كتاب " أوراق امرأة " ، تأليف عواطف الزين ، الذي صدر عن دار موزاييك للترجمات والنشر والتوزيع ، نقرأ م
أنت هنا
قراءة كتاب أوراق امرأة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
إنها المرة الأولى التي تلتقط فيها "حوراء" أنفاسها في حياة ذات إيقاع ماراثوني لتسأل نفسها؟ هل اخطأتْ حين اختارته شريكاً لحياتها؟ ولماذا أقفلت دونه المنافذ التي لا تأتي منها الرياح؟ هل أصابت حين نثرت عطور سعادتها وأريجها في فضاء عالمه الذي أرسى سفينته على شاطئ أمان؟ أي تساؤل يمكن أن يبقى في ذهنها، وهي تقلب صفحات الماضي القريب الذي جمعهما تحت سقف واحد وحياة واحدة وحب جارف وحزمة أمنيات؟
كانت تعتقد في لحظة معينة بأن قرارها المتأني سوف ينتقل بها رغم إيقاع ماضيه المهزووم إلى بداية مدهشة، لكنها أبحرت بعيداً في تفاؤلها، ووعدت نفسها باستقرار نفسي وعاطفي واجتماعي، يضع حياتها في موقع أجمل، وعمرها في زمن أبهى بعدما تناثرت أحلامها في كل اتجاه، وطبقت عليها الدنيا كل اختباراتها القاسية. إنها تتوق الآن إلى قطف ثمار لحظة الانعتاق من القهر في غربتها الممتدة قسراً بين ماضٍ معذَّبٍ وحاضرٍ موؤود.
كانت تريد أن تقنع نفسها بأن قرار الزواج من "آدم" لم يكن خاطئاً رغم معارضة الجميع؛ الأهل والأصدقاء والزملاء، قبل أن يلقي في بحرها شباكه، ويراهن على اقتحام قلعتها والفوز بها عروساً لأحلامه، لتجد أنه من عالمٍ آخر، لا يجمع بينها وبينه سوى مكان العمل الذي جعل التقارب ممكناً وكذلك الحب، ومن ثم الزواج. أرادت "حوراء" من خلاله ان تتحدى ذاتها ومجتمعها لتثبت أنها صاحبة قرار وهي التي تقبل أو ترفض أوتختار، وليس أحداً غيرها.
لم تكن قد خبرت بعد جرح الإحساس عن قرب، ذلك الجرح الذي لا يبرأ إلا إذا أريقت على جوانبه شلالات من الغرام والهيام، كانت تعتقد بأن إحساسها بالظلم الذي تبعثره يوماً بعد يوم فوق أوراقها المحتجة سوف يأتي به إليها صاغراً معتذراً مؤنباً نفسه على تجاهله وجموده، لكنها لم تجلب لنفسها سوى المزيد من السخرية واللامبالاة، ليبقى الوضع على ما هو عليه، وتُدوّي الصرخةُ في أعماقها من جديد، كانت كمن يصرخ بصوت مكتوم في صحراء بعيدة..
هي تريد إسقاط نظامه االجائر، هو يريد المواجهة على أنقاض قصة حب اختصرت يوماً كل أحلام الدنيا.