لم تمض سنة على صدورالطبعة الأولى من كتابي :اسئلة الحداثة في المسرح" حيث نفذ من التداول، وهو الكتب الذي لقي اقبالا جيداوكتبت عنه عدة مقالات، بعذ أن أضيف إليه مجموعة من المقالات التي كتبتها خلال العام الماضي، وبالفعل فالكتاب بحلته الجديدة يحتوي على احدى عشرة
قراءة كتاب أسئلة الحداثة في المسرح
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 3
وهكذا فعل برشت في الحكايات الصينية، حين وجدها طاقة غير ناضبة وهي تعيد صياغة حياتنا من جديد، وهكذا فعل الطيب الصديقي وقاسم محمد في مدونات التاريخ العربي، وهكذا أعاد صلاح عبد الصبور ومحمد الماغوط، - في المسرح الشعري-، وسعد الله ونوس وعادل كاظم في مفهوم الحكاية، ويعقوب شدراوي وهو يعيد تركيب الصورة الشعبية العربية في مآسيها المعاصرة. فالحداثة إذن هي تصور قبل أن تكون لغةً، وهيعمل قبل أن تكون أحلاماً، وسياقات جديدة نضع فيها أحلامنا، قبل أن تكون مشاريع على الورق.
تأتي بعدها قراءاتي اليومية للمسرح ونصوصه، ولماوجدت والتي لم اجد فيها إلا نافذة تتسع كلما مضيت في القراءة حتى إذا ما إستوى قلمي على شيء من الفهم، كتبت نقداً عن العروض ثم أخرجت كتباً نقدية حتى أصبحت مساهماتي ابتداء بعد الدراسة الأكاديمية للدكتور علي الزبيدي التي واحدة من ثقافة المسرح العراقي. وإذ تواصلت بإنتقالي إلى بغداد مع المسرح، حيث عشت بين خشباته ونصوصه وتمارينه وثقافته وصحافته، وجدت نفسي في خضم عملية اجتماعية فنية كبيرة ما تزال تعيش معي وأعيش معها بوصفها طاقة مولدة لفهم الآخر .
اليوم أجد نفسي في هذا المقال / الكتاب شيئاً جديداً، نحن الآن في أوربا مهاجرون إليها مرغمين، وقد جئناها ونحن كبار السن، فبات علينا كي نفهم فن الحياة فيها، أن نفهم حجمنا المعرفي؛ ومضيت باحثاً لسنوات عن صالات المسرح الهولندي، وعن الفنانين، وعن النصوص. ولكني ولضعف أدواتي اللغوية لم أجد نفسي في خضم هذه التجربة الغربية، التي لو فهمت أصولها وحرفياتها لازددت معرفة وتقدماً وفهماً أكثر. ثم تجيئ هذه المحاولة في زمن يبدو فيها أن الذاكرة في طريقها للنضوب، لتعيد عليّ شيئا مما إفتقدته في المسرح العربي، مشاهدة ومعايشة، وهي أن أكتب عن تيارات الحداثة في المسرح خلال قرن. وقد يبدو الموضوع موسوعياً وكبيراً بحيث يصعب على شخص مثلي النهوض به. ولكن