أنت هنا

قراءة كتاب أوراق امرأة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أوراق امرأة

أوراق امرأة

كتاب " أوراق امرأة " ، تأليف عواطف الزين ، الذي صدر عن دار موزاييك للترجمات والنشر والتوزيع ، نقرأ م

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 6

ضجيج سؤال

ظلَّ حضوره يتمدد ألماً في أعماقها لسنواتٍ عدة، ثم يغيبُ، ويتلاشى ويتشكل من جديد. هو في حالة دوران لا تكاد تنتهي داخلها، وما إن يهدأ دورانه حتى يعود من جديد.

تتذكر كيف كان يصمُّ أذنيه عن نداءات روحها وشكواها؟ ويترك أنينَ مشاعرها على قارعة الخيبة، بينما يبيح لنفسه حرية "ارتكاب" الفقدان. في الوقت الذي بدأت فيه قصتهما تنضج وتطرح ثمارها الشهية في كل أنحائها، حاسةً حاسةً ونبضةً نبضةً .فرَّ "حازم" من ساحة المعركة مبكراً، وأطفأ داخلها مشاعل الأمل.. لماذا غاب؟

...

منذ ذلك النهار أصبح الغياب رفيق أيامها وعنوان وجودها، لم تستطع محو آثار حبِّها الأول الذي شكل منظومة مشاعرها وعلاقتها بالرجل، ونمط حياتها كله، وأرخى بظله الباهت فوق حنايا وجدها، وملامح وجهها و صوتها المكتوم .

يداهمها شعور غارقٌ بالأسى والخيبة، ما من شيءٍ يصل ما انقطع في غير زمانه، ومكانه، والجرح الذي أصابها لم يبرأ بعد، تريد إجابة حاسمة تنهي ضجيج السؤال ومرارته داخلها، مرةً واحدةً وإلى الأبد.

لماذا تركها حازم فجأة ومن دون سابق ضجر؟ وكان قد عاهدها بأنه لن يخدش شفافية حبه لها، أو يبدد وههجه أوصدقه، لكنها بدأت تعي جوانب خفية في شخصيته لم تلتفت إليها في بادئ الأمر، ولم تكن تعلم بأنها مفاتيح أساسية لشخصيته المكابرة والمدعية.

في يوم لم تحسبه من عمرها رأته أمامها فجأة، مد يده للمصافحة، لم تتبين ملامحه لأول وهلة، كانت حركة يدها تعكس تردداً غير معهود. تأمّلت وجهه، كم تغيَّر "حازم"! لم يحرّك فيها ساكناً، ظلَّ انطفاؤها على حاله، بينما ارتبكتْ نظراته وتعثّر في الكلام، والسلام، لكنّه حرص علي تسجيل رقم هاتفها ليوم ما قد يأتي، للحظة ما قد تَمُر...

الصفحات