أنت هنا

قراءة كتاب بني آدم خمسة عشر عامًا مع الإخوان وسنة ونصف مع شفيق

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
بني آدم خمسة عشر عامًا مع الإخوان وسنة ونصف مع شفيق

بني آدم خمسة عشر عامًا مع الإخوان وسنة ونصف مع شفيق

كتاب " بني آدم خمسة عشر عامًا مع الإخوان وسنة ونصف مع شفيق " ، تأليف شريف عبد العزيز , والذي صدر عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام .

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 3

لماذا أكتب عن أحمد شفيق ؟ ولماذا الآن ؟

لقد اخترت أن أتعرف إلى هذا الرجل - أي لفريق أحمد شفيق - منذ اللحظة الأولى التي رأيته فيها على الشاشة، وأدركتُ في ذات اللحظة كيف أن النظام السابق؛ والذي عارضته سنينًا طويلة والذي قام بعض أجنحته بإقصاء الكفاءات وإبعاد القامات ودفع أصحاب الخبرة والعقل والجدية إلى الانعزال أو العمل في صمت بعيدًا عن الضوضاء، كان نظامًا وبلا شك يسقط في بئر الفشل تدريجيًا ويحتاج إلى إصلاح، ويكفيه فشلاً أننا أصبحنا جميعًا منتجين لخطاب هدَّام وانتحاري احترفنا جميعًا إنتاجه ثم استهلاكه، حتى أن (الخالع والمخلوع) أصبحا وجهين لعملة واحدة.

إن أحمد شفيق رجل بناء وقامة عمل ونموذج ممتاز لخطاب بنائي في زمن كان الكثيرون يهدمون فيه، لذا اخترتُ أن أدعمه برضا وفخر واعتزاز، ولا زلتُ وسأظل، ولقد كتبتُ عن هذا الرجل الكثير من المقالات التي نشرت على عدة مواقع إلكترونية منذ بداية ثورة الخامس والعشرين من يناير وحتى هذه اللحظة لأشهد شهادة الحق التي ترضي ضميري وحسب، وتتسق مع قيمي ومبادئي. وأعرف أني أعبِّر عن الملايين الكثيرة التي ترى في هذا الرجل نموذجًا وطنيًا ومحترمًا غير مصدقين كلمة تشويه واحدة صدرت ضده طوال سنين أربع، وغير عابئين بكل المحاولات التي تمَّتْ للزجِّ به في آتون المعارك القضائية بغرض استنزافه وتشويه سمعته ظُلمًا وبهتانًا، غير أن الكثيرين ممن يدعمون هذا الرجل ربما لم تسعفهم كلماتهم للتعبير عما يجول بصدورهم وعقولهم حوله، فاخترتُ أن أكتب بالنيابة عن نفسي وعن الكثيرين. أنا لا أدافع عن أحمد شفيق في الحقيقة، فأفعاله ومواقفه وإنجازاته تدافع عنه حتى لو شوش الكثير من الإعلاميين على ذلك ببرامجهم الموجهة، وحتى لو قام سياسيون بتضليل الرأي العام بلا أي ضمير، ولذا فإني في هذا الكتاب جمعت معظم المقالات التي كتبتها عن الفريق أحمد شفيق في السنين الأربع الماضية، ومقالات أخرى في شؤون سياسية واقتصادية واجتماعية متنوعة، كل منها مؤرخ بالتاريخ الذي نُشرتْ فيه لأول مرة والسبب الذي لأجله كتبت المقال حينها.

كما أوردتُ في هذا الكتاب أيضًا شهادات شخصية عن الفريق أحمد شفيق للكثيرين من الشخصيات العامة من مختلف التوجهات السياسية والثقافية والاجتماعية وكلها موثقة ومشار للمصادر التي اقتبست منها هذه الشهادات، وكذلك شهادات شخصية لبعض ممن شارك في ثورة الخامس والعشرين من يناير والذين لم يجدوا لهم منابر لتسمح لهم بالتعبير عن وجهات نظرهم لسنين طويلة، حينما كانت أغلب وسائل الإعلام قد كرَّست كافة منابرها لنُخبٍ ورموزٍ ونشطاء يشوهون الفريق شفيق وحسب؛ متجاهلين آخرين كثيرين كانوا من ثوار 25 يناير ولهم آراء إيجابية في الفريق أحمد شفيق.

كما يحوي الكتاب فصلاً كاملاً عن إنجازات الفريق أحمد شفيق والتي اعتبرها ركنًا ركينًا وأساسًا موضوعيًا لطرحي الذي أطرحه في هذا الكتاب.

أكتب هذا الكتاب الآن ليعلم الكافة أن للفريق أحمد شفيق مؤيدين عن قناعة وتقدير شديدين، وأنهم كثيرون ومن مختلف التوجهات، وحتى يتبين للمصريين أن رجالاً شرفاء ووطنيين مخلصين، ظلمهم بعض كُتَّاب التاريخ في مرحلة مضطربة من تاريخ مصر، فأبيتُ إلا أن تكون شهادتي هذه مزاحمة لهم ومخالفة للصورة السلبية التي حاولوا تصنيعها عن الفريق أحمد شفيق ظُلمًا وزورا، ولعل كتابي هذا يكون الأول من نوعه فيفتح الباب لآخرين أرادوا أن يوثقوا لجزء من حياتهم أمضوه مع الفريق أحمد شفيق على المستوى الشخصي أو المهني أو السياسي.

أريد أن أوضح هنا أني لستُ مع تقديس الأشخاص أيًّا ما كانوا ومهما كان تقديري لهم، وأن التقديس الذي يحدث الآن لبعض الشخصيات المعروفة، للدرجة التي بها يتحول الفرد ليصبح منقذًا أو معصومًا أو قديسًا لا يخطئ هو تقديس مذموم ولا يأتي بخير على المادح أو الممدوح، إلا أن تخصيصي هذا الكتاب للتعبير عن حيثيات دعمي للفريق أحمد شفيق كجزء من اختياراتي السياسية لا يعني بحال أني أعتبره منزهًا عن النقد، بل إن واحدًا من الأسباب القوية التي جعلتني من أشد مؤيديه هو قبوله للنقد وسماعه للرأي الآخر وتأدبه مع معارضيه، ولو أنه تولى منصبًا لتحولتُ وعلى الفور إلى الناقد الأمين الذي يحرص على إسماع صوتي له بالسلب والإيجاب، بل وتبليغه بنقد الناقدين قبل مدح المادحين؛ وهو ما فعلته على الدوام منذ تعرفي إليه.

أشير أيضًا إلى أنه قد تتكرر في بعض المقالات بعض العبارات أو المفاهيم وهذا لأنها كانت مقالات متباعدة متناثرة، كنت أكرِّر فيها بعض الأفكار لتذكير القارئ بمعلومات سبق وأن ذكرتها وربما لم يطلع عليها في مقال سابق وذلك لضمان أن ما أكتبه في كل مقال مرتبط بمقال سابق قد يفصل بينهما شهور طويلة.

كان يمكن أن أجمع هذه المقالات من قبل، ولكن الفكرة لم تطرأ على ذهني بتاتًا، ثم واتتني الفكرة منذ فترة قريبة فشعرتُ بأن هذا هو الوقت الأنسب لمثل هذا الكتاب لتوثيق ثلاث سنوات أو أكثر من العمل السياسي في واحدة من أصعب المراحل التاريخية التي مرَّتْ بمصر؛ ولا زالت.

وفي النهاية عزيزي القارئ، أذكرك أن ما أكتبه هو رأيي الشخصي المحض، ولا يعبِّر إلا عن قناعاتي وحسب، وهو خلاصة تجربتي وفقط، وخلاصة هذه التجربة أثبتت لي بما لا يدع مجالاً للشك أن مصر تحتاج للكفاءات، وللعمل الجاد، والمسؤولية الوطنية المشتركة، وقبل ذلك تحتاج لكثير من الأفعال وقليل من الكلام... لتكون مصر وطنًا للجميع.. بحق... كما أثبتت لي أن محاولة البحث عن الحقيقة ولو ضايقت الكثيرين هي أهم من السير في أمان مع تيارات الداعمين لشيء أو الرافضين له.

وفي النهاية أحب أن أقول إن اتساقي مع قيمي - ولو لم تقنعك أو لم تفهمها - أحبّ إليَّ من الدنيا وما فيها.

شريف عبد العزيز

القاهرة - يناير 2015

الصفحات