كتاب " فوح الشذا ( أزاهير أردنية في الأدب والنقد ) " ، تأليف د. يوسف بكار ، والذي صدر عن دار الآن ناشرون وموزعون .
أنت هنا
قراءة كتاب فوح الشذا ( أزاهير أردنية في الأدب والنقد )
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
فوح الشذا ( أزاهير أردنية في الأدب والنقد )
(4)
عنوان القصيدة «اليوم أدركك الأُفول»، سيماه العامَّة والخاصَّة واضحة وضوحاً يُغني عن أيِّ مزيد سوى ما في «اليوم» من حتميَّة وتأكيد. أليست «الألف واللام» فيها «عهديَّة حضوريَّة» كما يقول النحويُّون؟ فحبيب، شأن بعض الشعراء المعاصرين كإبراهيم طوقان مثلاً، كان يستشرف من قبل هذا الأفول واقتراب الأجل لاسيَّما في ديوانيه الأخيرين «منازل أهلي»([6]) و«غيم على العالوك»، وإلَّا فما معنى أن يقول في الأول (ص91) في وصيَّتة المبكِّرة «يا عميد البيت: إلى ولدي محمد»:
ويا ولدي سوف أمضي
فكن أملي في الحياة الذي أرتجيه
وإنْ أودتِ الرِّيح بي
دُقَّ وشْمي،
فأجمل شيء على هذه الأرضِ
أن يحمل المرءُ وشْمَ أبيه.
ولماذا قال في «غيم على العالوك» من قصيدته المهمَّة «عودي ناقصٌ وتراً: إلى تيسير سبول» الذي قضى منتحراً والذي خيِّل لحبيب، أو أنه هو أراد ذلك، أنه يقول له (ص16):
كيف تطيق هذا اللَّيل؟
خذها بغتةً في الرأس.
فأجابه:
ولكنِّي سليلُ القمحِ سوف أموتُ حين يجِفّ عشبُ الحقلِ تحت الشمس.
وقال من قصيدة «أنت في المقهى» (ص35):
أنت في المقهى، فقلْ ما فاتَ فات
واحترق وحدَك فالعمر يضيق.
كما قال من قصيدة «يا شمال» (ص49):
لم يَعُدْ في العمر ما يكفي لإغواء الغزالْ.
ومن قصيدة «في الليل» (ص113):
موسيقى ترنُّ
فليت أيامي ستكفيني
لأُتقن عزفها.
ومن قصيدة «إن الحياة جميلة» (ص125):
- إن الحياة جميلة
حتى ولو كانت تمدُّ (الأربعون) لسانها
- وحدي كنت في بريَّة الدُّنيا
ولكنَّ الرَّماد بلا عددِ،
كنْ راضياً يا قلبُ
إنَّ الرحلة (اقتربت)
فلا تجزع على أَحدِ.