أنت هنا

قراءة كتاب رسائل حب بالأبيض والأسود

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
رسائل حب بالأبيض والأسود

رسائل حب بالأبيض والأسود

كتاب " رسائل حب بالأبيض والأسود " ، تأليف طلال زينل سعيد ، والذي صدر عن منشورات الضفاف للنش

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: منشورات ضفاف
الصفحة رقم: 2

المقدمة

هذا الكتاب هو كتاب محبّة واعتزاز وإعجاب واعتراف بالجميل في المقام الأول، وأنا أتابع ما يكتبه أستاذي الشاعر الناقد والأكاديميّ البارع الأستاذ الدكتور محمد صابر عبيد، استهوتني فكرة التقاط بعضٍ من غباره الذهبيّ وهو يتناثر على الأرجاء كلّها، وكنت قدّمت في كتاب سابق حوارات منتخبة جمعتها من مجلات وصحف كشفت عن جزء من شخصيته التي ربما لا يعرفها الكثير، في كتابـي الذي صدر عن دار نينوى في دمشق بعنوان ((أنفاس الغابة))، غير أنّ فضولي لم يُشبع على النحو الذي ظللت أتابع فيه ما ينشره هنا أو هناك ولا يخرج مجموعاً في كتاب من كتبه وقد ملأت الدنيا وشغلت الناس، بين تهليلِ محبّ وغمزِ كارهٍ وإشاعةِ حاقدٍ وحيرى حسودٍ، وو و، كتابٌ يحمل أنفاسه ورائحته ورؤيته، من أجل أن أضع اسمي عليه متشرفاً بإعداده وكتابة مقدمة له، فمن متعة التلمذة على يديه، ومتعة العمل تحت إشرافه، إلى متعة الكتابة عنه، مشوار لا ينتهي من متعة كلّها فائدة ومعرفة وثقافة واطلاع وصداقة للكلمة والدلالة والمعنى والخطاب والنصّ والإنسان.

ومع أنّ اهتمامه الكبير والواسع والمعمّق في مجال النقد وقد أصدر عشرات الكتب النقدية التي صارت مرجعاً لا يمكن الاستغناء عنه لأيّ دارس وباحث في الشعر الحديث أو السرد الحديث أو السيرة، ومن ثمّ اهتمامه بالشعر وهو الشاعر أولاً كما يقول دائماً، وأصدر جملة من الدواوين الشعرية التي حظيت باهتمام الدرس النقديّ والأكاديميّ، إلاّ أنّ له من اللطائف الكتابية الخارجة على النقد والشعر بمعناهما التجنيسيّ الواضح، لكنها تنهل منهما ما تشاء، رسائل بالأبيض والأسود وزّعتها في كتابـي هذا بين (البورتريهات) التي رسم فيها وجوه وضمائر بعضٍ من أصدقائه، و(نوافذ) كرّسها للكتابة عن حالات وجدانية عميقة لا تبتعد كثيراً عن البورتريهات لكنّها تروي حكايات من وحي الذاكرة، فيها الأصدقاء، وفيها المواقف، وفيها الأحلام، وفيها كلّ ما يجعل من النافذة وسيلة لتلمّس جوهر محمد صابر عبيد وقيمته وفنّه، وأنت تسمع موسيقاه، وترى ألوانه، وتشمّ عبق الورد في كلماته العاشقة، وتنتظر منه ما لا يُنتظر.

سبق للدكتور محمد صابر عبيد أن أصدر كتابه الرسائليّ الأول بعنوان ((رسائل حبّ بالأزرق الفاتح)) عام 2006، ومن ثمّ استكمل كتابه هذا بباقة أخرى من رسائله وأصدره بكتاب ثانٍ عنوانه ((سيرة الجسد وصهيل المطر الجريح)) عام 2009، وكان هذا النوع من الكتابة يتموّج بين السرد والشعر والتشكيل والموسيقى، فهو يأخذ من الفنون كلّها ويعجنها بسبيكة كتابية خاصة لا تشبهها كتابة، فهو يكتب رسائله راسماً فيها وجوه أصدقائه، ووجوه الأمكنة، ووجوه الأزمنة، ووجوه الفضاءات، بكلّ حرية وأملٍ ورغبة، رسائله هذه وقد لونّاها بالأبيض والأسود للتعبير عن أصالتها وسحرها وعفويتها وصدقها، فإذا كانت رسائله التي لوّنها بالأزرق الفاتح ذهبت في سياق معيّن يحيل عليه هذا اللون المنتخب، فإنّ هذه الرسائل التي لونّاها بالأبيض والأسود تشتغل في منطقة أخرى لا تقلّ إنسانية وحباً وقيمة عنها، وربما تتشابه بعضها مع بعض رسائله في كتابه ((سيرة الجسد وصهيل المطر الجريح)) لكنّها عندنا ذات نكهة مختلفة، تأخذها من طبيعة الغموض اللونيّ وسحره وأناقته بين الأبيض والأسود، على الصعيد التشكيليّ، وعلى الصعيد الفلسفيّ والسيميائيّ أيضاً.

الصفحات