أنت هنا

قراءة كتاب مقاصد الشريعة عند الشاطبي وتأصيل الأخلاق في الفكر العربي الإسلامي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مقاصد الشريعة عند الشاطبي وتأصيل الأخلاق في الفكر العربي الإسلامي

مقاصد الشريعة عند الشاطبي وتأصيل الأخلاق في الفكر العربي الإسلامي

كتاب " مقاصد الشريعة عند الشاطبي وتأصيل الأخلاق في الفكر العربي الإسلامي " ، تأليف نورة بوحناش ، والذي صدر عن

تقييمك:
3
Average: 3 (1 vote)
المؤلف:
دار النشر: منشورات ضفاف
الصفحة رقم: 9

لأن الدعوى في هذا البحث قد ركزت على الاجتهاد معينا لتركيب الإشكاليات الفرعية لهذه الدعوى فإن مصنفات أصول الفقه كانت مصدرا لازما وضروريا لإتمام الإنجاز المعرفي والمنهجي لهذا البحث، وما دام التأصيل يبحث له عن حضور داخل الفكر العربـي المعاصر ودعاويه التي تناولت فكر الشاطبـي بالتحليل والنقد فإن جزءا من مادة البحث أخذت مشاربها من مجموع كتابات تميزت بالحضور داخل التأسيس المفهومي لإشكاليات الفكر العربـي المعاصر.

هكذا تكون الأصول المصدرية لهذا البحث قد تلاقحت وتمازجت فيما بينها من فكر أخلاقي إنساني وفكر أصولي وفكر عربـي معاصر لتتجه نحو إنجاز الصورة النهائية للبحث ولما كان هذا البحث يتأسس على دراسة مقاصد الشريعة عند الشاطبـي أولا فقد ارتكز من حيث التطبيق العملي على إنتاج هذا العالم فكانت الموافقات في علم الشريعة أساس المادة الأصولية التي عمل بها هذا البحث وأخذها مأخذ القراءة والتأويل كما يزيد مصنف الاعتصام في ترشيد غرضية المادة الأصولية للموافقات ويكشف عن أبعادها الفكرية والمجتمعية والسياسية ولعله كان للإفادات والإنشادات وكذا فتاوي الإمام الشاطبـي التي جمعها من المعيار للونشريسي وحققها أبو الأجفان ما يميز المرجعية الشاطبية وعلاقتها بإشكاليات العصر الكلامية والفقهية والصوفية الأخلاقية لتجلي طرافة فكر الشاطبـي وخصوبته وعلاقته بأطروحات الوعي العربـي الإسلامي لتلك الفترة وجدواه بالنسبة للقرن الثامن الهجري الذي تميز ببداية الزوال وبنهاية الأندلس وسيادة البدعة ونضوب العقل الفقهي.

لأن هذا البحث يتأسس على إشكالية ركزت فعلها المعرفي حول تأصيل الأخلاق في الفكر العربـي الإسلامي بقراءة لمقاصد الشريعة عند الشاطبـي فإنه كان من مقتضيات التأصيل لمقاربة النص الأخلاقي العربـي الإسلامي ومن ورائه النص الأخلاقي اليوناني إذ مقتضى التأصيل قد تصور أن إتمام الإشكالية يكون بمقتضى الغوص في مثل هذه النصوص وربط العلاقات فيما بينها وتفكيك مرجعياتها حتى يجد التداخل بين الأخلاق والمقاصد مشروعيتهما وهنا كانت مصادر فلسفة الأخلاق معينا لهذا البحث مثل كتاب تهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق لمسكويه وتحصيل السعادة للفارابـي وتدبير المتوحد لابن باجه ورسائل الكندي ورسائل الرازي الفلسفية وغيرها الكثير، وإمعانا في جلاء المرجعية مكنت محاورات أفلاطون من مثل الجمهورية وأوطيفرون وفيدون وغيرها من ضبط تصور التأصيل في هذا البحث كما كان علم الأخلاق إلى نيقوماخوس دليلا من أدلة إتمام التأصيل ومسح المرجعيات وردها إلى أصولها وتأسيس منطق التاريخية الذي هو عمدة التأصيل.

وبما أن الخطابين الكلامي والأصولي الفقهي متواصلان في إدراك عميق لمرامي الاجتهاد وتحصيلها لمعقولية مميزة فقد حضرت مصنفات علم الكلام في هذا النص معينة على مقاربة المرجعية الكلامية لخطاب المقاصد وهنا سمحت المصنفات المعتزلية والأشعرية من إبانة التشاكل بين المواقف الكلامية وصلتها بالمرجعية الكلامية لمقاصد الشريعة عند الشاطبـي مثل الإبانة عن أصول الديانة للأشعري والملل والنحل للشهرستاني، والفرق بين الفرق للبغدادي والمغني في أبواب التوحيد والعدل وكذا شرح الأصول الخمسة لعبد الجبار المعتزلي، ولأن المرجعية الكلامية للشاطبـي لن تنجلي دقائقها إلا في جغرافيا أندلسية فإن حضور مصنفات هامة تبين ذلك كان ضروريا مثل فصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم ومناهج الأدلة في عقائد الملة وفصل المقال لابن رشد وكذلك العواصم من القواصم لابن العربـي.

لا ريب أن المادة المصدرية السابقة لن تجد تشكلها المراد إلا عن طريق مادة علم أصول الفقه فكانت الرسالة للشافعي عملا أصليا يجلب الغرض التاريخي من المقاربة بين علم أصول الفقه وعلم الأخلاق ومكن لهذه المقاربة استخبار لمادة المستصفى للغزالي ونهاية السول للشوكاني والبحر المحيط للزركشي والإحكام في أصول الأحكام للآمدي والآخر لابن حزم وغيرهم من المصنفات الهامة في هذا البحث.

يجب التذكير بأن رسم آفاق الجمع بين المقاصد والأخلاق لم يترجح بعمق إلا بحضور مصنفات علماء التخلق كما يصطلح عليها الشاطبـي وهي إحياء علوم الدين للغزالي والذريعة إلى مكارم الشريعة للراغب الأصفهاني والرسالة القشيرية لعبد الكريم القشيري.

لن تجد المادة السابقة تأسيسها النهائي إلا بالنظر إلى الإشكاليات التي يدور حولها الفكر العربـي المعاصر إذ إشكالية البحث تطمح إلى قراءة الدرس المعاصر حول الشاطبـي واجدة ذاتها في إطاره مقدما لها المشروعية المعاصرة ولذلك كان من مصادر الفكر العربـي المعاصر التي سلكت سبيل التأسيس في هذا البحث، أطروحة نقد العقل الرباعية للجابري، تاريخية الفكر العربـي الإسلامي لمحمد أركون وموقف الحداثة من مقاصد الشريعة عند نصر حامد أبو زيد وتجديد المنهج في تقويم التراث لطه عبد الرحمن وكذا سؤال الأخلاق كما استخدم البحث ترجمة أطروحة حسن صنفي مناهج التفسير علم أسس الفهم "علم أصول الفقه" وراح إلى الفكر السلفي ليقارب مقاصد الشريعة الإسلامية عند محمد الطاهر ابن عاشور ومقاصد الشريعة ومكارمها عند علال الفاسي. وعموما عملت هذه المادة المصدرية بواسطة تمازجها وتلاقحها من إتمام تأسيس بنية البحث التي سارت إلى موضعة المقاصد والأخلاق في إطار فكر الشاطبـي.

لقد سارت دعوى مقاصد الشريعة عند الشاطبـي وتأصيل الأخلاق في الفكر العربـي الإسلامي نحو تأسيس إشكالياتها الأساس إلى بناء خطة منهجية وزعت قضايا البحث إلى ثلاثة أبواب وستة فصول مع معطى منهجي بديهي وهو ضرورة البدء بمقدمة والانتهاء بخاتمة، وكان التقسيم المنهجي لهذا البحث قد بنى ذاته كما يلي:

الباب الأول: مقاصد الشريعة الإسلامية عند الشاطبي القراءة والتأويل

الصفحات