أنت هنا

قراءة كتاب مقاصد الشريعة عند الشاطبي وتأصيل الأخلاق في الفكر العربي الإسلامي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مقاصد الشريعة عند الشاطبي وتأصيل الأخلاق في الفكر العربي الإسلامي

مقاصد الشريعة عند الشاطبي وتأصيل الأخلاق في الفكر العربي الإسلامي

كتاب " مقاصد الشريعة عند الشاطبي وتأصيل الأخلاق في الفكر العربي الإسلامي " ، تأليف نورة بوحناش ، والذي صدر عن

تقييمك:
3
Average: 3 (1 vote)
المؤلف:
دار النشر: منشورات ضفاف
الصفحة رقم: 5

مقدمة

مع انبلاج أفق هذا القرن لم تكن لتختلف شهادة شاهده عن شهادة شاهد القرن الذي انقضى فالسؤال الذي قرأه شاهد القرن الماضي فكرا ناهضا لأجل التغيير، لا يزال يحدد مطلب الإجابة نفسه مكررا ذاته وإن اختلف الزمان وتبدل الناس، إذ الأزمة تمتد زمانا سحيقا، وتديم نفسها وتتمطى بصلبها

أمام مشهد الزمنية التي قضت بتداول المواقع بين غياب الأنا وحضور الآخر تلوح الحيرة عينها التي لوحت لشاهد القرن الماضي وذلك بوجوب البحث عن ركائز لنهضة تجلب زمنية الأنا إلى الحضور إلا أن حيرة شاهد هذا القرن لن تمتد لتبحث عن ركائز للنهضة، إنما تنبعث لتطالب بضرورة الكشف عن أسباب فشل النهضة العربية ولتسأل عن مشروعية كل نهضة وجدواها إذا لم ينبعث من رحم هذه النهضة وعي يُخلخل التاريخ وينقل الزمنية النهضوية نقلا طبيعيا؟.

يعود استشكال دعوى مقاصد الشريعة عند الشاطبـي وتأصيل الأخلاق في الفكر العربـي الإسلامي إلى وعي الحيرة الذي مكن لذاته بالسؤال عن جدوى الخطاب الذي يفرض منطق المقايسة، إنه كل خطاب يربط ربط متواصل بين الأصالة والمعاصرة، إنها مقابلة تجمل بين حضور الأنا في التاريخ الماضي ثم الحضور المميز للآخر في حاضر مشروع تأسيس الذات أفلا تعني ثنائية الأصالة والمعاصرة تكريس لمنطق اللاتاريخية وتحول متواصل لزمان الأنا نحو زمان الآخر؟ هو التحول المتواصل الذي يشهد عليه مشروع تحديث الذات، من هنا ستؤلف دعوى مقاصد الشريعة عند الشاطبـي وتأصيل الأخلاق في الفكر العربـي الإسلامي أنموذجا لفعل التحرر من فكر المقايسة الذي فرضه منطق اللاتاريخية إذ خول الوعي الأصيل التحررمن هذا المنطق والحق أن العودة إلى الفكر الأصيل لم يكن سوى خلاصة لممارسة المنطق العلمي الذي يتوجه إلى تفحص العينات واستخبارها استخبارا صحيحا ومن ثم يلتزم بمعطي بيكوني متميز وهو الذي يعني طرح الأوهام بشتى نماذجها ودرء القوالب الجاهزة وتحصيل الوعي الأصيل.

تنبثق دعوى مقاصد الشريعة عند الشاطبـي وتأصيل الأخلاق في الفكر العربـي الإسلامي من الطموح إلى ريادة وعي التاريخية، وهو الوعي الذي يكشف زيف الحديث عن تاريخية لا تؤسس ذاتها إلا في إطار تاريخ آخر منجز وجاهز التفسير تفرضه المركزية الغربية الضاغطة وهي شكل من اللاتاريخية تعتمد على تمكن منطقي قوي جامع بين السلطة والمعرفة، وبالنظر إلى هذا التوجه الكلي نحو الوعي الأصيل مقابل الآخر الدخيل تمتد الدعوى السالفة بجذورها نحو تلك التي رفعها الشيخ مصطفى عبد الرازق مشروعا ناهضا إذ إن الشيخ قد أدرك خطر هذه التقريرات الاستشراقية ومدى تحصيلها لقلق الذات وارتيابها في تاريخها المعرفي، ففتح باب الاجتهاد بوصفه حقلا معرفيا، لاستشكال الفكر الأصيل وتأسيس خط آخر للفكر الفلسفي العربـي الإسلامي، لقد سمحت مقاصد الشريعة تأصيلا عند أبـي إسحاق الشاطبـي الأندلسي بالإتمام والنمذجة لمشروع الشيخ مصطفى عبد الرازق، وكذا تحقيق النقلة إلى مطلب الإجابة عن سؤال الأخلاق في الفكر العربـي الإسلامي والذي قضى في أمره منطق اللاتاريخية بالنضوب والاقتضاب والانحصار في الوعي الدخيل اليوناني منه، وهنا تحضر ضرورة الاستقصاء عن الصلة الجامعة بين علم أصول الفقه وعلم الأخلاق ثم كيف أدى نسق الموافقات إلى المساءلة عن نظرية الصلاح باعتبارها نظرية أخلاقية، ومن ثم تأسيس خط آخر للفكر الأخلاقي العربـي الإسلامي يقر بتاريخيته؟.

الصفحات