أنت هنا

قراءة كتاب استمتعي بتغذية طفلك من الولادة وحتى السادسة من عمره

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
استمتعي بتغذية طفلك من الولادة وحتى السادسة من عمره

استمتعي بتغذية طفلك من الولادة وحتى السادسة من عمره

كتاب " استمتعي بتغذية طفلك من الولادة وحتى السادسة من عمره " ، تأليف ناديا شبيب ، محمد عمر الشلاح ، والذي صدر عن

تقييمك:
3
Average: 3 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 3

تناول الطعام متعة للطفل وللوالدين
من ناحية أخرى، ولحسن الحظ، فإن الحال ليست دائما سلبية هكذا. ويوجد أناس كثيرون بيننا ممن يملكون في الذاكرة رصيداً من الذكريات الجميلة التي تعود لأيام الطفولة وترتبط بتناول الطعام. 
حدثتني إحدى الأمهات الشابات قائلة : "لا زلت أذكر وبكثير من الرضا مقدار المتعة المرتبطة بوجبة الفاكهة في منزلنا بدءاً من عودة والدي إلى البيت وقد أحضر صناديق البرتقال شتاءً، أو أعداداً من البطيخ صيفاً حيث كنت وإخوتي نتسابق لدحرجتها ضاحكين عبر المطبخ إلى المكان المخصص لها، وانتهاءً بوضع الطعام على المائدة واجتماع الأسرة حولها بكثير من المحبة والتوادد والرضا".

ومثال آخر أذكره من خبرتي الشخصية: "شخصياً، أتشارك مع أطفالي الثلاثة بكثير من الذكريات الجميلة والأخرى الأقل جمالاً والمرتبطة بتناول الطعام. فقد كنت أستمتع بوجبات الطعام المشتركة التي يغمرها الجو اللطيف والتي كان أولادي يحدثوننا خلالها عن خبراتهم اليومية التي يمرون بها وما تحمله من مشكلات أو مسرات، مما مكننا، كأهل، أن نتعرف على نواحي جديدة وهامة في مسيرة نمو أطفالنا..وأن نسهم في تطورهم وفتح الآفاق أمامهم.
فمثلا حين كانت ابنتي رشا في الثامنة من عمرها، وكنا جالسين معًا إلى مائدة عليها كل ما لذّ وطاب من الأطعمة كانت قد حضّرت خصيصاً احتفالاً بنجاحها، طرحت رشا أسئلة محددة عن الفقراء ومدى قدرتهم على تأمين الطعام اللذيذ لأولادهم ثم عن الأطعمة التي تقدّم في الوقت ذاته بكميات كبيرة تفوق الحاجة في الموائد المفتوحة في الحفلات الكبرى وعن مصيرها. وتشعّب النقاش إلى الحديث عن الجمعيات الخيرية والدور الهام الذي تقوم به في الحفاظ على الأطعمة من الهدر والاستفادة منها بالطريق الصحيح، وخلصنا في النقاش إلى نتائج هامة حول موضوع "التكافل الاجتماعي" والمشاريع التي تحقق هذا التكافل مثل مشروع حفظ النعمة الواقعي الذي يسعى لحفظ النعمة وعدم الهدر وتقديم المعونة في مجال الغذاء والدواء والملابس والأثاث.." 
تتواجد خبراتنا حول الطعام المستمدة من أيام طفولتنا - شئنا أم أبينا – معنا على مائدة الطعام يومياً . فإن كانت وجبات الطعام قد احتلت مكانة متميزة في ذكرياتنا الحلوة وإن كنا قد استمتعنا بها فإن هذه الصورة سترافقنا حتى اليوم في كل مرة نجلس فيها إلى مائدة الطعام وبالتالي فإن تناول الطعام سيكون لدينا " أمراً طبيعيا ً" وسيكون بمقدورنا أن ننقل هذه الصورة الحلوة بما فيها من عادات وأجواء، إلى أطفالنا، وسيغلف السرور والرضا وجباتنا. وحين لا يكون الأمر كذلك فإن الخبرات السلبية تلقي بظلالها على المائدة دون شك كما ذكرنا.

الصفحات