"المرآة والتخييل: مقاربات في المسرح العربي" كتاب للناقد والروائي العراقي عواد علي، صدر عن دار نينوى للنشر والتوزيع، يتألف من فصلين، خصص الأول لقراءات نقدية في عروض مسرحية عربية من الأردن والعراق والجزائر وسوريا ومصر للمخرجين: جواد الأسدي، خالد الطريفي، نبيل
أنت هنا
قراءة كتاب المرآة والتخييل- مقاربات في المسرح العربي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

المرآة والتخييل- مقاربات في المسرح العربي
الصفحة رقم: 5
"العرس الوحشي"
المارينز واستباحة الجسد العراقي
(1)
حظيت موضوعة "الاغتصاب" باهتمام العديد من كتاب الرواية والقصة والمسرح والسينما في العالم، سواء على المستوى الواقعي أو الرمزي (الفردي- الجماعي). وتشير بعض الدراسات النفسية إلى أن جريمة الاغتصاب تلحق ضرراً كبيراً بالضحية يلازمها طوال حياتها، ويؤثر سلباً على شخصيتها، فذاكرتها تحتفظ بهذه الجريمة، وتقع تحت تأثيرها، وقد يغلب عليها حب الانتقام السري من الجاني. هذا على الصعيد الواقعي، أما على الصعيد الرمزي، وهو ما يهمنا في الإبداع الأدبي والفني، فثمة انواع مختلفة من الاغتصاب تندرج، اذا ما اردنا فلسفتها، تحت مفهوم الاغتصاب الجمعي، مثل احتلال وطن أو أرض، أو استلاب سلطة، أو حرية تعبير، أو حقوق مدنية، أو أحلام شريحة اجتماعية... إلخ. في المسرح العالمي تُعد مسرحية "القصة المزدوجة للدكتور بالمي"، للاسباني أنطونيو بويرو باييخو، من أشهر المسرحيات التي تتناول موضوعة "الاغتصاب"، وقد أعدها سعد الله ونوس تحت عنوان "الاغتصاب" حاول فيها مقاربة معاناة أسير فلسطيني على خلفية الأحداث نفسها. وفي الرواية العالمية، وخاصةً ذات المنحى النسوي منها، ثمة عشرات النماذج التي تنبني متونها السردية على حدث الاغتصاب، ومن أحدث تلك النماذج، مثلاً، رواية "العقاب" (2004) للأميركية جيليان هوفمان. أما في الرواية العربية فأشير، تمثيلاً أيضاً، إلى رواية نسوية بعنوان "جراح الروح والجسد" (1999) للمغربية مليكة مستظرف، تقدم سرداً ذاتياً نابعاً من تجربة داخلية مزلزلة خرجت منها طفلة- بطلة الرواية- مثخنةً بالقهر والمهانة بسبب استباحة أحد الرجال لجسدها الغض.
(2)
استوحى الكاتب المسرحي العراقي فلاح شاكر مسرحيته "العرس الوحشي" (التي عرضت في مهرجان المسرح الأردني الثالث عشر 2006، وفازت بجائزتي أفضل نص وأفضل عرض متكامل)، من رواية بنفس العنوان للفرنسي يان كفلك، تدور أحداثها حول جندي أميركي في إحدى الوحدات التي كانت تخدم في فرنسا. وقبل أن تغادر وحدته عائدةً إلى أميركا بيوم بواحد، يصطحب صديقته الصغيرة في رحلة توديعية، لكنه يميل بعربته العسكرية إلى مكان منعزل ينتظره فيه اثنان من زملائه في الوحدة، وهناك يقوم الجنود الثلاثة باغتصاب الصبية، تاركين بذرةً ملعونةً وملتبسةً في أحشائها، لكن