كتاب " بني آدم خمسة عشر عامًا مع الإخوان وسنة ونصف مع شفيق " ، تأليف شريف عبد العزيز , والذي صدر عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام .
أنت هنا
قراءة كتاب بني آدم خمسة عشر عامًا مع الإخوان وسنة ونصف مع شفيق
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
بني آدم خمسة عشر عامًا مع الإخوان وسنة ونصف مع شفيق
لهذا أؤيـد الفريق أحمد شفيق
( 27 ديسمبر 2011 )
كنتُ من الإخوان
لا يخفي على أحد ممن كان يتابع مدونتي التي بدأتها منذ عام 2004 أن مرجعيتي إسلامية، فأنا لم أخفها قط؛ بل وكنت معلنًا لها خاصة وأنا أترك صفوف الإخوان في نفس العام تقريبًا (2004) بعد رحلة طويلة معهم في الكويت ومصر والولايات المتحدة الأمريكية، رحلة بدأت في المرحلة الإعدادية واستمرت أكثر من عشر سنوات، وعلى الرغم من أن علاقاتي الشخصية مع بعض شباب الإخوان وبعض قياداتهم لا زالت جيدة؛ إلا أنني توقفت كثيرًا عند كثير من أدبيات الإخوان وانتقدتها وتعرضت لها بالتمحيص والفحص بأشكال عدة، فبينما أفارق الإخوان تنظيميًا وفكريًا أتمسك بالمرجعية ذاتها التي من أجلها التحقتُ بهم ومن أجلها تركتهم، حيث تغيَّر فهمي وإدراكي لكثير من الأمور عبر السنين والخبرات المتراكمة التي اكتسبتها.
لي من السلفيين أيضًا أصحاب كثر؛ نتفق قليلاً ونختلف كثيرًا ويجمعني مع بعضهم علاقة أخوة وصداقة واحترام متبادل... كما تجمعني الآن ببعض أفراد من حزب الوسط الإسلامي المنشأ أيضًا علاقات جيدة؛ وربما تفاهمات فكرية أوسع قليلاً مما كانت لديَّ مع الإخوان في السابق.
وعندما كنت في الإخوان تعلمتُ بينهم حسن الخلق والالتزام وحب الناس والتضحية، كما تعلمت من خلالهم القيادة والإبداع والبحث عن وسائل دائمة لنشر الفكر الذي أؤمن به، فقد كنا نفعل كما يفعل أفراد الجيش في الأزمات أو كما يقال (الجيش بيقولك اتصرف)، وهذا منحنا مهارة البحث عن حلول لكثير من المشاكل والمعيقات التي كانت توضع أمام الإخوان للحول بينهم وبين الوصول للناس بأفكارهم ومبادئهم... تعلمت بينهم أيضًا ألا أحكم على الناس من موقف أو اثنين... وتعلمت بينهم ألا أشتم المؤسسات ولا الأفراد؛ وهو الأمر الذي بدأ يتغير بوضوح منذ بداية ثورة الخامس والعشرين من يناير وهو أمر صادم لي وبشدة، فالإخوان تغيروا وبسرعة بعد 25 يناير بالشكل الذي جعلني أعتقد أن شراهة السلطة سيطرت عليهم وأصابتهم بلوثة عقلية.
مواطنة عالمية
سافرتُ إلى الولايات المتحدة الأمريكية قبل حادث التفجير المعروف باسم 11/9 وذلك قبل الحادث بعدة شهور وحسب، وهناك أكملتُ دراستي في إحدى الكليات الأمريكية في علوم التكنولوجيا والحاسب الآلي بعد تخرجي من كلية الهندسة في مصر، وقد كان سفري هناك بمثابة مدرسة تعليم متعدد الروافد طوال السنين الخمس التي مكثتها هناك، فلقد دخلت كنائس لكل الطوائف وغيرها لأتحدث عن الإسلام الذي كان قد أُتهم حينها بأنه منبع الإرهاب وأنه دين عنف.. بدأت هذه الرحلة بفكر الدفاع عن المعتقد وحسب وانتهيت بعقلية الاندماج وفهم الآخر وتقدير الاختلاف وفهم الحوارات الخلفية لدى الآخر وتقديري لقيمة القانون وحقوق الإنسان البسيطة وحرية التعبير وحسن التصرف في الموارد، وغير هذا من قيم لا يختلف عليها أحد... وهناك شعرت بالمواطنة العالمية، وهو أن أكون فاعلاً؛ لي حقوق وواجبات تجعلني لا أنتمي فقط لبلد المنشأ (مصر) أو بلد الإقامة (أمريكا)، بل للإنسانية حيثما وُجدتْ، وفي أي سياق كانت.
ومن هناك اكتسبت مهارات التفاوض وفض النزاع وأدوات الحوار وبناء الجسور بين أصحاب الأديان المختلفة، خاصة بعد أن نشطتُ سياسيًا في عدة مجالات ومنها حقوق الإنسان ضمن عدة منظمات حقوقية معنية بالمخالفات التي كانت ترتكب ضد المسلمين وضد فئات أخرى مثل الهنود الحمر والملونين وغيرهم من فئات قد يوصم بعضها بسبب أو آخر.
وهناك تعلمت الممارسة السياسية عندما نشطتُ ضد حرب العراق وضد الرئيس الأمريكي بوش وسياساته الاستعمارية، وزادت خبرتي في الحملة الانتخابية لكيث أليسون الذي ترشح ثم فاز في الكونجرس الأمريكي كأول مسلم أسود في التاريخ ومن ولاية كان أكثر سكانها من البيض المسيحيين. وأذكر حينها حينما قلت له لا يهمني ما هو دينك بل يهمني ماذا ستصنع، وذلك عندما اقترب مني في مقهى ليقدِّم نفسه كأول مرشح مسلم للكونجرس في التاريخ الأمريكي، وغالبًا قدَّم نفسه لي بهذه الطريقة بسبب ملامحي الشرق أوسطية والعربية.. ثم التحقت بحملته ورأيت أمريكان من كل عرق ولون وعقيدة يعملون معه.
ومن عملي كمدير في شركة كبرى في ولاية من الولايات، كان يعمل معي زملائي من كثير من جنسيات العالم؛ ومنهم نسبة مسلمين كبيرة من الصومال، وهناك تعلمتُ كيف أتفاوض لأحصل على حقوق الجميع بما لا يظلم العمل ولا يجور على العامل، كمصري مسلم من الأقليات يمتلك سلطة معقولة تمكنه من توفير بيئة ملائمة للجميع بما يتفق مع القيم العامة للبلاد، وما يتفق مع قيمي أنا شخصيًا وأنا في تمام الاتساق بلا أدني شك.
وهناك ظهرت لي أهمية الكفاءة وإتقان العمل بلا أي ارتباط بعقيدة العامل أو جنسه أو عرقه. فمثلاً خضت عدة تجارب في التعامل مع بعض المسلمين الذين استقووا بعددهم في مكان العمل فبدأوا يتراجعون في أدائهم ولا يقومون بواجباتهم، ومع بعض المسيحيين الذين كان يتعصبون ضد المسلمين وحاولوا حرمان بعض الأكفاء منهم من مناصب يستحقونها.
وفي خضم هذا وذاك تعلمت الكثير، وتعلمت قيمة البحث عن حلول توافقية وتقديم الكفاءة على الانتماء والولاء، وإعطاء الفرص للتطور ان أمكن.
الملف الطائفي و المواطنة
منذ عام 2004 وأنا أعمل في الملف الطائفي الذي روعتني مشاهده بعد أحداث الإسكندرية ومحرم بك في 2005، حيث اندلعت حرب شوارع غير مسبوقة خوفتني على مستقبل مصر وأهلها، وكنت حينها في الولايات المتحدة الأمريكية، ثم عدت في نهاية عام 2006 لأكمل مبادرة بدأتها أنا وبعض المدونين باسم "مصارحة ومصالحة" ثم تطور الأمر لعمل ورش عمل للحوار تضمنت مجموعات من الإسلاميين والليبراليين والعلمانيين والمسيحيين بطوائفهم الثلاث ونشطاء سياسيين وحقوقيين ونشطاء في المجتمع المدني؛ وذلك حتى يومنا هذا، فلقد قمت ومعي بعض النشطاء بتدريب المئات على قيمة الحوار والتفاوض وفهم الآخر وتكريس معاني المواطنة.
لم أسلم من التحرش الأمني؛ سواء أيام انتمائي للإخوان، أو حتى بعد تركي لهم، فلقد تمَّ اعتقالي في قنا عقب أحداث نجع حمادي لمدة يوم ونصف عندما قرَّرتُ زيارة المنطقة التي حدثت فيها مذبحة في أيام عيد الميلاد ومات فيها مسيحيون أبرياء كثيرون وذلك لتوثيق ما حدث، ولتعزية أهالي الذين ماتوا وللوقوف معهم.. فما كان من أمن الدولة إلا أن اعتقلوني أنا ومعي 30 ناشطًا سياسيًا في بداية عام 2010، بل ووجهوا لنا تُهمًا مضحكة ومنها أننا كنا نريد عمل فتنة طائفية... وهناك تعرفتُ على عدد أكبر من النشطاء الذي اشتهرت أسماؤهم اليوم عبر شاشات الفضائيات والذين كنت أعرف بعضهم منذ عام 2003 أو ما بعدها.. وفي الحقيقة كانت تجربة مفيدة بكل شكل.
أؤمن بحقوق المواطنة الكاملة بلا نقصان لكل مصري مهما كانت عقيدته، وأؤمن أني بهذا متسق اتساقًا كاملاً مع قيمي الدينية وأخلاقي ومبادئي، ولهذا فأنا أعمل في هذا الملف بكل سعة ممكنة.
كنتُ أنتخب في زمان التزوير، وأنا أعلم أن النتيجة مزورة في كل حال، وأحث الناس على الانتخاب لأني كنت أؤمن بأن البداية يجب أن تكون من حيث نريد أن يكون الناس، وكنت مثار سخرية كثير من النشطاء أيضًا الذين كانوا يحترفون التنظير ويسافرون إلى بلاد عدة ليحاضروا عن الديمقراطية ومصر والوطن، ثم يتحدثون باسم مصر والمصريين بلا أي خجل.
إن الذي حمى انتخابات 2011 أن الناس جميعًا نزلوا، حموا صناديقهم بأرواحهم ومعهم جنود الجيش وكتائب من القضاة ودعم من الشرطة، ولو فعل المصريون هذا من عشر سنوات لما كنا اليوم فيما كنا، لو صدقوا أن الملايين لو نزلوا بحق لحموا أصواتهم ولما تمكن بلطجي من الاقتراب، أو منتمون للحزب الوطني من العبث وتغيير النتائج.
28 ينايـر
رغم أنني كنت ممن شاركوا في النزول للتظاهر يوم 25 يناير، إلا أنني لم أكن أتصور أن يحدث ما حدث بعدها؛ ربما مثل الكثيرين. وفي ذلك اليوم وبعد تدخل قوات الأمن بقوة لفض المظاهرة ليلاً؛ مما عرَّض الكل للضرب والإيذاء بسبب القنابل المسيلة للدموع. عدت للمنزل وأنا أشعر أن الأمر انتهى ولم ينجح فيه شيء، ونزلت إلى الشارع يومي 26 و27 أيضًا وشاهدت تعامل الأمن مع بقايا المتظاهرين في الشوارع الجانبية لمنطقة وسط البلد وما حولها.
جاء يوم 28 يناير ليغيِّر الصورة، وهو اليوم الذي أعتبره يوم الثورة الحقيقي، ولذا فأنا أحب أن أسميها بثورة 28 يناير أو انتفاضة 28 يناير التي غيرَّت مسار التاريخ في مصر، وهو اليوم الذي أفخر به بحق، وهو اليوم الذي توحَّد فيه كل من نزل إلى الشارع بلا خلافات سياسية ولا أجندات أيديولوجية ولا غير هذا أو ذاك، على الأقل في أغلب من شارك، وقبل أن يقفز على المشهد بعض النشطاء المنتمين لحركات سياسية بعينها وأحزاب وتيارات وغيرها مزقت هذه الوحدة وتحدثت باسم الشعب وهي ليست لها أي شرعية، ورأيت مشهد يوم 28 يناير يتآكل... وتتآكل كل قيمه واحدة تلو الأخرى في صراعات سياسية حول التورتة وكيفية تقسيمها، ورأيت من يُسمي نفسه ثائرًا يزايد بحق الذين ماتوا تضحية لأوطانهم وهو يدعي أنه يطلب حق الشهيد، ولكنه في الحقيقة يبحث عن مكسب سياسي أو نجومية، ومنهم نشطاء أعرفهم ويعرفونني كانوا يسخرون سخرية شديدة من الفكرة ذاتها، فلما غلبت إرادة الشعب هبطوا إلى الميدان ليأخذوا صورة أو صورتين وليصبحوا أبطالاً، قلَّ أن تجد منهم من مات أو جُرح، لأنهم يحبون الشاشات أكثر، ويعشقون مانشيتات الجرائد الموالية لهم.
خطاب بنائي
بارك الله في أستاذي الفاضل الدكتور أسامة القفاش الذي أفخر بالتتلمذ على يديه عبر سنين طويلة وهو الذي قدَّم لي فكرة الخطاب الانتحاري وغيره وهي نظريته التي يمكن أن تجد تفصيلها في كتاباته والأمثلة الموضحة لها على موقعه الخاص. وفي تلك النظرية يشرح الدكتور طبيعة منشأ هذا الخطاب، وهو أسلوب حياة متغلغل في كل تفصيلة في حياتنا وكرَّسه النظام السابق بوعي وغير وعي حتى أصبح جزءًا منا جميعًا. خطاب فيه الأنا العليا متضخمة، وتقبل الآخر هزيمة، والتفاوض نكسة، وإتقان العمل مسألة ثانوية، والبحث عن شماعات والهروب من نقد الذات منهج تفكير، والبحث عن حلول وسط مضيعة للوقت، وإطلاق الأكلشيهات والشعارات مهنة، وغياب المضامين حرفة، وقتل الكفاءات مهارة، وإقصاء القامات والخبرات فن، وتقديم المهرجين والمقلدين والدجالين في مجالات عدة نوع من أنواع البطولة والوطنية.
ولذا لا تجد فارقًا كبيرًا بين قيادات الحزب الوطني مثلاً وبعض رموز النظام السابق، وبين الذين يدعون الثورة عليهم لأنهم ينتمون لنفس المنهج من التفكير، فالمعارض ومن يعارضونه وجهان لعملة واحدة.
بينما الذين يعملون بإتقان، يقدِّرون الآخر المختلف، ويقدمون الكفاءة على الولاء، ويبحثون عن حلول وسط، ويبدعون في ايجاد مخارج للأزمات، لا يتحدثون كثيرًا، وربما لا يعرفون السياسة بألاعيبها الملتوية، ولا يتقنون الأكلشيهات ولا رفع الشعارات، وهؤلاء يعملون وينتجون ويصلحون ويعرفهم الناس حتى لو خفتت أصواتهم ونالهم ما نالهم من أذى وجهالة. أصحاب الخطاب البنائي، يعيشونه بالفعل، وقليلٌ هم.
ولذلك أقنعني شفيق
من أجل كل ما سبق، وبسبب كل الخبرات التي مررتُ بها، والمواقف التي عايشتها، والأشخاص الذين عرفتهم.. رأيت بما لا يدع مجالاً للشك أن الفريق أحمد شفيق يجسِّد كثيرًا من تلك المحاور التي لخصتها ببساطة في عدة عناوين...
فهو المسلم المحافظ العارف بخصوصية المصريين في التدين من مسلمين ومسيحيين ويحترم هذا ويعرف قدره بل ويعلنه في كثير من اللقاءات حينما يقول إن التدين كقيمة يدفع المسلم والمسيحي لعمل الخير وإتقان العمل والبناء، وهذا تدين نافع يجب الحفاظ عليه ودعمه.
وهو مواطن مصري وعالمي في ذات الوقت، يعرف قدر مصر وخصوصيتها التاريخية والجغرافية وتنوع هوياتها، وهو كذلك واسع الأفق يفهم السياقات العالمية والإقليمية ويفخر في كل محفل أنه يقدِّر إنجازات الآخرين ويستفيد بها وأن هذا من صميم حسن إدارة الموارد والمؤسسات وذلك بأن تبحث عن الخبرات والكفاءات وتجعلهم قريبين منك ليشيروا عليك ويساعدوك.
وهو مناضل بلا شك في مجالات عدة؛ سواء في مساحته العسكرية وخدمته الوطنية في حرب أكتوبر وتعدد اسهاماته في عهود عبد الناصر والسادات ومبارك، أو في مساحته المدنية حينما تولى وزارة الطيران المدني فحارب الفساد والواسطة والعِزب والشللية بكل وسيلة وبالتدريج حتى حول مطارات مصر إلى مفخرة بعد أن كانت خرابات ومزابل.
وقد كان ضد فكرة التوريث بلا شك، وناضل ضد أي تدخلات من بعض رموز النظام السابق في سياسات مجلس الوزراء. وإن مضابط المحاضر التي تسجل اعتراضاته على قرارات كارثية كانت يمكن أن تمرر في مجلسي الشعب والشورى دليل على ذلك، ورغم الدعاية القليلة حول هذا، فإنه رجل حارب الفساد منفردا وبصوت منخفض وضد السلطة مباشرة بينما كان المطبلون والمزمرون يعتبرون أن مظاهرات عند سلالم نقابة الصحفيين أو غيرها هي قمة الوطنية ويتقاسمون بعدها النجومية على شاشات الفضائيات ليأخذوا ألقابًا مثل مناضل وناشط وحقوقي وغيرها.
وهو معتدل التوجه بلا أي شك فهو يقع في الوسط من حيث الفكر ويقدر المواطنة الكاملة لكل مصري من مسلم ومسيحي ومن رجل وامرأة، يقدر حقوق النوبيين المهدرة ويعدهم بإنهاء مأساتهم التي امتدت عقود طويلة، ويعرف مدى معاناة بدو سيناء وأهل العريش وبقية أجزاء سيناء وكيف تعاملت معهم وزارة الداخلية بمنتهى الإساءة في وقت من الأوقات، ويعرف قدر السوايسة وأهل الإسماعيلية والبورسعيديين ويعد بطفرة اقتصادية تحدث حول هذه المنطقة لتحويل مصر إلى مركز اقتصادي غير مسبوق، ويعتبر تعمير سيناء أولوية قومية ومسألة أمن قومي... ويعرف كيف تمَّ تجاهل الصعيد والأرياف بجعل القاهرة مركز الكون بينما تمَّ إهمال الجميع... فهو ينظر لدولة غير مركزية وعدالة توزيع للثروات والموارد.
وهو رجل الكفاءات والقامات العلمية والعملية، يقرب منه الأكفاء ويبعد عنه كل محترف كلام أو فاسد أو شللي، وهو الذي قال في تجمع شعبي ذات يوم : "لقد كنتُ النظام الجديد، داخل النظام القديم". ولقد صدق بالفعل.
وهو متواضع ينزل إلى الأرض ليكون مع عُمَّاله وموظفيه.. وهو يقدِّر من يجتهد، ويساعد من يقصِّر، ويتخلص ممن يصر على التقصير رغم كل الفرص.
وهو الذي إذا أخطأ يعتذر، وإذا قصر ينتقد ذاته، وهو الذي يدعو إلى الحوار ويرفض إقصاء أي طرف في مصر.
وهو يرفض التحامل على الإسلاميين عند كل منعطف حتى وإن اختلف معهم في مسائل معينة ويرفض إنكار مواطنة المسيحيين الكاملة غير المنقوصة أو المساومة عليها بحال، ويرفض تخوين من يسمون أنفسهم بالثوار وإن انتقد تصرفات بعضهم، ويؤمن بوطنية المؤسسة العسكرية بلا أي شك أو تشكيك حتى لو انتقد بعض سياساتهم، وهو لا يزايد بشعارات سياسية براقة ولا أكلشيهات خلابة، وهو يحترم كرامة كل مصري ويؤمن بقوة القانون وشرعيته على الجميع.
هو صاحب تجارب بنائية تتحدث عن نفسها... كثيرون يتحدثون عن الحلول... ولكن القلة التي يمكن أن تجعل هذه الحلول قابلة للتطبيق، ولذلك ولكل ما سبق فأنا أؤيد الفريق... أحمد شفيق.