كتاب " بني آدم خمسة عشر عامًا مع الإخوان وسنة ونصف مع شفيق " ، تأليف شريف عبد العزيز , والذي صدر عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام .
أنت هنا
قراءة كتاب بني آدم خمسة عشر عامًا مع الإخوان وسنة ونصف مع شفيق
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
بني آدم خمسة عشر عامًا مع الإخوان وسنة ونصف مع شفيق
مقدمة لابد منها
ربما لم يتح للكثيرين أن يتجولوا بين التيارات السياسية كما حدث معي، خاصة حينما انتقلتُ من تيار ديني أنفقتُ فيه قدرًا معتبرًا من عمري؛ إلى غيره من تيارات سياسية معارضة أو كيانات اجتماعية وحقوقية التحقتُ بها أعوامًا تلت، ثم فارقتها جميعًا لأكون أنا نفسي التي قرَّرتُ أنها يجب ألا تُصنف أو تتبع شيئًا ما بعينه، لتمر الأعوام وأنا مُحمَّل بخبرات متراكمة ومخضرمة ومعقدة تجعلني اليوم الشخص الذي يكتب هذه الكلمات.
ثم - وبغير استئذان ولا توقع - دخلتْ مصر مرحلة فارقة في تاريخها معروفة باسم "ثورة الخامس والعشرين من يناير" والتي غيرَّتنا جميعًا إلى الأفضل أو الأسوأ أو إلى الاثنين معًا، أو قلْ كشفتنا جميعًا أمام الناس وأمام أنفسنا بالشكل الذي عرفنا فيه مَنْ نحن وإلى أي حال وصلنا وما هي جودة الخامة التي نتكون منها جميعًا وعلى أي حال أصبحت تلك الخامة؛ أقصد الخامة الإنسانية... وفي هذه اللحظات تفاعلتُ ولازلتُ مع تلك الأحداث من واقع خبرتي الطويلة ليتكون رأيي عن الأشياء مؤسسًا تمامًا على تجاربي المتنوعة، وينشأ حُكمي على الأفكار والأشخاص من واقع ما مررتُ به بكل تفصيلة في حياتي، ولذا أصبحتُ أجتهد لأقرأ ما بين السطور وأفهم ما يحدث خلف الكواليس، وأبحث عن أجوبةٍ لأسئلة لا يسألها الكثيرون في خضم الضوضاء الإعلامية بسطحيتها وحمقها ودوغمائيتها وبروباجندتها، لأصِلَ إلى نتائج يسهل الوصول لها مع شيء من الموضوعية وبعض التأني وقليل من الالتزام بقيم العمر التي آمنت بها طوال حياتي.
إنَّ هذا الكتاب وإن بدا "شخصانيًا" بشكل أو آخر، فإنه في الحقيقة يعبِّر عن رؤيتي لمعظم ما حدث في السنوات الأربع السابقة، حتى ولو كان في سياق الحديث عن اختيار سياسي محدد أو شخصية سياسية محددة دعمتُها بقناعة ويقين تامّين؛ ولا زلتُ، ولذا تيقن عزيزي القارئ أن كل كلمة في هذا الكتاب لابد وأن يكون من ورائها خبرة أوتجربة لا تخلو من ألم أومشقة أحيانًا.