كتاب "الاغتراب النفسي الاجتماعي وعلاقتة بالتوافق النفسي والاجتماعي"، أراد الباحث بموضوعه هذا، البحث بماهية الاغتراب، كمن يلقي بحصاة في ماء ساكن تنعكس عليه صورنا فنجد أنفسنا نعيش فى جزر اجتماعية وثقافية متجاورة، يفصلها الإحساس بالاغتاب وبالغربة النفسية والاج
You are here
قراءة كتاب الاغتراب النفسي الاجتماعي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 5
2. من خلال هذه الدراسة البحثية الميدانية سوف تفيد في محاولة للتعرف على الضعف في المعايير الاجتماعية، وشعور الطالب الجامعي بأنه شيء مجرد من إنسانيته مما يجعله يشعر بعدم الأمان والاطمئنان، وبالتالي سوف نوجه المختصين لأهمية هذه المشكلة لوضع الحلول والتصدي لها.
3. أن ظاهرة الاغتراب وعدم التوافق للطلاب اليمنيين والطلاب العرب داخل حرم الجامعات اليمنية تعُد من الأهمية بمكان، للكشف عن مدى انتشار هذه الظواهر، وعن خلفياتهم وأسبابهم وسبل معالجتهم، قبل أن تنتشر بشكل يهدد المجتمع اليمني بشكلٍ خاص.
إن عدد البحوث التي تناولت هذه الظاهرة بالدراسة تعتبر قليلة إذا قورنت بالبحوث التي تناولت غيرها من الظواهر، وقد يرجع السبب في ذلك أن ظاهرة الشعور بالغربة قد أصبحت ظاهرة معايشة في حياتنا اليومية بحيث لا يمكن الانفصال عنها حتى يمكن إخضاعها للدراسات والبحث، والدليل على ذلك أنه على الرغم من أهمية هذه الدراسة ورغم أن ظاهرة الشعور بالغربة الآن واحدة من أكثر الظواهر تداولا في الكتابات العربية والأجنبية التي تعالج مشكلات المجتمعات الحديثة والمعاصرة ؛ وتأثر الظروف الدراسية والاقتصادية والاجتماعية الضاغطة التي يمرَ بها الطالب على زيادة الشعور بالغربة والانعزال والانفصال عن المجتمع والعجز والعزلة وعدم مشاركة الآخرين وفقدان القدرة على السيطرة وإذا كان الفلاسفة وعلماء النفس ينبهون إلى تزايد الإحساس بالغربة في المجتمعات المعاصرة، فأنه يبدو من استقراء تاريخ الظاهرة أن الشعور بالاغتراب ظهر في كل العصور قديمها وحديثها وفي كل المجتمعات وباختلاف في درجة تقدمها ونظمها السياسية والاقتصادية وذلك لأنها ظاهرة إنسانية عامة مميزة للإنسان.
وتتضح أهمية البحث من طبيعة المشكلة التي يتعرض لها، والتي تتمثل في ظاهرة الاغتراب التي صاحبت الإنسان منذ القدم، وزادت حدتها في هذه الفترة نتيجة للأحداث الضخمة، والمتغيرات الهائلة التي جاءت في غير صالح الإنسان فآثر الانكفاء على ذاته واعتزال مجتمعه، وتخلى عن طموحاته، وتنازل عن أحلامه، كما فقد السلوك الصحيح الذي به يتوافق مع الحياة.
ويحدث الشعور بالغربة نتيجة للظروف والضغوط الاجتماعية والتنشئة الاجتماعية غير الملائمة ويمكن أن ترجع أسباب الشعور بالغربة لدى الطالب الغائب عن أسرته أو مع أسرته في مجتمع آخر إلى بعض الضغوط الداخلية حيث يصبح الطالب المغترب غافلا عما يشعر به وعما يحبه أو يرفضه أو يعتقده ويمكن أن يصبح عاجزا عن اتخاذ قراراته حيث لا يعرف حقيقة ما يريد، كما يعيش في حالة من اللاواقعية واللامبالاة كما أن شعور الطالب بالغربة عن وطنه يؤدي إلى الشعور بالحزن واليأس والألم، ويمكن القول أن شعور الطالب بالغربة يحدث نتيجة لعدم الانتماء وغياب الأب والأم المستمر نتيجة السفر.
وتبدو أهمية البحث من كون ظاهرة الاغتراب أصبح لها دلالات عميقة قد تؤثر عليهم في كل مجالات حياة الإنسان، وهذا البحث يكشف عن مدى علاقة الاغتراب ببعض متغيرات البحث لدى عينة من الطلاب اليمنيين، والعرب.
إن شخصية الطالب تنطوي على جوانب جسمية ومعرفية وانفعالية ويّعد التوافق النفسي الاجتماعي من الجوانب المهمة لدراستها للوصول إلى الاستقرار والانتقال إلى مستوى أعلى من الحاجات على طريق الوصول إلى تحقيق الذات.