كتاب " حبة قمح " ، تأليف هاشم غرايبة ، والذي صدر عن دار الآن ناشرون وموزعون .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
منذ الأزل كان الأمر هكذا..
أنت هنا
قراءة كتاب حبة قمح
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

حبة قمح
بَوح
كنتُ في التاسعة من عمري..
كان لي كرةٌ من مِزَق الملابس الملوّنة، ولها فَراشاتها الزاهيات..
وحَصّبتُ.
أمرَ جدّي -له الرحمة ولـ(حُوَّارَه) الغيث- الأحفادَ الصغارَ أن يناموا معي في المكان نفسه: «كلّ الأطفال لا بدّ محصِّب، فلْيُحَصّبوا معاً..».
حصّبت البنت.. وطارت فَراشاتها الزاهيات!
أحرقتْ جدّتي شعيراً مُملَّحاً وبَخّرتنا!
«مُرّ ودقيق؛ مُرّ في عين العدوّ، ودقيق في عين الصّديق ومرّار الطّريق..
يا ربّ يا جبّار. احْمِ عيون الصّغار. بجاهِ النبيّ المختار».
كنّا نجوب معاً طرقات «حوّارة» المتربة بلا ملل! نلعب كثيراً. نتشاجر كثيراً. نتصالح كثيراً.. وبيننا دائماً سوء تفاهم حميم!
كنتُ أبحث عن كرتي الضائعة.. وفجأة، قالوا إنها ماتت!
هناك، كانت الحفرة صغيرة، ترابها طري رطب، جلسنا نعبث به ونشكّله على هوانا.. مدَّ جدّي اللفة وراح يصلّي. نثرت التراب عليها لتفتح عينيها اللامعتين وتلعب معنا، فضحكت.

