أنت هنا

قراءة كتاب ويزهر المطر أحيانآ

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ويزهر المطر أحيانآ

ويزهر المطر أحيانآ

كتاب " ويزهر المطر أحيانآ "، تأليف نيرمينة الرفاعي ، والذي صدر عن دار الآن ناشرون وموزعون .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
الصفحة رقم: 10

أتراه رآني قبل أن أراه، أم وحّدتنا لحظةُ اللقاء؟ لا أعلم!

ستُّ سنينٍ تقريباً كانت مدة اغترابي عن عينيه.. عينيه اللتين ظلّتا وطني طوال هذه المدة، بعد هذه الغربة كلها.. ها أنا ألقاه! لم يتغير فيه شيء، ما زال على حاله، وسيماً، طويلاً، آسراً، ساحراً.

بضع خصلاتٍ من شعره أصابها البياض، كم أحببت هذا البياض المختلط بشموخِ الليلِ في شعره.. كأنما يؤذن بفجر جديد، بنهار وليد، بأمل مشرق.

تصافحنا بلهفة ممزوجة بالرهبة.. إن للشوق رهبة لا تضاهيها رهبة أخرى في العالم، فهو عند المفاجآت المباغتة تتعثر خطواته، كطفل يتعلم المشي بين ذراعي الحياة..

جزء مني يريد الارتماء بين ذراعيه.. جزء مني يريد تقبيل عينيه.. وشفتيه..

جزء مني ينسى أنه تركني ورحل.. دون مقدمات.. دون أسباب.

أما الجزء الآخر فهو يدعي الوقار والاتزان واللامبالاة..

فرضت عليّ ضرورات النفاقِ الاجتماعي إدعاء اللامبالاة.

كان يعلمُ أنني تزوجت، ولم أكن أعلم عنه سوى أنه سافرَ لبلادِ النفط، بحثاً عن حياةٍ أفضل..

هل وجدها يا ترى، تلك الحياة الأفضل؟ أتراه تزوج؟ أله أطفال؟ انتفضَ قلبي على وقع كلمة (أطفال)..

أخفيت أسئلتي الكثيرة.. أخفيت ارتعاشات قلبي.. وتبادلنا بضع عبارات رسمية اعتيادية..

تساءلت بيني وبين نفسي عن قلبه في هذه اللحظات.... أتراه دقّ؟ أتراه انتفض؟

كنت ناجحةً في إبداء وقاري.. أو هكذا خيل لي.. إلى أن قال: «خذي رقم هاتفي.. كي نبقى على اتصال.. كي أستطيع الاطمئنان عليك بين الفينة والأخرى».

على وقع هذه الجملة تلاشى كلياً عن ملامحي قناع الجدية والوقار..

يا الله! يريد الاتصال بي؟ يريد الاطمئنان علي؟ حفظتُ الرقمَ في ذاكرة هاتفي بأصابع مرتعشة..

هو لا يعلم أنه زلزلَ كياني كله بهذه الجملة.. أو ربما يعلم؟

افترقنا..

الصفحات