You are here

قراءة كتاب الاغتراب - دراسة تحليلية لشخصيات الطاهر بن جلون الروائية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الاغتراب - دراسة تحليلية لشخصيات الطاهر بن جلون الروائية

الاغتراب - دراسة تحليلية لشخصيات الطاهر بن جلون الروائية

يهدف هذا البحث إلى دراسة ظاهرة اغتراب شخصيات الطاهر بن جلون الروائية، إذ يطرح تساؤلات تشمل كل انواع اغتراب شخصياته في رواياته الاثنتي عشرة كالاغتراب الذاتي، الاجتماعي، الاقتصادي، الديني، المكاني، الوجودي، الزماني، اللغوي، ليشمل رد فعل الشخصية المغتربة كالان

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 1
المقدمة
 
يهدف هذا البحث إلى دراسة ظاهرة (الاغتراب) التي تعيشها شخصيات الطاهر بن جلون الروائية، أحد أهم الروائيين في فرنسا، وفي العالم العربي،
 
ولعل في حياته بقعة من الضوء تكشف اغترابه وانتقاله إلى أدبه فقد ولد سنة 4 4 9 1 بفاس، واشتغل سنة 8 6 9 1 بالتدريس بتطوان ثم الدار البيضاء،
 
والتحق بعد ذلك سنة 1 7 9 1 بباريس حيث حصل على الدكتوراه في طب الأمراض النفسية الاجتماعية. وعمل محررا ثقافيا في جريدة (الليموند)
 
الفرنسية. وقد كتب الطاهر بن جلون رواياته باللغة الفرنسية ثم ترجمت إلى معظم اللغات، وجمهوره جمهور فرنسي أوروبي قضلاً عن قرائه العرب،
 
ولقد نظر النقد الغربي إلى الطاهر على أنه قام بتفكيك بنية القهر والتسلط والعبودية والاغتصاب العام للحرية
 
والسلطة والإنسان والعدالة، ويتوزع إنتاجه بين الكتابة الروائية والمسرحية، والشعر والترجمة. حيث وجه الطاهر بن جلون أدواته الروائية المختلفة لتفكيك
 
بنية المجتمع العربي، وفضح وتعرية المسكوت عنه في المجتمع والسلطة الأبوية أو السياسية أو الاجتماعية.
 
ولعل أهمية البحث تكمن في طموحه إلى الكشف عن حالات اغتراب الشخصيات المتعددة وأسبابها والتقنيات الفنية التي وظفت لبناء نفسيتها المغتربة ورد
 
فعلها تجاه عوامل اغترابها، وكذلك انعطافها الباطني للتعبير عن مجرى التجربة العقلية، وهذا ما دعي من قبل (ليون آيدل) بتيار الوعي، لذا فسيبحث في
 
الطريقة التي عبرت بها القصة عن التجربة العاطفية والحسية للشخصيات.
 
ومن الملحوظ والملفت للانتباه في روايات الضاهر بن جلون ظاهرة على درجة كبيرة من الأهمية، تتمثل في وجود
 
شخصيات إشكالية، تعيش واقعا مرا، كشخصيات (زهرة - أحمد)، (زينة)، (عبد القادر)، و(يامنة) وغيرها من الشخصيات، فلقد حاول
 
الطاهر أن يكتب عن لحظات شعورية لا عن شؤون واقع معاش، وهي ما سميت بالرواية الانسيابية : أي الرواية التي تروي حسب ما ينساب في وعي
 
شخصيات الرواية (آيدل، 5 5 9 1)، فأثارت هذه الظاهرة في نفسي تساؤلات عديدة ولا سيما أنها لكاتب واحد. ومنها الأسئلة الرئيسة الآتية :
 
* ما الاغتراب، وماهي أشكاله ؟
 
* ما دوافع اغتراب الشخصيات ؟
 
* ما التقنيات الفنية التي وظفت لبناء الشخصيات ؟
 
* ما ردة فعل الشخصيات تجاه اغترابها ؟
 
وقد فرضت هذه الأسئلة تقسيم البحث إلى مقدمة ومدخل نظري وبابين وخاتمة. وتناولت في المدخل النظري (مفهوم الاغتراب)، وحاولت الإجابة
 
عن السؤال الأول حول مفهوم الاغتراب من وجهات نظر متباينة، ومدى انتشاره في العصر الحديث، وأنواعه (الذاتي،
 
الاجتماعي، الاقتصادي، الديني، المكاني، الوجودي، الزماني، اللغوي). ويشكل هذا المدخل أرضية يقف عليها البحث وينطلق
 
منها إلى ما هو أساسي فيه.

Pages