أنت هنا

قراءة كتاب إستلوجيا

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
إستلوجيا

إستلوجيا

رواية " إستلوجيا " ، تأليف صلاح صلاح ، والتي صدرت عن

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 1

الفصل الأول

فجأةً، تَطرق الباب، الملائكةُ ترتعش، أُلاحِظُها. تسير جدَّتي مثل ربَّانٍ على وشْك الغرق، أصابعها دم، يا إلهي! دمٌ أسود وشمع ذائب، تصل الباب وتنظر إلى الوراء، تحديدًا إلى وجهي.

أصابعي والملائكة التي تقف خلفي، كلُّها تذوب مثل شمعةٍ كبيرة، أينَ نحن؟ صراخٌ كبير، في السّماء؟ على الأرض؟ في الجحيم؟ في الغابات البعيدة والأنواء السوداء؟ لا أدري...لا أدري.

تُفتح الباب، ويهجم الصّوت والرجالُ مثل عاصفة محطّمة.

- هل ابن القحبة موجود؟

- من أنتم؟

- هل هو موجود؟

***

تنطلق سيّارة الفرقة الحزبيّة اللاندكروزـ بجنون، أنا في حلاقيم الوطن، أنا بين حيوانين وأُنوف. آلاف المطبّات، عشرات الاستدارات، إنّها لا تسير، السيارة، بل تطير في شوارع بغداد، مثل رخّ بلا أجنحة، بلا ريش، بلا عيون. كل العيون تغرق في التساؤل، في الحيونة. معدتي تنقلب، البنكرياس يتمزّق، المرارة تنفثُ السائل الأسود دون السيطرة عليها.

أقول: أريد أن أزوّع أرجوك، نحن فوق الأكوان، فوق المجرّات الحيوانيّة، فوق الغابات والوحوش وأسمع من المجرّات صوتَ العُواء والتوسُّلات. أسأل: إلى أين؟ إلى أين؟ يستديرالسائق صارخًا: خونة، قشامر، سن...... خواتكم، ويضحك بهستيريا واللّعاب يسيل من فمه. إلى الجحيم ياخرى يبكي ثم يضحك وأنتبه إلى أنّ ضحك السائق يشبه مغارة لصوص وأنّي أنا الوحيد الذي سيصعد إلى النّفق.

الصفحات