هذا الكتاب "لكي نفهم العراق" للكاتب الغربي وليام بولك، والذي ترجمه للعربية الكاتب د. عبد الحي زلوم، يحتوي على معلومات هامة من عالم تاريخ مارس السياسة وعرف بواطن أمورها على أعلى مستوياتها.
You are here
قراءة كتاب لكي نفهم العراق
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 3
المتأمرك زلماي خليل زاد، الأفغاني المولد والمندوب السامي الأمريكي في العراق ساعة كتابة هذه المقدمة، وكذلك السيد حميد قرضاي عملا مستشارين مدفوعي الأجر لشركة يونيكال UNOCAL Oil Corp، والتي اشترتها شركة شيفرون لاحقاً، وذلك من أجل تمرير صفقة بناء خط لنقل الغاز الطبيعي طوله 890 ميلاً عبر أفغانستان· كذلك فلقد عمل زلماي خليل زاد مستشاراً لإسرائيل مع زمرة أخرى من المحافظين الجدد·
كانت الإدارات الأمريكية إبان الحرب الباردة وحتى العقد الأخير من القرن العشرين، تكتفي بتنفيذ أجنداتها عبر حكام محليين ومن وراء ستار، مستخدمة منظوماتها السرية، والعصا والجزرة حيناً وليّ الأذرع أحياناً أخرى، وتبديل هؤلاء الوكلاء الحكام كلما حادوا عن طريق واشنطن وأجندتها لهم· لكن قوى النخبة الأمريكية، المتمثلة في التجمع العسكري الصناعي وحكماء سوق المال (وول ستريت)، الذين يخططون ويضعون الأجندات ويمولون وينصبون الإدارات في الولايات المتحدة، هذه القوى رأت أن قرناً جديداً قد جاء، أسموه بالقرن الأمريكي الجديد، وأصبحت استعمالات القوة العسكرية، والحروب الاستباقية، واحتلال الدول ومصادرها الطبيعية مباشرة دون وسطاء الوكلاء أو العملاء، سياسة رسمية تم إعلانها جهاراً ونهاراً في (مبدأ بوش) Bush Doctrine أو ما أُسمي أيضاً (استراتيجية الأمن القومي للولايات المتحدة) National Security Strategy of The United States of America، والذي جعل مبادئ القوة والحروب الاستباقية ومع (ليس معنا فهو ضدنا)، سياسة رسمية للولايات المتحدة الأمريكية، كما أعلن في سبتمبر 2002·
من المثير فعلا أن تكون أولى حروب النفط في القرن العشرين قد دارت على أرض العراق، فمن أجل حماية شركة النفط الانجليزية الفارسية ومصفاة عبادان، أرسلت الامبراطورية البريطانية، في بداية الحرب العالمية الأولى، بالجيش الهندي إلى المنطقة للاستيلاء على البصرة والعراق في الحملة التي عرفت بـ (حملة بلاد ما بين النهرين)، التي دامت أربع سنوات· وطبقا لما أورده المؤلف انطوني كييف براون (Antony Cave Brown) في كتابه : (النفط··· الله··· والذهب)، فإن قوات الاستعمار البريطاني فقدت 252 ألف جندي بين قتيل وأسير ومصاب في واحدة من أسوأ الصراعات، الأمر الذي يعكس مدى الأهمية التي كانت توليها بريطانيا للخليج وثروته النفطية)
كما أن المثير فعلا، أن تكون آخر الحملات النفطية التي تشنها الامبراطورية الأمريكية الجديدة في أوائل القرن الحادي والعشرين موجهة ضد العراق وعلى أرضه·
وكانت السلطات الأمريكية قد أعدت خططا مفصلة للاستيلاء على النفط العربي في أوائل السبعينات، سواء من خلال الشركات النفطية أو بالتدخل العسكري المباشر، بل إن الحديث عن هذا الأمر يعود إلى قبل ذلك بكثير، ففي الحرب العالمية الثانية، كتبت قيادة الأسطول الأمريكي مذكرة مرفوعة للرئيس روزفلت، تتضمن اقتراحا بالاستيلاء على حقول نفط أرامكو في السعودية، باعتبار أن الحصول على احتياطات نفطية خارج الأراضي الأمريكية أصبح من المصالح الحيوية للولايات المتحدة· وقبل ذلك في الحرب العالمية الأولى، حصلت البحرية البريطانية على الجزء الأكبر من ملكية الشركة الانجليزية الفارسية للنفط، والتي أعيد تسميتها لتصبح بريتش بتروليوم (BP)، وقامت بتعيين ضباط في البحرية ضمن مجلس إدارة الشركة· وفي 30 يونيو 1943، صادق الرئيس الأمريكي على إقامة مؤسسة الاحتياطات البترولية، التي ستتملك كامل امتيازات (ارامكو ) في السعودية، وتم تعيين وزير الداخلية هارولد آيكس (Harold Ickes) على رأس الشركة، ووزراء الحرب والأسطول والخارجية أعضاء في مجلس إدارة الشركة، حيث تم عقد أول اجتماع بتاريخ 9 اغسطس 1943 بحضور نائب وزير الحرب جون مكلويJohn Mcloy· وبتاريخ 8 أبريل 2003 أي قبل بضعة أيام من الغزو الأمريكي واحتلال العراق، نشرت الواشنطن بوست مقالا مثيرا للكاتب جون مكسالين John Mccaslin تحت عنوان (خطة كيسنجر) جاء فية القول (لو سألت النائب جون كونيارز John Conyers عن قراءته في هذه الأوقات المقلقة، فسيخرج لك نسخة من مجلة (مذر جونز) Mother Jones· الواقع أن ما أثار اهتمام النائب الديمقراطي عن ولاية ميشيغان في المجلة، مقالة حديثة عن التحركات الأمريكية الخاصة بإقامة وجود أمريكي دائم في الشرق الاوسط، لدرجة أن النائب حرص على اصطحاب المجلة معه إلى قاعة المجلس· فالنائب كونيارز يعتقد بأن النفط هذا، الذي يحرك القوة العسكرية ويدعم الميزانيات القومية، ويثير السياسات الدولية، لم يعد مجرد سلعة تباع وتشترى ضمن حدود موازين العرض والطلب في السوق التقليدية للطاقة، بل تحول إلى عامل حسم في قضايا الأمن القومي والقوة العالمية)
ومن أبرز ما جاء في مقالة للكاتب روبرت دريفوس (Robert Dreyfuss) في المجلة القول: (إن المفتاح الرئيسي للأمن القومي في التصور السياسي وراء السياسة الأمريكية الحالية تجاه العراق، يكمن في الهيمنة العالمية والسيطرة على جميع المنافسين المحتملين· وفي سبيل تحقيق ذلك، فإنه لا يكفي أن تكون الولايات المتحدة قادرة على نشر قوتها العسكرية في كل مكان وفي أي زمان فحسب، بل إن عليها السيطرة على المصادر الرئيسية، ومنها النفط ونفط الخليج بوجه خاص)


