كتاب " بابا عمرو " ، تأليف مصطفى الصوفي .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
أنت هنا
قراءة كتاب بابا عمرو
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
بابا عمرو
-1-
جامع بابا عمرو أثر خارج ذاكرة التّاريخ دراسة وتحقيق
أهمية موقع الجامع
يقع ضريح الصّحابيّ الجليل عمرو بن معدي كرب الزّبيديّ وجامعه العامر في محافظة حمص، وهي ثالث المحافظات السّوريّة من حيث الأهميّة الاقتصاديّة والإداريّة وعدد السّكّان، ويخترق نهر العاصي سهول سورية الغربية الوسطى، ويمرّ غربيّ مدينة حمص محاذياً سهلها الغربيّ الّذي يبدأ من منطقة القصير جنوباً إلى سهل الغاب شمالاً وإلى جبال لبنان الشّرقيّة غرباً، وتتفرّع من النّهر عند بحيرة قطّينة ساقية للرّيّ، التي تسمّى ( المجاهديّة )(1)، والتي شقّها عام 584 هـ الملك المجاهد شيركوه الثّاني، فسمّيت باسمه، والساقية تسير بمحاذاة الضّفّة الشّرقيّة لنّهر العاصي وتتجه شمالاً حتّى تصل حدود مدينة حماة، لتروي ما تمرّ به من الحقول والبساتين، وتزوّد مدينة حمص وحمّاماتها وجوامعها بالمياه الّلازمة .
وشكل سهل حمص الغربيّ عبر التاريخ أهميّة استراتيجيّة وعسكريّة كبرى، فقد شهد منذ القديم صراعاً خطيراً على النّفوذ بين الحثّيّين والمصريّين ثمّ من بعدهم الرّومان والفرس وتدمر، واستخدمته تلك الجيوش، لتحمي ظهورها، بنهر العاصي وتؤمّن مياهها الّلازمة منه ثم جاء الفتح الإسلامي ليلعب دوراً مهما في تطورات حمص ومناطقها المحيطة على كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية ..
وباباعمرو كانت من أهم القرى في السهل الغربي للمدينة والّتي تقع جنوب غربيّ حمص على بعد خمسة كيلو مترات منها، وتدلّ حجارة جدران بيوتها القديمة وأحجارها المنقوشة وآثارها المدفونة التي تعود إلى العهد الرّومانيّ على أقلّ تقدير(2)، فقد كشفت عمليّات الحفر البنائية عن مقابر قديمة وأجران وأقنية وسراديب ودياميس(3)، كما وجد النّاس في الحيّ القديم بعض الألواح الحجريّة المنقوشة والمكتوبة بلغة يونانيّة أو لاتينية قديمة، شاهدت بعض نماذج منها شخصياً..
لم يسع إلى حفظها أوفكّ رموزها المؤسسات الأثارية أو الخبراء، فضاعت مع مرور الزّمن مثلما ضاعت أجرانها الحجريّة وأوابدها الأخرى .