يسعدني ويشرفني أن أساهم إلى جانب علماء الأمة الإسلامية وكتابها ومفكريها بهذه المساهمة الدينية والعلمية القيمة والمفيدة نفعا عظيماً، وذلك بغية تنوير إخوتنا وأخواتنا في الدين الإسلامي في موضوع حساس، ويمس جانباً مهماً من سعادة المرء الدنيوية والدينية، إنه الل
أنت هنا
قراءة كتاب الشـفاء الإسلامي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 10
باب التوبة مفتوح دائم للزناة في الإسلام:
قال أبي هريرة: خرجت ذات ليله بعدما صليت العشاء مع رسول الله، فإذا بامرأة متنقبة قائمه على طريق، فقالت: ياأبا هريرة إني قد ارتكبت ذنباً عظيماً، فهل لي من توبة ؟؟
فقلت: وما ذنبك ؟؟ قالت: إني زنيت وقتلت ولدي من الزنا، فقلت لها: هلكت وأهلكت، والله مالك من توبة، فشهقت شهقة خرّت مغشيا عليها، ومضت، فقلت في نفسي: أفتى ورسول الله بين أظهرنا؟؟!!
فلما أصبحت غدوت إلى رسول الله وقلت: يا رسول الله إن امرأة استفتتني بكذا وكذا، فقال رسول الله إنا لله وإنا إليه راجعون، أنت والله هلكت وأهلكت، أين كنت من هذه الآية:
{ والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون }
إلى قوله تعالى:
{ فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفور رحيماً}..
قال: فخرجت من عند رسول الله، وأنا أعدو سكك المدينة وأقول: من يدلني على امرأة استفتتني البارحة كذا وكذا.. والصبيان يقولون: جن أبي هريرة، حتى إذا كان الليل، لقيتها في ذلك الموطن فأعلمتها بقول رسول الله وأن لها توبة، فشهقت شهقة من السرور، وقالت: إن لي حديقة وهي صدقه للمساكين لذنبي.
عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنـه قال: حدثته رسول الله صلى الله عليه وآله وهو الصادق المصدوق (إن أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوماً نطفه ثم يكون علقه مثل ذلك ثم يكون مضغه مثل ذلك ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات بكتب رزقهٍ وأجله وعمله وشقي أم سعيد فو الله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها) رواه البخاري،
الحمد لله
قال ابن القيم رحمه الله: «الجهال بالله وأسمائه وصفاته، المعطلون لحقائقها، يُبَغِّضون اللهَ إلى خلقه، ويقطعون عليهم طريق محبته، والتودد إليه بطاعته من حيث لا يعلمون»!!
ونحن نذكر من ذلك أمثلة يُحتذى عليها: فمنها أنهم يقررون في نفوس الضعفاء أن الله سبحانه لا تنفع معه طاعة، وإن طال زمانها وبالغ العبد وأتى بها بظاهره وباطنه، وأن العبد ليس على ثقة ولا أمن من مكره؛ بل شأنه سبحانه أن يأخذ المطيع المتقي من المحراب إلى الماخور، ومن التوحيد والمسبحة إلى الشرك والمزمار، ويقلب قلبه من الإيمان الخالص إلى الكفر، ويروون في ذلك آثاراً صحيحة لم يفهموها، وباطلة لم يقلها المعصوم، ويزعمون أن هذا حقيقة التوحيد... فأفلس هذا المسكين من اعتقاد كون الأعمال نافعة أو ضارة؛ فلا بفعل الخير يستأنس، ولا بفعل الشر يستوحش، وهل في التنفير عن الله وتبغيضه إلى عباده أكثر من هذا ؟!! ولو اجتهد الملاحدة على تبغيض الدين والتنفير عن الله لما أتوا بأكثر من هذا.