قراءة كتاب الأرض الطيبة - بيرل بَك

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الأرض الطيبة

الأرض الطيبة - بيرل بَك

إنها الأديبة الأميركية الفائزة بجائزة نوبل العالمية للآداب.
عرفت الروائية الشهيرة بيرل بك بقصصها ذات الطابع الصيني الآسيوي. ذلك أنها ترعرعت وعاشت أول عهدها بالكتابة، في الصين.

تقييمك:
4.5
Average: 4.5 (2 votes)
المؤلف:
الصفحة رقم: 6
وعلى طول الطريق، وقف الحلاقون في صف طويل وراء منصاتهم الصغيرة. فسار وانغ لنغ إلى أقصى واحد منهم، وجلس على المقعد، وأشار يدعو الحلاق الذي كان واقفاً يثرثر مع جاره. وأقبل الحلاق في الحال، وشرع مسرعاً في صب الماء الساخن. وقال في لهجة مهينة «هل أحلق كل شيء؟» فأجاب وانغ لنغ، «رأسي ووجهي». وسأله الحلاق «وتنظيف الأذنين والمنخرين؟» فسأله وانغ لنغ بدوره في حذر: «وكم يكلف هذا فوق الحلاقة».
 
فأجاب الحلاق وقد بدأ يغمس قطعة من القماش الأسود في الماء الساخن ويخرجها «أربعة بنسات».
 
فقال وانغ لنغ: «سأعطيك بنسين!» فبادر الحلاق قائلاً: «إذن سأنظف أذناً واحدة ومنخراً. ففي أية ناحية من الوجه تريد أن أفعل ذلك؟».
 
وغمز الرجل الحلاق المجاور، فانفجر هذا ضاحكاً. وتبين وانغ لنغ أنه قد وقع بين يدي مهرج، وشعر بالتضاؤل بشكل لا سبيل إلى تعليله، كعادته بإزاء ساكني المدن، ولو كانوا من الحلاقين ومن أدنى الأشخاص، فقال في عجلة: «كما تشاء.. كما تشاء!».
 
وأسلم نفسه للحلاق وصابونه وتدليكه وحلاقته. ولما كان الحلاق على أية حال رجلاً سخياً، فقد قام له دون أجر إضافي بسلسلة من التدليك الماهر للكتفين والظهر لتليين عضلاته. وقال يدلي بتعليقاته على وانغ لنغ، وهو يحلق له أعلى جبهته:
 
«لن تكون فلاحاً قبيح الشكل إذا أنا قصصت شعرك عن آخره. فإن التقليعة الحديثة هي إزالة الضفيرة».
 
وحومت الموسى على مقربة من ضفيرة الشعر في هامة وانغ لنغ، فصرخ هذا:
 
«لست أملك قصها دون أن أسأل والدي».
 
فقهقه الحلاق واكتفى بحلق ما حول دائرة الشعر.
 
وعندما انتهت الحلاقة ذهب إلى السوق، واشترى بعض الحوائج من لحوم وخضار وعودين من البخور. ثم عاد أدراجه نحو دار هوانغ في استحياء بالغ.
 
وما إن وصل إلى الباب الخارجي للدار حتى تملكه جزع شديد، وأخذ يسأل نفسه: كيف أتى وحده؟.. كان جديراً به أن يطلب من والده أو عمه أو - حتى أقرب جيرانه «شنبع» - أو أي امرئ أن يأتي معه، إذ لم يسبق له أن دخل بيتاً كبيراً من قبل. وكيف يدخل وهو يحمل لوازم وليمة زفافه على ذراعه، ويقول: «لقد أتيت من أجل امرأة!».

Pages