إذا كانت الجغرافية الوعاء الذي يحتوي العلوم كافة, باعتبار أن غايتها الإنسان ومنطلقها الإنسان, فإن هذا لا يعني أن الجغرافي هو العالم بالعلوم كافة, وإنما علمه فيها بالقدر الذي لتلك العلوم من تدخل في الوسط الذي يعيش فيه الإنسان متأثراً ومؤثراً به.
أنت هنا
قراءة كتاب البحث الجغرافـي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

البحث الجغرافـي
الصفحة رقم: 3
أ ـ الجغرافية الفلكية: أو كما كانت تعرف قديماً بالجغرافية الرياضية:
وتبحث في موقع الأرض وشكلها ومكانها وأبعادها وحركاتها وعلاقاتها بالمنظومة الشمسية.
ب ـ جغرافية أشكال سطح الأرض (الجيومورفولوجيا): وتركز على دراسة أشكال التضاريس, وأسباب نشؤئها, وكيفية تطورها.
جـ ـ جغرافية المناخ: وتهتم بدراسة الظواهر الجوية المختلفة من؛ حرارة وضغط ورياح ورطوبة وتكاثف وتهطال. مع التركيز على أسباب التباين المكاني لهذه الظواهر, وما يتولد عن ذلك من أقاليم مناخية مختلفة.
د ـ جغرافية المياه: وتدرس توزع المياه, ومصادرها, وخصائصها, ومكانها واختلافها.
هـ ـ الجغرافية الحيوية: وتعنى بالغطاء النباتي والحيواني, بجانب دراسة التربة على أساس أنها تشكل الوعاء الذي يحتضن شكلي الحياة السابقين.
2 ـ الجغرافية البشرية: وهي التي تعنى بالجانب البشري على سطح الأرض؛ إذ تدرس مظاهر الحياة البشرية, وأوجه النشاط البشري المختلفة, ولهذا نجدها تقسم إلى عدة أقسام رئيسية منها:
أ ـ جغرافية السكان: وتهتم بدراسة توزعهم, وتطورهم, وحركاتهم, وأصولهم؛ ولذا فإنها ترتبط عموماً بعلم الأنثروبولوجيا.
ب ـ الجغرافية الاجتماعية: وهي التي تهتم بدراسة التجمعات البشرية في مناطق وجودها, والتي تختلف باختلاف بيئاتها, والأنشطة الاقتصادية التي تمارسها. وتتضمن كل ما يتعلق بعادات الناس وتقاليدهم, وسلوكهم الاجتماعي, وسكناهم, وما يشكل أساس حياتهم وتطورهم ورقيهم, من تعليم وصحة, وخدمات عامة, وسياحة واستجمام.
جـ ـ الجغرافية الاقتصادية: وهي التي تدرس أنشطة الإنسان المختلفة من
زراعة وصناعة وتجارة ونقل وتسويق, وقد صنفها العلماء إلى جغرافية الزراعة, وجغرافية الصناعة, وجغرافية الموارد, وجغرافية التجارة والنقل والتسويق.
1 ـ 2 ـ 2 ـ الجغرافية الإقليمية (Regional Geography): وتهتم بالكشف عن التباينات المكانية في المظهر الجغرافي العام الذي هو من نتاج تفاعل الإنسان مع وسطه الطبيعي. وبالتالي فهي تعنى بدراسة موضوعات الجغرافية الأصولية مجتمعة, ومترابطة متفاعلة يؤثر بعضها في بعض, في مجال مكاني معين. وهذا يدل دلالة واضحة على أن الجغرافية الإقليمية ليست كما يظن بعضهم تجميعاً لعناصر الدراسة الأصولية أو توليفاً لها في منطقة معينة, وإنما هي تركيب لتلك العناصر بما يحقق بينها الوحدة والانسجام, بما ينعكس على طرق استخدام متميزة للطبيعة, بما يتوافق مع المستوى التقني والحضاري للإنسان, وتبعاً لإمكانيات البيئة الطبيعية ومواردها وموقعها. والدراسة الإقليمية التركيبية تعتمد التعليل والتفسير طريقة لها وركيزتها في ذلك السببية.
والفكر الجغرافي هو فكر إقليمي, وليس هناك جغرافية بلا إقليمية مكانية, لأنها هي التي تؤمن وحدة الجغرافية الداخلية, التي أشار إليها الجغرافي الفرنسي (فيدال دي لابلاش) بقوله: «إنه لا سبيل إلى وحدة الجغرافية بغير الأساس الإقليمي», كما أنها تحقق لها استقلاليتها الخارجية, وتضمن وجودها واستمرارها, باعتبار أن الإقليمية مقترنة بالجغرافية, وليس هناك علم آخر ينافس الجغرافية فيها.

