You are here

قراءة كتاب لكي نفهم العراق

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
لكي نفهم العراق

لكي نفهم العراق

هذا الكتاب "لكي نفهم العراق" للكاتب الغربي وليام بولك، والذي ترجمه للعربية الكاتب د. عبد الحي زلوم، يحتوي على معلومات هامة من عالم تاريخ مارس السياسة وعرف بواطن أمورها على أعلى مستوياتها.

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 7
بدأ العد التنازلي لاحتلال منابع النفط في الخليج خطوة خطوة·
 
* في سنة 1977 صرح وزير الدفاع الأمريكي هارولد براون Harold Brown أن مشكلة النفط (هي أكبر تهديد للأمن القومي الأمريكي على المدى البعيد)
 
* ثم نشرت مجلة فورتشن في عددها الصادر في 7/5/1979 السيناريو المتوقع للعبة الحرب هذه في الخليج العربي، حيث وصفت الكيفية التي سيكون عليها رد الفعل الأميريكي في حال قيام العراق بغزو الكويت بسبب النزاعات الحدودية وغيرها· وفي الصفحة 158، وتحت عنوان (إذا قام العراق بغزو الكويت والسعودية···)، قالت المجلة: (تتمكن القوات المدرعة العراقية، مستخدمة في معظمها معدات سوفييتية، من اجتياح أي من الدولتين بكل سرعة· وفي حال طلبها، فإن المساعدة الأميركية ستكون في البداية عبارة عن ضربات جوية تكتيكية أميركية ضد القوات المدرعة العراقية وقواتها الجوية - وربما بعض التهديدات بتدمير المنشآت النفطية العراقية· ولطرد القوات البرية العراقية، فستكون هناك حاجة إلى قوات المارينز من الأسطولين السادس والسابع، ولقوات المشاة من الفرقتين ال 82 وال101) وصوّرت هذه الخطة (جيشاً في السماء) لتحريك القوات واستخدام الجسر الجوي الاستراتيجي لقوات سلاح الجو الاميركي - المكون من 70 من طائرات C-5A العملاقة و234 طائرة C-141 الأصغر حجماً، إلى جانب 700 من طائرات KC-135 المستخدمة في تزويد الطائرات بالوقود أثناء تحليقها في الجو·(رأت تلك الدراسة نفسها بأن عرب الشمال (خصوصاً الفلسطينيون) في الخليج، واليمنيون في الجزيرة العربية، يشكلون عناصر عدم استقرار، ويفضل العيش دون وجودهم في أول فرصة سانحة·
 
* تم تكوين قيادة للتدخل السريع في الخليج العربي، وكذلك تكوين القيادة المركزية Central Command·
 
* في (الرسالة للأمة) لسنة 1980 أعلن كارتر مبدأه، والذي عبر فيه (بالاعتماد الهائل للديمقراطيات الغربية على بترول الشرق الأوسط) مهدداً باستعمال القوة لتأمينها، ومحذراً (بأن أي محاولة··· للسيطرة على الخليج الفارسي ستعتبر هجوماً على المصالح الحيوية للولايات المتحدة الأمريكية··· وسوف يتم صدها بكل الوسائل الضرورية، بما في ذلك استعمال القوة العسكرية)
 
* ثم بدأنا نرى بنية تحتية جديدة من المطارات والموانئ ذات استعمال مزدوج (مدني وعسكري) وكذلك المدن العسكرية التي أنشأها أهل النفط في سائر دول الجزيرة العربية، وكذلك زيادة في الأساطيل العسكرية التي جعلت من الخليج بحيرة أمريكية· أما كيف حصل ذلك خطوة خطوة وفق ذرائع مختلفة، فكان وفق سيناريوهات محكمة، فأصحاب النظام العالمي الجديد هم أصحاب هوليود، لا تعوزهم السيناريوهات والإخراج، واستمر التصعيد خطوة خطوة، حتى كانت حرب الخليج الأولى، درع صحراء انقلب بقدرة قادر إلى عاصفة·
 
في عام 1990، كانت الولايات المتحدة في وضع فريد لم تعشه من قبل: لقد أمست القوة العظمى الوحيدة في العالم بعد الانهيار الداخلي والتفكك الذي حلّ بالاتحاد السوفييتي، وبات ممكناً الآن إيجاد العولمة الاقتصادية وتوسيع (سوق الشركات عبر القطرية) لتشمل العالم بأسره بوصفه أصبح مهيأ تماما· وبصفتها القوة العظمى الوحيدة الآن، فقد بات بمقدور الولايات المتحدة، أكثر من أي وقت مضى، أن تتحكم في النفط وتسيطر عليه· فقد استوردت 45% من نفطها عام 1989، وتشير دراساتها أنه قد يتوجب عليها استيراد أكثر من 65% من النفط مع نهاية عقد التسعينيات! وقد كان حوالي 40% من العجز التجاري الأميريكي عام 1989 ناجماً عن الواردات النفطية، وتضاءل دور الطاقة النووية إلى أن همشت، حيث أنها كانت مصدراً ل7% من الطاقة فقط عام 1989، شكل النفط في عام 1989 ما نسبته 41.9% من إمدادات الطاقة للولايات المتحدة، فيما شكل الغاز 24%، والفحم والكوك 23.3%، والقوة الكهربائية المائية 3.5%، وبقية المصادر 0.5%· وأصبح بمتناول يد أميركا الآن أن (تساعد) جمهوريات بحر قزوين ودول آسيا الوسطى، على أن تنال (استقلالها عن الاتحاد السوفييتي)، وبذلك تصبح مخزوناتها النفطية آمنة تحت السيطرة الأميركية·
 
وعلى طريقة التحرير الأمريكية التي أصبحت مألوفة للعالم هذه الأيام بوضوح أكثر مما مضى، ذهبت القوات الأمريكية إلى الصومال، خصوصاً بعد الانقلاب الذي أطاح بالنظام الموالي لها· كانت 70% من الصومال قد أعطيت إلى أربع شركات نفط أمريكية، وتزايدت احتمالات الاستخراج بعد تطوير الحقول اليمنية· تقول جريدة لوس أنجليس تايمز (Los Angeles Times) (بأن شركة CONOCO للبترول قد سمحت أن يصبح مركز إدارتها في مقديشو وكأنه في واقع الأمر سفارة أمريكية، وذلك قبل هبوط قوات المارينز الأمريكية في العاصمة)
 
بعد انتهاء حرب الخليج الأولى قامت مجموعة من موظفي وزارة الدفاع الأمريكية في عهد الرئيس بوش الأب بإصدار (توجيهات خطط الدفاع) (Defense Planning Guidance) وذلك سنة 1992· شارك في إعداد تلك التوجيهات ديك تشيني (وزير الدفاع أنذاك)، بول ولفويتز Paul Walfowitz، زلماي خليل زاد، سكوتر ليبي Scooter Libby، اريك إديلمان Eric Edelman، وكولن باول، وجميعهم خدموا في إدارة بوش الأول، ثم جاءوا إلى إدارة بوش الثاني· ومن ضمن ما جاء في تلك التوجيهات : أن هدف الولايات المتحدة في الشرق الأوسط أن (تبقى الولايات المتحدة القوة الخارجية المهيمنة للمحافظة على حصولها على إمدادات النفط) كما أن هذه التوجيهات قد أفصحت عن أحادية القطبية للولايات المتحدة وضرورة المحافظة عليها بسائر الوسائل، كما أشارت إلى اللجوء إلى الحروب الاستباقية وعدم ضرورة العمل ضمن أطر الأمم المتحدة، بل ضمن مجموعات من التحالفات لذوي المصالح المشتركة·

Pages