You are here

قراءة كتاب لكي نفهم العراق

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
لكي نفهم العراق

لكي نفهم العراق

هذا الكتاب "لكي نفهم العراق" للكاتب الغربي وليام بولك، والذي ترجمه للعربية الكاتب د. عبد الحي زلوم، يحتوي على معلومات هامة من عالم تاريخ مارس السياسة وعرف بواطن أمورها على أعلى مستوياتها.

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 8
في سنة 1997 اتحد فريق مجموعة بوش الأول المذكور أعلاه، وأسسوا (مشروع القرن الأمريكي الجديد) كان من بين أعضاء هذا المشروع أيضاً دونالد رامسفيلد، حيث وقع هو مع الآخرين في تلك السنة على رسالة إلى الرئيس كلينتون يطالبون فيها بتغيير النظام في العراق·
 
أطل علينا القرن الواحد والعشرون وأطل معه جورج دبليو بوش، والذي تم ترشيحه داخل الحزب الجمهوري من جورج شولتز، وتم تدريبه على الشؤون العامة والخارجية أثناء حملته الانتخابية من قبل كونداليزا رايس وبول ولفوتيز· كانت عملية التدريس تتم كل يوم اثنين عبر اتصال هاتفي مشترك Conference Call· وحتى بعد مرحلة التدريب هذه، بقي الرئيس بوش قليل المعرفة بشؤون التاريخ والجغرافيا· فعندما سأله مراسل مجلة غلامور Glamor (عدد مايو 2000) إن كان يعرف ما هي (طالبان)، أجاب بوش بأنه سمع بهذا الاسم من قبل· وبعد فترة من التفكير قال: أظن أنها فرقة روك آند رول! فإذا كان بوش الثاني قليل المعرفة بشؤون الدنيا والآخرة، فإن القوى التي أوصلته إلى الحكم لينفذ أجندتها تعرف تماماً ماذا تريد· لقد علق أحد القادة البارزين الأمريكيين أثناء تنصيب كلينتون للرئاسة (تتغير الوجوه في البيت الأبيض، أما القابضون على زمام الأمر فهم هم أنفسهم لا يتغيرون)
 
عندما كان لا يزال على رأس أكبر شركة لخدمات النفط في العالم (هاليبرتون Halliburton)، تحدث نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني Dick Cheney في اجتماع مغلق نظمه المعهد البريطاني للبترول - لندن في خريف 1999 عن اختلال التوازن بين العرض والطلب للبترول، ومما جاء في حديثه القول (من الواضح لنا جميعاً بأن إنتاج النفط آيل للنضوب، ولهذا يترتب استكشاف المزيد من الاحتياطات النفطية وتطويرها كل عام، بما يعادل حجم الإنتاج في ذلك العام، وذلك لتحقيق التعادل المطلوب، وهي حقيقة لا تمس الشركات النفطية فحسب، بل تمس القطاع الاقتصادي على مستوى العالم بشكل عام· وعلى سبيل المثال، فإن شركة نفطية مثل ايكسون- موبيل Exxon-Mobil مطالبة بتأمين احتياطات نفطية جديدة بحجم 1.5 مليار برميل سنوياً لتعويض حجم إنتاجها السنوي الحالي·· وهذا يعني استكشاف حقل نفطي رئيسي جديد بحجم 500 مليون برميل كل أربعة أشهر· أما على المستوى العالمي، فإن الشركات النفطية مطالبة باستكشاف ما يكفي من النفط واستخراجه لتعويض الاستهلاك السنوي، الذي يتجاوز حالياً 71 مليون برميل يومياً (ذلك في 1999)، بالإضافة إلى تلبية الزيادة على الطلب الآخذ في التعاظم، والذي تضعه بعض التقديرات بحدود 2% سنوياً، يضاف إليها 3% هي نسبة التراجع الطبيعي في الإنتاج من الاحتياطات الحالية، وهذا يعني أننا سنجد أنفسنا عام 2010 بحاجة إلى 50 مليون برميل إضافية يومياً لتلبية الزيادة في الاستهلاك العالمي من النفط) ويضيف تشيني قائلاً : (في الوقت الذي توفر فيه بعض المناطق في العالم فرصاً حقيقية، يظل الشرق الأوسط، بما يملكه من ثلثي حجم الاحتياط العالمي من النفط، يشكل منطقة الجائزة الكبرى)
 
طبقاً لحسابات تشيني فإن حجم الزيادة من استهلاك النفط عام 2010 سيتطلب اكتشافات جديدة، تقوم بإنتاج خمسة أضعاف ما تنتجه المملكة العربية السعودية في الوقت الحاضر··· وهو أمر لن يتحقق كما تؤكد الدراسات كافة·
 
توقعات ديك تشيني قام بتكرارها هاري لونغويل Harry Longwell، مدير ونائب الرئيس التنفيذي لشركة ايكسون موبيل، الذي كتب في مجلة وورلد انييرجي World Energy (العدد 3 لعام 2003) يقول : (الفكرة الأساسية هنا هي أن ازدياد الطلب على النفط يقابله نضوب في الإنتاج الحالي· وبلغة الأرقام، تشير التوقعات إلى أنه بحلول عام 2010 سيحتاج العالم إلى رفع الإنتاج بمعدل يزيد على نصف حجم الإنتاج الحالي لتلبية الزيادة المتوقعة في الطلب على النفط، وهي زيادة تفوق قدرة المنتجين الحالية، الأمر الذي يشكل تحدياً كبيراً لهم) أما جون ثومبسون John Thompson رئيس شركة ايكسون موبيل للاستكشاف، فقال أمام اجتماع للهيئة العمومية عام 2003 : (بحلول عام 2015 سنكون في وضع يحتم علينا استكشاف كميات من النفط والغاز وتطويرها وإنتاجها، تعادل 80% من حجم الإنتاج الحالي) وهو الرقم نفسه الذي أورده تشيني من قبل· وجاء تقرير لجنة دراسة الطاقة التي أمر بتشكيلها تشيني نفسه بعد أن أصبح نائباً للرئيس ونشر عام 2001، جاء على القدر نفسه من التشاؤم والتحذير، حيث جاء في التقرير (الفرق الأهم بين الحاضر وما كان عليه الوضع قبل عقد من الزمان هو التآكل السريع وغير العادي الحاصل للطاقات الاحتياطية في بعض قطاعات سلاسل الطاقة، وبخاصة في قطاع النفط)
 
أما وزير الطاقة الأمريكي سبنسر ابراهام Spencer Abraham فيقول في هذا الشأن (ستواجه أمريكا أزمة رئيسية في إمدادات الطاقة على مدار العقدين القادمين، وأي فشل في مواجهة هذا التحدي من شأنه أن يهدد ازدهارنا الاقتصادي ويعرض أمننا القومي للخطر، وسيكون له أثره الكبير في إحداث تغيرات جذرية في حياة الأمريكيين)

Pages