أنت هنا

قراءة كتاب البحث الجغرافـي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
البحث الجغرافـي

البحث الجغرافـي

إذا كانت الجغرافية الوعاء الذي يحتوي العلوم كافة, باعتبار أن غايتها الإنسان ومنطلقها الإنسان, فإن هذا لا يعني أن الجغرافي هو العالم بالعلوم كافة, وإنما علمه فيها بالقدر الذي لتلك العلوم من تدخل في الوسط الذي يعيش فيه الإنسان متأثراً ومؤثراً به.

تقييمك:
4.333335
Average: 4.3 (3 votes)
الصفحة رقم: 7
3 ـ 1 ـ ما المنهج الجغرافـي؟
 
المنهج: هو فن تنظيم مجموعة من الأفكار في تسلسل منطقي يهدف استعماله إلى الكشف عن غموض الحقيقة التي تنطوي عليها مشكلة بحث معينة. وبالنسبة للجغرافي يمكن القول أن المنهج: هو المسار الذي يسلكه الجغرافي في معالجة المعطيات الخاصة ببحث معين للوصول إلى الهدف المرسوم. وهو الطريق الذي يتم بواسطته نقل العلم والمعرفة إلى الآخرين. بل هو المسار المؤدي إلى الكشف عن الحقيقة بوساطة مجموعة من القواعد العامة التي تهيمن على سير العقل وتحدد عملياته, حتى يصل إلى نتيجة معينة. ففي المعجم الوسيط؛ فإن المنهج هو الطريق البيّن إلى الحق في أيسر سبله.
 
وبصورة عامة, فإن المنهج يمثل الإطار التنظيمي العام للبحث, الذي يشتمل على مجموعة من الخطوات المنظمة والعمليات العقلية المبادئ العامة والإجراءات العملية التي يستخدمها الباحث في دراسة ظاهرة معينة أو معالجة مشكلة محددة(1).
 
كما يعرف البعض المنهج, بأنه: «فن التنظيم الصحيح لسلسلة من الأفكار العديدة؛ إما من أجل الكشف عن الحقيقة حين نكون بها جاهلين, وإما من أجل البرهنة عليها للآخرين حين نكون بها عارفين»(2).
 
فالمنهج الجغرافي؛ هو الآلية التي من خلالها يتم الاستفادة من مجموعة الأساليب والطرائق والوسائل والأدوات التي يستخدمها الباحث في بحثه لتحقيق الهدف الذي رسمه, سـواء لحل مشـكلة, أو لإثبات فرضية أو نفيها, أو للكـشف عــن حقائق مجهولة... إلخ(3).
 
إذن؛ المنهج المتبع, هو المسار المسلوك للوصول إلى المبتغى (الهدف المنشود), وإذا لم يوصلك, فتكون العلة فيما تم الاستعانة به من روافد للمنهج, وهنا يجب تغيير بعض مصادر الاستعانة حتى يتحقق الهدف والوصول إليه. ومصادر الاستعانة هي التي تشكل مرتكزات أي منهج.
 
وعموماً فإن المنهج الجغرافي قد لا يختلف عن المنهج المتبع في أي من العلوم, وحتى تلك العلوم التي توصف بالتجريبية أو القياسية, أو الرياضية. إنما الاختلاف يكمن في الأساليب والطرائق والوسائل والأدوات. فما يفرق بحث عن آخر هو أسلوبه وطريقته ووسيلته وليس منهجه. فالمنهج العلمي هو المنهج الأدبي ـ هذا إذا ما سلمنا بوجود ذلك, وهو منهجيٌّ غير موجود ـ, رغم الفروق الكبيرة بين المادة التي تتناولها بالبحث العلوم الطبيعية وتلك التي تتناولها العلوم الإنسانية.
 
فالمنهج؛ إذن ليس وقفاً على أسلوب ـ أو طريقة أو وسيلة ـ معالجة للمعطيات البحثية, سواءً أكانت المعالجة وصفية أم كمية وتجريبية أم سببية أم إمكانية أم مقارنة, أو الاستعانة بالخرائط والمخططات والنظم والبرامج الكمبيوترية.. وسواها, مما درج بعض الجهلة بمفهوم المنهج يؤطره بإطاره, حتى لبات أي شيء يستخدم في البحث يصبغ بصبغة المنهج أو يلون بلونه.
 
ولو استعرضنا ما أدرج باسم منهج, من مناهج البحث الجغرافية التي انتهجها الطلاب في الماجستير والدكتوراه من قسم الجغرافية بجامعة دمشق, وبموافقة الأساتذة المشرفين عليهم منذ افتتاح هاتين الدرجتين وحتى يومنا الحالي, لتجاوزت السبعين منهجاً, نذكر منها:
 
1 ـ المنهج التاريخي.
 
2 ـ منهج المشكلات.
 
3 ـ المنهج الكمي الإحصائي.
 
4 ـ المنهج الوصفي.
 
5 ـ منهج البحث الكارتورغرافي.
 
6 ـ المنهج الرياضي التحليلي.
 
7 ـ المنهج الإقليمي.

الصفحات