أنت هنا

قراءة كتاب الشـفاء الإسلامي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الشـفاء الإسلامي

الشـفاء الإسلامي

 يسعدني ويشرفني أن أساهم إلى جانب علماء الأمة الإسلامية وكتابها ومفكريها بهذه المساهمة الدينية والعلمية القيمة والمفيدة نفعا عظيماً، وذلك بغية تنوير إخوتنا وأخواتنا في الدين الإسلامي في موضوع حساس، ويمس جانباً مهماً من سعادة المرء الدنيوية والدينية، إنه الل

تقييمك:
4
Average: 4 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 5
وإن كنت لمن الساخرين أي وما كنت إلا من المستهزئين بالقرآن وبالرسول في الدنيا وبأولياء الله تعالى. قال قتادة: لم يكفه أن ضيع طاعة الله حتى سخر من أهلها. ومحل «إن كنت» النصب على الحال، كأنه قال: فرطت وأنا ساخر، أي: فرطت في حال سخريتي. وقيل: وما كنت إلا في سخرية ولعب وباطل، أي: ما كان سعيي إلا في عبادة غير الله تعالى.
قوله تعالى: أو تقول هذه النفس لو أن الله هداني أي أرشدني إلى دينه. لكنت من المتقين أي الشرك والمعاصي. وهذا القول لو أن الله هداني لاهتديت قول صدق. وهو قريب من احتجاج المشركين فيما أخبر الرب - جل وعز - عنهم في قوله: سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا [ ص: 243 ] فهي كلمة حق أريد بها باطل، كما قال علي - رضي الله عنه - لما قال قائل من الخوارج: لا حكم إلا لله.
أو تقول يعني أن هذه النفس حين ترى العذاب لو أن لي كرة رجعة. «فأكون» نصب على جواب التمني، وإن شئت كان معطوفاً على «كرة» لأن معناه أن أكر، كما قال الشاعر: [ الشاعرة ميسون بنت مجدل الكلبية ]
ولبس عباءة وتقر عيني أحب إلي من لبس الشفوف
وأنشد الفراء:
فما لك منها غير ذكرى وخشية وتسأل عن ركبانها أين يمموا
فنصب وتسأل على موضع الذكرى؛ لأن معنى الكلام: فما لك منها إلا أن تذكر. ومنه للبس عباءة وتقر، أي: لأن ألبس عباءة وتقر. وقال أبو صالح: كان رجل عالم في بني إسرائيل وجد رقعة: إن العبد ليعمل الزمان الطويل بطاعة الله فيختم له عمله بعمل أهل النار فيدخل النار، وإن الرجل ليعمل الزمن الطويل بمعصية الله ثم يختم له عمله بعمل رجل من أهل الجنة فيدخل الجنة، فقال: ولأي شيء أتعب نفسي. فترك عمله وأخذ في الفسوق والمعصية، وقال له إبليس: لك عمر طويل فتمتع في الدنيا ثم تتوب، فأخذ في الفسوق وأنفق ماله في الفجور، فأتاه ملك الموت في ألذ ما كان، فقال: يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله، ذهب عمري في طاعة الشيطان، فندم حين لا ينفعه الندم، فأنزل الله خبره في القرآن. وقال قتادة: هؤلاء أصناف، صنف منهم قال: ياحسرتا على ما فرطت في جنب الله. وصنف منهم قال: لو أن الله هداني لكنت من المتقين. وقال آخر: لو أن لي كرة فأكون من المحسنين فقال الله تعالى ردا لكلامهم: بلى قد جاءتك آياتي.
قال الزجاج: «بلى» جواب النفي، وليس في الكلام لفظ النفي، ولكن معنى لو أن الله هداني ما هداني، وكأن هذا القائل قال: ما هديت، فقيل: بل قد بين لك طريق الهدى فكنت بحيث لو أردت أن تؤمن أمكنك أن تؤمن. «آياتي» أي: القرآن. وقيل: عنى بالآيات المعجزات، أي: وضح الدليل فأنكرته وكذبته. واستكبرت أي تكبرت عن الإيمان وكنت من الكافرين. وقال: استكبرت وكنت وهو خطاب الذكر ; لأن النفس تقع على الذكر والأنثى. يقال: ثلاثة أنفس.
وقال المبرد: تقول العرب: نفس واحد أي: إنسان واحد. وروى الربيع بن أنس عن أم سلمة عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قرأ: «قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين». وقرأ الأعمش: «بلى قد جاءته آياتي» [ ص: 244 ] وهذا يدل على التذكير. والربيع بن أنس لم يلحق أم سلمة إلا أن القراءة جائزة ; لأن النفس تقع للمذكر والمؤنث. وقد أنكر هذه القراءة بعضهم وقال: يجب إذا كسر التاء أن تقول: وكنت من الكوافر أو من الكافرات. قال النحاس: وهذا لا يلزم، ألا ترى أن قبله أن تقول نفس ثم قال:
وإن كنت لمن الساخرين ولم يقل من السواخر ولا من الساخرات.
والتقدير في العربية على كسر التاء «واستكبرت وكنت» من الجمع الساخرين أو من الناس الساخرين أو من القوم الساخرين.

الصفحات