كتاب "الاغتراب النفسي الاجتماعي وعلاقتة بالتوافق النفسي والاجتماعي"، أراد الباحث بموضوعه هذا، البحث بماهية الاغتراب، كمن يلقي بحصاة في ماء ساكن تنعكس عليه صورنا فنجد أنفسنا نعيش فى جزر اجتماعية وثقافية متجاورة، يفصلها الإحساس بالاغتاب وبالغربة النفسية والاج
You are here
قراءة كتاب الاغتراب النفسي الاجتماعي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 3
شعوره بأنه مجرد من إنسانيته … ويعامل على هذا الأساس، مما يجعله يشعر بعدم الأمان والاطمئنان.
تمرده ورفضه لأية التزامات يضعها المجتمع، ويعمل على مقاومتها بكل السبل.
فقدان الأنتماء سواء لعقيدة دينيه، أو للوطن، بسبب اهتزاز القيم، وعدم اكتراثه بها.
التهافت على المادة، التي أصبحت بالنسبة له غاية وليست وسيلة، ومن اجلها يمكن أن يفعل أى شيء يفسد الحياة.
لعل تحدث موضوع البحث عن الاغتراب والتوافق النفسي الاجتماعي تعّد من انه اكبر التحديات التي يجابهها الفرد والتي تتسم بأتساع مساحتها السيكولوجية وثقل أعبائها الاجتماعية والنفسية خاصة بالنسبة للشباب الجامعي والذين يخوضون تحديات تفرضها مرحلة طبيعة الدراسة الجامعية وقد يترتب على مواجهة الشباب الجامعي لصراع هذه المرحلة الكثير من المشكلات النفسـية والاجتماعية (Learner, 1980:49) لير نر.
يعّد طلاب الجامعة أكثر استعداداً للاغتراب بمقارنتهم بغير الدارسين من نفس العمر وتزداد ثقة الفرد إذا ما واجه تحديات هذه المرحلة بنجاح (Vredenburg, 1988; 63 – فريدنبرج) وفي ضوء ذلك نجد أنه بدلا من أن يمثل الشباب الجامعي قوة دعم ومساندة لمجتمعهم. وهو يسعى للنهوض متجاوزا سلبيات الماضي - نجد أنهم بحاجة لمن يساندهم حتى لا ينتكسوا إلى الإحساس الكامن باليأس (كمال، مرسي 1997م،ص327، دراسات نفسية).
لذلك يفترض إعدادهم لتحمل مسئوليات بناء الأوطان وحل مشكلات المجتمعات فيها، ولأن – مرحـلة الشـباب – هي من أخطر المراحـل العمـرية لما يرافقها من مشكلات النمو أو الرغبة في إثبات الذات أو تحقيق الاستقلالية الشخصية أو الاعتماد على النفس، ومواجهة الحياة بكل ثقة واقتدار- إلا أن الواقع يستدل منه: أن تلك المشكلات النفسية والاجتماعية تعكس نفسها سلبا عليهم، مضافا إليها (أعباء الدراسة، نوعيتها،ومتطلبات ومدى الموائمة بينها وبين الميول والقدرات)،وما يواجهونه في الواقع. فالشباب الذي لا تشبع حاجاته الأساسية المشروعة ولا تعالج مشكلاته، لا يمكن أن يبدع وبالتالي لا يمكن أن تستفيد أمته من طاقاته وبقدر ما يصبح عبئا عليها – إذ تطغي نظرته إلى همومه الذاتية على ما عدها – فينعكس ذلك سلبا على أسلوب تفكيره ومشاعره لنفسه وردود أفعاله تجاه الحياة والناس من حوله وقد تعمم هذه النظرة القاتمة لتشمل ولاءه، لعقيدته وانتمائه لوطنه وأمته والتمرد على كل شيء فيصبح سهل الاختراق – حيث يضمحل المفهوم الإيجابي للذات وتتلاشى مشاعر الاعتزاز والثقة بالنفس – فالعبودية وليدة الحاجة - لذلك كان لابد من إزاحة هذه المعوقات. لاستجلاء أبعاد الحاضر وآفاق المستقبل أمام هذا الجيل لحمايته من مزالق الانحراف وتدعيم شخصيته السوية التي تتفاعل مع قضايا الأمة للانطلاق بها وبثقة ووعي واقتدار نحو غاياتها المنشودة في تشييد كيانها الشامخ بمقوماتها الراسخة الأصيلة من خلال بلورة الرؤى المعيارية والأطر المرجعية التي يحتكم إليها المجتمع على مستوى الفرد والجماعة. (الشرجبي، 1992م: ص6).
أن عدم تأصيل القيم السليمة لدى الأفراد والتناقض بين قيم الفرد وما يجده في المجتمع المحيط به يعتبران عاملين رئيسين في ظهور الشخصية غير السوية التي من أبرز ملامحها عدم التوافق الشخصي وكذلك عدم التوافق مع الآخرين ويظهر هذا الصراع النفسي جليا في مجتمعات غريبة ذات قيم سائدة مختلف عن تلك التي تأصل بها وبالتالي تظهر الشخصية الانسحابية التي من إحدى سماتها التنحي عن الناس والعزلة والشعور بالوحدة أي الشعور بالاغتراب.
الانعزال أو الانزواء (Introversion) هو تعبير عن المواقف الاجتماعية المثيرة للقلق عند الفرد، وعلى ذلك فقد يلجأ إلى الابتعاد عن المجتمع بقدر الإمكان لكي يخفف من حدة القلق. فالمجتمع بالنسبة للشخص المنـزوي أو المنعزل مليء بالعوامل المثيرة للاضطراب والتعاسة، ولذا فأنه يتجنب مصاحبة الناس ويؤثر الوحدة والانفراد في جميع ألوان نشاطه، أي يتجنب كل احتكاك بالآخرين. والشخص الذي يتخذ هذا الأسلوب هو عادة الشخص الذي تكرر فشلة في المواقف الاجتماعية، أي أنه وجد في تعامله مع المجتمع صدّأ وإحباطاً مستمرين، كما أنه لم ينجح في الأساليب الإيجابية التي حاول أن يستخدمها ليعيد التوافق بينه وبين المجتمع (مرسي، سيد عبد الحميد، 1987 م: ص43– 44).
أن مفهوم (الاغتراب) والذي يشير إلى كونه ظاهرة اجتماعية ومشكلة إنسانية عامة وأزمة معاناة للإنسان المعاصر وان تعددت مصادره واسبابه وإذا كانت دراسة الاغتراب مهمة بالنسبة لعامة الناس فتزداد أهميتها بالنسبة للشباب. وذلك لان الشباب في جميع دول العالم محور اهتمام كثير من الكتاب المفكرين والمؤسسات نظرا للدور الذي يمكن للشباب القيام به في زيادة الإنتاج والإسهام في إنشاء حضارة الدول أساس للعمل لأنهم الطاقة المادية والمعنوية الحقيقة لأي أمة (الخطيب، ب، ت، ص 74).