كتاب " مقاصد الشريعة عند الشاطبي وتأصيل الأخلاق في الفكر العربي الإسلامي " ، تأليف نورة بوحناش ، والذي صدر عن
أنت هنا
قراءة كتاب مقاصد الشريعة عند الشاطبي وتأصيل الأخلاق في الفكر العربي الإسلامي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
مقاصد الشريعة عند الشاطبي وتأصيل الأخلاق في الفكر العربي الإسلامي
لقد قصد نص الشاطبـي بعث فلسفة التشريع بما يجدد للأمة تصوراتها حول الدين الصحيح فكان خطابا صرح بمفاهيم في هذا الخصوص ولكنه خطاب آل إلى قول آخر أيضا ولكشف مثل هذا القول عمل الباب الأول على استشكال كوامن نص الشاطبـي بواسطة القراءة والتأويل تكشف عناصر المؤول وتمكن من الغوص في أعماقه ذلك أن كل نص مزود بدلالات وملامح لغوية تحمله من الدلالة الحاضرة إلى أخرى الغائبة وهو ما مكن من قراءة مقاصد الشريعة عند الشاطبـي وإنجاب مشاريع فكرية لها طاقة للتفسير وإعادة التأسيس وليكون استشكال فكر الشاطبـي خدمة لأزمة الفكر الأخلاقي العربـي الإسلامي إحدى الوجوه التي تفتح طاقة موافقات الشاطبـي لأجل تأويل الدلالات وإعطاء معنى آخر لحضور نص الشاطبـي، وفي هذا المقام وجد الشاطبـي الحضور المعاصر في الفكر العربـي متخذا بعدا معرفيا مركزيا في دروب البحث عن وسائل تجديد طاقة العقل العربـي الإسلامي في عصر الحداثة.
الفصل الأول: مقاصد الشريعة عند الشاطبي في الفكر العربي المعاصر.
- مسألة المشروعية-
لقد أُدْمِجَ نص الشاطبـي في عملية نقدية تحركت تحت وسم مشترك ميز أدبيات الفكر العربـي المعاصر إذ كانت غاياته في التجديد والتحديث قد أدت مباشرة إلى ظاهرة تثبيت عقلانية ما، وذلك بنقد العقل العربـي أو تجديده، وإنجاز لمثل هذه المهمة دخل الوعي العربـي المعاصر في عملية تجهيز لقراءة نص الشاطبـي وهو مثقل بهموم حاضره فمكنت هذه القراءة من توليد دلالات هذا النص وحملته إلى زمنية الفكر العربـي المعاصر ليجيب عن أسئلة هامة كيف تكون النهضة؟ ما السبيل إلى التحديث؟ هنا برز تعليل فكر الشاطبـي وكذا نقده وإعادة تأسيس مواضعاته فتحا للنقاش حول سبيل تجديد الاجتهاد بواسطة بدائل من عقلانية وقول الحداثة وتاريخ آخر للفكر العربـي الإسلامي.
الفصل الثاني: المقصد الشرعي عند الشاطبي بيان للقول والفعل
- الفكر الأخلاقي العربي الإسلامي من اللاتاريخية إلى التاريخية-
تعد المشكلة الأخلاقية في الفكر العربـي الإسلامي مشكلة واقعة في أزمة التصور اللاتاريخي وهو التصور الذي يعلل سيرورة فكر ما بواسطة إقحامه في فكر آخر وبالتالي تفسيره بواسطة إحداثيات ذلك الفكر وهو ما أحدث أزمة داخل هذا الفكر العربـي الإسلامي ويهدف هذا الفصل إلى قلب هذا التصور حول الفكر الأخلاقي العربـي الإسلامي بإعادة استصوابه والنهل من إشكالياته الحقيقية ولأجل التحول نحو مثل هذا التصور جلب هذا الفصل في إطار قلب نظام المفاهيم وكشف عن سبيل آخر للفكر الأخلاقي العربـي ويبدو أن نص الشاطبـي قد قدم دلالات شديدة الإحاطة بهذا الكشف مثل المقصد والمصلحة ومقاصد الشارع ومقاصد المكلف فأضمر هذا الفصل قاعدة سؤال قادم هل يمكن تأسيس نظرية أخلاقية من تشابك الدلالات السابقة؟
الباب الثاني: سؤال المرجعية- التعليل المقاصدي ونيل حكمة الفعل-
لقد بينت القراءة أن نص الشاطبـي مجهز بنسقية لغوية ومنطقية تمكن من التأويل الأخلاقي له، لكن تحصيل أسس نظرية أخلاقية تستفيد من هذه النسقية لن يكون إلا بالإحاطة المرجعية وهي سؤال حول الماوراء الذي حرك فكرة المقاصد من أسئلة تكشف عن المرجعية الكلامية للمقاصد وسؤال حول المنهجية الذي تهيأ للإجابة عن إمكان المقاربة بين منهج الاستقراء المعنوي ومنهج الأخلاق تمتينا للأفق المنهجي للتوجه الأخلاقي لفكر الشاطبـي، وكشفا للمرجعية عمل هذا الباب على استخبار ضروب الصلة بين علم الكلام ومقاصد الشريعة عند الشاطبـي وسار إلى الكشف عن علائق منهجية تحمل الاستقراء المعنوي نحو تأسيس منهج في الأخلاق، للإحاطة الدقيقة بالأخلاقية التي تضمرها المقاصد.
الفصل الأول: العقل المكلف وترتيب الفعل عند الشاطبي
- عن المرجعية الكلامية لخطاب المقاصد-
لم يعتمد هذا الفصل على نص صريح يجلي بوضوح علاقات التواصل المباشرة بين مذهب كلامي وموقف أصولي فقهي إنما سار في استشكاله في البدء معتمدا على معطى التواصل الضروري بين علم الكلام وعلم أصول الفقه ثم سأل نص الشاطبـي أسئلة النسق الكلامي عله يعثر على طبيعة التصور الكلامي لمقاصد الشريعة فإذا هو أمام أنموذج أندلسي مميز وهنا سار استشكال المقاصد كشفا لمرجعيتها الكلامية نحو إثارة أسئلة هامة حول طبيعة المصلحة وعلاقتها بالإرادة لتكون بعد ذلك النقلة إلى إشكالية التأويل وتحديد طبيعة العقل ويبدو أن الشاطبـي قدم خلاصة واضحة عن طبيعة علم الكلام في الثقافة الأندلسية، بهذا الانصهار بين البعد الفقهي المالكي وأغراضه العقدية، فكان التوجه عند الشاطبـي خادما لعقيدة السلف الصالح الجامع بين الاعتبار والتكليف تحققا بعقيدة التوحيد.
الفصل الثاني: الاستقراء المعنوي وإنبناء كليات الفعل الصالح
- نحو تأسيس علم الصلاح-
يستجمع هذا الفصل إشكاليته الأساس حول مقاربة معرفية تصبو إلى الإجابة عن هذا السؤال: ما هي الأسس المنهجية التي تميز منهج الاستقراء المعنوي والتي تخول الكشف في ذات المنهج عن ضرورة منهجية تعتمد عليها النظرية الأخلاقية المستخلصة من مقاصد الشريعة بناء وتأسيسا لمنطق التصورات الأخلاقية؟ للإجابة على مثل هذا السؤال جُهزت الأدوات لنيل مثل هذه المقاربة، والحق أنها المقاربة التي قدمت معطى منطقي لتأسيس علم الصلاح وهو العلم الذي يكون موازيا لعلم الأخلاق داخل الزمنية العربية الإسلامية.
الباب الثالث: المقاصد والأخلاق - من القراءة والتأويل إلى تأسيس النظام المعرفي-
يستشكل هذا الباب أمر الكشف عن نظام المعرفة الذي يخول الحديث عن نظرية الصلاح ولقد قصد هذا الكشف إجلاء قواعد النظام المعرفي المؤسس لمقاصد الشريعة والذي يمكن من جمعها بالأخلاق ويوفر من ثم البرهان النظري الذي يجعل للمقاصد الحضور داخل الفكر الأخلاقي العربـي الإسلامي لتمتد إلى الفكر العربـي المعاصر بحيث يكون لها وظيفة نقد حال العدمية الذي حصلته العقلانية المعاصرة ذلك أن المقاصد تنتمي إلى أنموذج مميز للمعرفة يجمع بين الغرض النظري والغرض العملي وليقدم قواعد الإرشاد إلى الصلاح، ويبدو أن نظرية الصلاح لها من التمكن بحيث أنها تحصل غاية من وجودها وهي الإنسان الصالح، وذلك في زمان اقتضاب المعنى وسيادة العدمية.
الفصل الأول: العقلانية القاصدة وحصول المقاصد الصالحة - الصلاح مبدأ كل أخلاقية-
يتمحور هذا الفصل حول جملة إثباتات أساسية غايتها استخراج النظام المعرفي المؤسس لمقاصد الشريعة والتي تثبت ذاتها بجدارة على أنها نظام أخلاقي هذه الإثباتات تركزت حول تعميم مبدأ الأخلاقية على كل المقاصد وهي الضروريات والحاجيات والتحسينات ومثل هذا التعميم خولته العلاقة المتماهية بين الأخلاق والدين وهي العلاقة التي تشير إلى حضور تجربة أخلاقية تحتوي على عناصر القصدية الأخلاقية وهي العبودية، ثم أن طبيعة المقاصد مكنت من استخراج طبيعة العقلانية المؤسسة لنظامها المعرفي وهو ما قدم أنموذج من المقابلة اعتمدت على بيان حدود الصلاحية لمثل هذه العقلانية وتمكنها من الإحاطة بالإشكال الأخلاقي الإنساني عامة وتقدم للفكر الأخلاقي العربـي المعاصر وظيفتين وظيفة التقويم وهو يحيا على صعيد النظام الأخلاقي المقرر في زمنية الحداثة حالة العدمية وهي حالة مرجحة لسيادة اللامعيار ونضوب المعنى وفناء المرجعية ثم وظيفة الحياة لهذا الفكر فقد يستشكل ذاته استشكالا مبدعا يحمله من حالة الإتباع إلى حالة الإبداع.
الفصل الثاني: العقلانية القاصدة وصدور الإنسانية الأخلاقية
- سيرورة التكليف في إنشاء الشخصية الصالحة-
ركز هذا الفصل على المشكلة الإنسانية بما أنها عصب السؤال الفلسفي في الأخلاق إذ القراءة والتأويل قد عملا عملهما الأول في تأسيس تصور الشاطبـي للإنسان وطبيعته فبدى أن التصور الإسلامي خص هذا الإنسان أولا باقتلاع جذور العدمية من أساسه الأنطولوجي بأن سمح له الامتداد بين زمانين حيث يجد لهما المشروعية وبواسطة ترابطهما تكون نفسه نفسا مطمئنة عاملة عملا له جدواه ومصداقيته على مستوى الوجود ولعل أهم ماهية للإنسان التي يعمل على أساسها الشاطبـي هي ماهية الخلافة فالإنسان خليفة الله في الأرض وهذه الخلافة تعني الأمانة وتقتضي الأمانة حضور القصدية الصالحة وهي قصدية منصهرة في قصد الشارع متوحدة معه بحيث لا تأتي أفعالها باعتبار الهوى الذي هو حالة من اللامعيار والتذبذب. وفي إطار بيان الإنسان بوصفه خليفة الله في الأرض بين الشاطبـي وظائفه الأخلاقية والمجتمعية والسياسية وأبرز هذه الوظائف التي يؤديها الإنسان وهي التنظيم السياسي ليكون مكلف سياسي حامل لأمانة العدل.
كانت من مصاعب هذا البحث هو تأسيسه المعرفي وبناؤه المنهجي حيث إن جدة الاشكال وكذا قراءة المادة الأصولية قراءة أخلاقية قد دفعا نحو صرف جهد عقلي كبير كما أن وقوع فكر الشاطبـي في حالة متشابكة مع غيره من المرجعيات مثل صعوبة استخراج أسس فكره وكذا الكشف عن علاقاته مع هذه المرجعيات.
أخيرا أتقدم بالشكر الجزيل إلى كل من دفعني إلى إخراج هذا العمل من مجرد التصور إلى الواقع، ثم أفرد شكري وعرفاني الخالصين إلى أستاذي عبد الرحمن التليلي الذي قام على إتمام هذا البحث بالإحاطة الأخلاقية والعلمية عاملا على توفير السند لي ولعملي حتى كان هذا البحث في صورته النهائية كما أتقدم بالشكر الجزيل إلى مكتبة جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية لما وفرته لي من إمكانات ضخمة للعمل وإتمامه.