You are here

قراءة كتاب بير الشوم

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
بير الشوم

بير الشوم

اتكأت رواية "بير الشوم" للكاتب الفلسطيني فيصل حوراني هذه على الأحداث التي داهمت فلسطين في العام 1948م، إلا أنها أشادت عالمها الخاص بالاعتماد على المخيلة الروائية في المقام الأول، وهكذا رسمت (بير الشوم) صورة نابضة بشتى الألوان والإيقاعات لأشخاص عديدين وعلاقا

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 5
صار الشيخ مستفزاً تماماً ومستعداً للمماحكة، وقد حملت نظرته إلى المختار طلبه منه أن يكف عن المراوغة واستعداده للتحدي· وبدا المختار مستعداً هو الآخر، وقد عدّل قعدته مرة أخرى وجلس متوفزاً، وقال بلهجة ليس فيها ملاينة:
 
- اسمع يا شيخ! هي كلمة، قلتها وبظل أقولها، خلّ غيرنا يسوي اللي بدّو ياه· اليهود معهم الانجليز، أنت بنفسك قلت هذا، ومختار المستعمرة قال لي إذا قعدتوا بحالكو بنهاجمكوش، والكابتن الانجليزي أكد هذا الحكي في حضوري وحضور وجوه القرية، وانت كنت قاعد وسمعت بنفسك·
 
وصمت كلاهما برهة أستطيع أن أجزم أن عينيّ الشيخ بينت خلالها عدم قناعته بهذا الكلام المعاد، وأن المختار استعاد شيئاً من ضبط النفس وأصبـح أميل إلـى الملايـنة· والمختار هو الذي استأنف الحديث بعد الصمت:
 
- ليش نسعى لهلاكنا ما دام قادرين نسْلَم·
 
- القرى اللي وعدوها وبعدين احتلوها؟ سِلْمَتْ!؟
 
- سلمت قريتنا لليوم، إذا هاجمونا بنرد عليهم، تسلّحنا والحمد لله·
 
- تسلحنا بايش! وشبابنا اللي بيغلوا غلي، القرى حواليهم بتقاتل وهم قاعدين غصبن عنهم·
 
- شباب ولاّ مش شباب، القرية إلها راس، مش فالتة!
 
أحس الشيخ حسن بأن الحديث لن يصل إلى نتيجة، وكان يدرك أن المختار يثق في قرارة نفسه بالانجليز وعلاقته بالكابتن حميمة· وكان هذا الضابط الانجليزي يستجيب لمطالب المختار فيقوي ثقته به، يتدخل للعفو عن مخالفات الفلاحين إذا طلب المختار ذلك، ويدعم المختار في خصومته مع آل العلني الذين يسكنون في غزة، وكان هؤلاء قد ضغطوا لشراء قطعة أرض يملكها المختار ليضموها إلى أملاكهم، فوقف الكابتن إلى جانبه ونصح آل العلني بأن يتركوا صديقه وشأنه·
 
وإزاء المشاعر التي تناوبته، وجد الشيخ حسن نفسه يقول بصوت كأنه ليس صوته:
 
- أقول لك الدغري، الشباب بردِّش راسهم إشي، وإذا تحرّكوا أنا معهم!
 
فانفجر المختار:
 
- انت؟ انت يا شيخ حسن، بتتركني، وبتقف مع المفاعيص!
 
- بقف مع الحق، عملت اللازم عشان ما يصيرش هالخلاف، لكنك، بلا مستحى، عنيد، والشيّاب اللي وقفوا معك خايفين منك، لو كان شورهم في روسهم لعملوا مثلي، “وليقضي الله أمراً كان مفعولا”

Pages