3- المبدأ الإسلامي:

 

ينطلق المبدأ الإسلامي من أن للوجود خالقاً خلقه وأن للكون والإنسان والحياة بداية ونهاية، وأن الله جعل الإنسان خليفة في الأرض قال تعالى: (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ) [البقرة: 30]. فعلاً يعلم الله ما لا نعلمه فالخالق أدرى بما خلق وقد أمد الإنسان بالرسل والشرائع وآخرها الشريعة الإسلامية التي لم تترك أمراً واحداً من الأمور التي تنظم صلة الإنسان بربه بأن يعبد الله بأنه موجود لا شك في وجوده وأنه أبدع وكون جميع الحادثات وأبرزها من العدم إلى الوجود وأودع في الإنسان حاجات وغرائز لا بد من إشباعها وتنظيمها بالإضافة إلى علاقة الإنسان بغيره وبالمجتمع الذي يعيش فيه، كل ذلك جاءت به وبينته الشريعة الإسلامية السمحاء من حلال وحرام ليتقيد بها وقد انبثقت هذه الأحكام من العقيدة الإسلامية التي تقرن الإيمان بالله وبرسالة سيدنا محمد  (وأن لا إله إلا الله). الاعتراف باللسان والاعتقاد بالقلب أن المعبود بحق هو الله تعالى فقط وأن محمداً رسول الله. اعتراف باللسان وإذعان بالقلب أن سيدنا محمداً  مرسل من عند الله إلى كافة الناس وأنه صادق في كل ما يبلغه عن الله تعالى، أي يجب الإيمان بشريعته والعمل بها.

 

وبعد أن أصبح لدينا نظام كامل شامل فلا يجوز لنا الرجوع عنه ولكوننا عاجزين ومحتاجين لرب العالمين ولا يصح الإيمان والإسلام ولا تقبل الأعمال بدون الشهادتين كما أخبر الله في كتابه العزيز (ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ) [الفتح: 13].

 

إن الدين عند الله الإسلام فسينطلق المذهب الاقتصادي الإسلامي من المبدأ الإسلامي الشامل لشتى فروع الحياة والمنطلق من العقيدة الإسلامية مذهباً متميزاً بعقيدته وسيكون الاقتصاد الإسلامي جزءاً من الشريعة الإسلامية التي تنطبق بجميع فروعها.

 

فالاقتصاد الإسلامي جزء من كل من نظام رباني يرفض جميع الطروحات والتشريعات والقوانين العلمانية الموضوعة والتي تتناقض وعقيدة الإسلام باعتبار أن الإنسان لا يصنع نظامه فالذي صنعه هو خالق الإنسان فلا يؤخذ شيء إلا بدليل شرعي فإن كان حلالاً أخذ وإن كان حراماً ترك وسنرى أن المذهب الاقتصادي في الإسلام متميز لا هو مذهب مادي أو رأسمالي بل مذهب يتصف بالعدالة الاجتماعية وبالواقعية والأخلاقية ويؤمن بملكيات ثلاث فردية، وجماعية، وملكية دولة ويجمع بين النظرة المادية والروحية للحياة ويحيطها بإطار إنساني فذ.