You are here

قراءة كتاب الإسلام وقضايا العصر

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الإسلام وقضايا العصر

الإسلام وقضايا العصر

بات من واجب المسلم أن يكون آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر فاتحاً عينيه دائماً على أوضاع العصر، يراقبها باهتمام بالغ ليقرَّ ما يوافق الشريعة الغراء، ويرفض ما يخالفها، ويتنافى مع أحكامها وآدابها.

تقييمك:
4.833335
Average: 4.8 (6 votes)
المؤلف:
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 9
رابعاً: المرأة والاختلاط
 
يلتقي الإسلام مع غيره من الشرائع السماوية في مقاصد كلية وأهداف كبرى هي: حفظ الدين، والنفس، والنسل، والعقل، والمال. ومن العلماء من يضيف (العرض) إلى هذه الأهداف الكبرة. ويسمح الإسلام بكل الوسائل التي تفضي إلى تحقيق هذه الأهداف، ويمنع تلك الوسائل التي يمكن أن تمس هذه المقاصد بصورة من الصور تحت مبدأ ما يسمى "سد الذرائع"
 
والاختلاط الذي نحن بصدد الحديث عنه وسيلة تفضي إلى مقصود شرعي إما مسموح أو ممنوع، ومن ثم فإن القول بمشروعيته، أو عدمها تحكمه ملابسات الاختلاط نفسه.
 
والاختلاط بين أفراد الأسرة الواحدة ليس موضع نقاش، فهو اختلاط طبيعي، وإن مفهوم الأسرة نفسه يقضي بمشروعية هذا الاختلاط، فالأسرة لفظ مشتق من الأسر والإسار، وهو القيد والرباط الذي يربط به الشخص، ومن هنا سمي الأسير أسيراً لأنه محكم الوثاق. وهكذا الأسرة محكمة في صلة أفرادها بعضهم ببعض، في دائرة الرحم المحرم.
 
أما الاختلاط بين الأقارب الذين لا تربطهم حرمة مؤبدة، فالإسلام يقف منه موقفاً ممانعاً لما قد يفضي إليه من مفاسد اجتماعية. عن عقبة بن عامر أن رسول الله  قال: [إياكم والدخول على النساء] فقال رجل من الأنصار: أفرأيت الحمو؟ قال: [الحمو الموت]( ) والمقصود بالحمو أخو الزوج. وأقاربه كابن العم، ونحوه. فإن كان هذا الحال مع القريب فكيف بالغريب؟.
 
وقد حرم الإسلام الخلوة بين الرجل والمرأة، فقال: [لا يخلون أحدكم بامرأة إلاّ مع ذي محرم] فقام رجل فقال: يا رسول الله، عن امرأتي خرجت حاجة، وإني اكتتبت في غزاة جيش كذا، وكذا؟ قال: [ارجع فحج مع امرأتك]( ).
 
وكلما كان الاختلاط ماجنا كان النهي عنه أشد، يصدق ذلك على الحفلات المختلطة التي تنتشر في أوساطنا بصورة مزعجة، حتى لا تكاد تبرأ منها الأسر المحافظة، وقل مثل ذلك في الرحلات السياحية المختلطة مما نرى ونشاهد.
 
غير أن الإسلام يسمح بنوع من الاختلاط الذي يبقي على الفصل بين الرجال والنساء في مواطن منها:
 
‌أ- الأماكن العامة كالأسواق التجارية، حيث تخرج النساء مع ذويهن للتسوق، غير أن هذا الاختلاط ينبغي أن يتنزه عن التبذل الرخيص أو التبرج المحرم، فذلك مما ينهى عنه الإسلام نهياً شديداً.
 
‌ب- أماكن العبادة. عن عبد الله بن عمر أن رسول الله  قال: [لا تمنعوا النساء حظوظهن من المساجد إذا استأذنكم]. فقال بلال: والله لنمنعهن. فقال عبد الله: أقول قال رسول الله  وتقول أنت: لنمنعهن"( ).
 
فإذا كان خروج النساء إلى المساجد مباءة للمفاسد وتكأة للعابثين للتحرش بهن، فإن القول بمنع النساء من الخروج إلى المساجد سائغ خصوصاً إذا فسد الناس، وفي هذا تقول عائشة رضي الله عنها: [لو رأى رسول الله  ما أحدث النساء لمنعهن المسجد كما منعه نساء بني إسرائيل]( ).
 
ولعل من المستحسن تخصيص باب من أبواب المسجد لدخول النساء دفعا للاختلاط الذي يذهب ببهاء العبادة. هذا مع الأخذ بعين الاعتبار أن موقع النساء في الصلاة يكون في الصفوف الخلفية أو في سدة مستقلة وقد أحسن القائمون على أمر المساجد، وعمارتها في بلادنا إذ خصصوا أبواباً لدخول النساء، وأماكن لصلاتهن.
 
‌ج- دور العلم.
 
الأولى أن يكون للنساء مؤسساتهن العلمية الخاصة بهن كما نرى في عدد من الدول الإسلامية. فإن تعذر وجود مثل هذه المؤسسات المستقلة فيجوز للنساء أن يلتحقن بدور العلم هذه على أن يكن في جو من الحشمة بعيداً عن التبرج والسفور ونحن نعلم أن من الصحابة من كان يرتاد بيوت أزواج النبي  يسألون عن عبادته وعن أحكام الدين.
 
وتذكر كتب التراجم أسماء أعداد كبيرة من النساء راويات الحديث الشريف. وهنالك من الشاعرات والأديبات عدد كبير.

Pages