يسعدني ويشرفني أن أساهم إلى جانب علماء الأمة الإسلامية وكتابها ومفكريها بهذه المساهمة الدينية والعلمية القيمة والمفيدة نفعا عظيماً، وذلك بغية تنوير إخوتنا وأخواتنا في الدين الإسلامي في موضوع حساس، ويمس جانباً مهماً من سعادة المرء الدنيوية والدينية، إنه الل
أنت هنا
قراءة كتاب الشـفاء الإسلامي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 7
فقلت: سبحان الله مالذيغير قلبه تجاهي؟
فرأيته بعد الحج وسألته عن موقفه مني.
فقال: لقد حججت وحدي وتنقلت بين المشاعر ماشيا لعل الله ينظر إلي ذاهبا من منى إلى عرفات أو واقفا في أحد مواطن الحج فيرحمني وقد تهربت منك لأني كنت مشغول بالاستغفار من الذنب الذي فعلته.
هذا الأخ التائب حفظ لقرآن بأكمله بعد الحج وصار يصوم يوما ويفطر يوما ويبكى ندما على مافعل ويحضر الندوات الدينيه ويقرأ فى سير الصالحين التائبين.
وفي إحدى المرات وبينما كنت أتابع محاضرة دينية عن قصة زاني وفي آخر المحاضرة قال العالم بعد أن قص علينا قصة زاني: لعل زناه هذا يكون سببا في دخوله الجنه وقال قول الله تعالى:
«والذين لايدعون مع الله إلهاً اخر ولايقتلون النفس التي حرم الله إلاّ بالحق ولايزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاماً،يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيها مهاناً، إلاّ من تاب وآمن وعمل صالحاً فأولئك يبدّل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً ومن تاب وآمن وعمل صالحاً فإنه يتوب إلى الله متاباً».
فلما سمعت هذه الآية، عجبت.
وقلت: كيف غفلت عن هذه الآية، فذهبت مسرعا إلى بيت أحمد في قصر أبيه الفخم لأبشره فسألت عنه فقالوا إنه بالمسجد. ذهبت إليه بالمسجد فوجدته منكسرا يتلو القرآن فقلت له: عندي لك بشرى، قال: ماهي؟
فقلت له مرتلا:
«والذين لايدعون مع الله إلهاً آخر ولايقتلون النفس التي حرم الله إلاّ بالحق ولايزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاماً،يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيها مهاناً،إلاّ من تاب وآمن وعمل صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً ومن تاب وآمن وعمل صالحاً فإنه يتوب إلى الله متاباً»
ولما أتممت الآية، قفز واحتضنني وقال: والله إني أحفظ القرآن ولكن كأني أول مره أقرؤها، لقد فتحت لي باباً من الرجاء فأرجو الله أن يغفر لي بها... ثم أذن المؤذن لإقامة الصلاة ولكن غاب الإمام في هذا اليوم، فتقدم أحمد التائب وبعد أن كبر وقرأ الفاتحة تلا قول الله تعالى: «والذين لايدعون مع الله إلهاً آخر» فلما بلغ «إلا من تاب وآمن وعمل صالحاً» بكى ولم يستطع أن يكمل فكبر وركع ثم اعتدل ثم سجد ثم قام للركعة الثانية وقرأ الفاتحة وأعاد الآية، يريد إكمالها فلما بلغ إلا من تاب وأمن وعمل صالحا بكى ثانيا ولم يكمل الآية.
وفى يوم الجمعة الماضي جاءني اتصال قال لي: أنا والد صاحبك أحمد وأريدك في أمر مهم فعندما وصلت القصر ولقيت أبيه
قال: صاحبك أحمد يطلب منك السماح ويودعك إلى الدار الآخرة، لقد انتقل اليوم إلى ربه ثم انفجر باكيا ثم أدخلني في غرفة كان أحمد فيها مغطى فكشفت عن وجهه وجدته يتلألأ نورا، وجها فارق الحياة لكن كله بهجة وسرور ونور.
فقال لي والده: ما الذي جعل ابني في هذه الحالة منذ أن عاد من السفر؟ فقلت وكنت قد عاهدت أحمد أن لا أخبر القصة لأحد إلا للعبرة والموعظة الحسنة، فقلت لوالده بأنه قد فقد عزيزاً عليه في السفر.
ثم سألت والده عن قصة موته.
فقال: إن أحمد كما تعلم يصوم يوما ويفطر يوما حتى كان اليوم (الجمعة) فبقي بالمسجد يتحرى ساعة الإجابة وقبيل المغرب ذهبت لأحمد بالمسجد وقلت له: يا أحمد تعالَ إفطر في البيت.
فقال: يا والدي إني أحس بسعادة عظيمة فدعني الآن.
فقلت: تعال لتفطر في البيت.
فقال: أرسلوا لي ما أفطر عليه بالمسجد.
فقلت: أنت وشأنك.
وبعد الصلاة قال الأب لأحمد: هيا إلى البيت لتناول العشاء
فقال أحمد التائب لوالده: إني أحس براحة عظيمة الآن وأريد البقاء في المسجد وسوف آتي لكم للعشاء.
يقول الأب ولما عدت للبيت أحسست بشيء يخالج قلبي فبعثت ولدي الصغير وقلت له اذهب وانظر ماذا بأخيك
فعاد الصغير يجري ويقول يا أبي أخي أحمد لا يكلمني.
فخرجت مسرعاً للمسجد، وجدت أحمد ممددا في ساعة الاحتضار مستندا على مسند ليرتاح فأخذته إلى صدري ونظرت إليه فإذا هو يذكر اسمك وكأنه يوصي بالسلام عليك ثم ابتسم أحمد ابتسامه والله ما ابتسم مثلها منذ عاد من سفره، ثم قرأ وهو يحتضر مرتلاً: «والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق آثاماً، يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيها مهاناً، إلا من تاب وآمن وعمل صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً ومن تاب وآمن وعمل صالحاً فإنه يتوب إلى الله متاباً».
وعندها فاضت روحه.
ويقول الأب: لا أدري أأبكي فرحا على حسن خاتمته؟ أم حزنا على فراق ولدي؟
وأصبحت هذه القصة سببا لصلاح الأسرة بأكملها....
فلنبادر بالتوبة فإن الموت لا يمهل المذنبين ويأتي بغتة حين يكبر الأمل بطول الحياة فيشتت الآمال ويقطع عمل الإنسان فليس له إلا ما قدم من عمل صالح يؤنسه في قبره ويشفع له عند ربه ويرفعه في درجات الجنة......
أبشروا فإن الله يغفر الذنوب جميعا ويبدل السيئات حسنات
لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى.
قال صلى الله عليه وسلم (إن من زنى بامرأة كان عليه وعليها في القبر نصف عذاب هذه الأمة)