحقيقي ، وكم من إنسان تعلمه وتلقنه ليل بنهار بحقن النصيحة ، لكن لايزال بعقله الغباء مستحمر كالمستعمر وحتى النخاع ، وهو لا يريد أن يعرف أنه الحمار الحقيقي ، ولايريد أنه يعرف أنه يعرف أو لايعرف حموريته ، ويبقى خلف الجدار بقمة الأستحمار .

سيجد القارئ الكريم بهذا الكتاب فرقعات وحقن " تذكيرية " من مداد عقلي الصغير ترجمها قلمي المتواضع لأخطاء وهفوات وزلات الإنسان " الحموري الغبي " ، لمعرفة الفرق بينه وبين الإنسان " الذكي النبيه " ، وللتوضيح : نحن لانريد أن يكون كل إنسان نابغة وعبقري زمانه ، لكن يؤسفنا أن يكون الإنسان " المستحمر " بمكان وزمان ليس له ، أو بموقع سرقه من أنسان نبيه وذكي بسبب ظروف وقوانين أوجدها البشر ، فيستسلم له من حوله بحموريته " أمراً " وحموريتهم " طاعة" ، لذا سنضرب هنا عدة موارد للكلم ، من أمثلة وعبر وقصص ومواعض من الحياة ، ومن عدة أمكنة وأزمنة مختلفة ومتفاوتة ، لتبقى فكرة ونصيحة للإنسان العاقل الحقيقي ، لكي ينجو ويكون " بريء " ولا تقع عليه تهمة غبي خلف الجدار بعالم " الحمورية والأٍستحمار " .

فوزي صادق

الصفحات