You are here

قراءة كتاب لكي نفهم العراق

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
لكي نفهم العراق

لكي نفهم العراق

هذا الكتاب "لكي نفهم العراق" للكاتب الغربي وليام بولك، والذي ترجمه للعربية الكاتب د. عبد الحي زلوم، يحتوي على معلومات هامة من عالم تاريخ مارس السياسة وعرف بواطن أمورها على أعلى مستوياتها.

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 9
نجد في الفصل الثامن من وثيقة السياسة الوطنية للطاقة، الصادرة عن مجموعة تطوير السياسة الوطنية للطاقة التي يرأسها ديك تشيني، إشارة واضحة إلى أهمية الشرق الأوسط كمورد نفطي رئيسي إن لم يكن الأهم في العالم· ومما جاء في الوثيقة القول (من المتوقع أن تنتج دول الخليج ما بين 54 - 67% من النفط العالمي بحلول عام 2020، الأمر الذي يستمر معه الاقتصاد العالمي في الاعتماد على نفط الدول الأعضاء في منظمة أوبك OPEC وبخاصة دول الخليج··· ولهذا ستبقى هذه المنطقة حيوية بالنسبة للمصالح الأمريكية)
 
بينما كان سعر البترول في حدود 20 - 30 دولاراً / البرميل توقعنا في كتابنا (حروب البترول الصليبية) بأن يتراوح سعر البترول بين 50 إلى 60 دولاراً للبرميل لسنة 2005، ولربما لسنة 2006 وهذا ما حصل فعلاً· إلاّ أنه مع ازدياد الفجوة ما بين العرض والطلب قبل دخول محطات توليد طاقة نووية قبل سنة 2010، فإن السعر عندئذٍ سيصل إلى ما بين 100 و105 دولارات للبرميل· تبدو هذه الأرقام شبه خيالية، لكنها ليست كذلك، فلقد كان سعر البترول في سنة 1980، معدلاً بدولار اليوم، يساوي أكثر من 75 دولاراً للبرميل··· ذلك قبل ربع قرن حين كانت هناك وفرة في الإنتاج·
 
إذا كان نصيب أوبك، وبسعر 100 دولار للبرميل، 35 مليون برميل في اليوم لسنة 2010؛ فذلك يعني أن بترول أوبك سيتيح فرصة لمطابع الدولار الأمريكية أن تطبع 3500 مليون دولار يومياً دونما أي غطاء، وبتكلفة خمسة سنتات لكل ورقة مئة دولار، مادام الدولار هو العملة الوحيدة للمتاجرة بالبترول· إن مجرد السماح بتحويل تسعير البترول من الدولار إلى عملات أخرى، سيكون بمثابة سلاح دمار شامل للاقتصاد الأمريكي والإمبراطورية الأمريكية· نعم : سلاح دمار شامل!
 
في تقريرها الصادر في أبريل 2004، نشرت إدارة معلومات الطاقة Energy Information Administration توقعاتها الخاصة بحجم إنتاج منطقة الشرق الأوسط من النفط للسنوات العشرين القادمة:
 
وطبقاُ للتقارير، فإن حجم إنتاج دول الخليج من النفط لعام 2001 كان يمثل 29% من إجمالي الإنتاج العالمي، في حين أن التوقعات، كما يوضح الجدول أعلاه، تشير إلى أن حصة دول الخليج سترتفع إلى 60% من الإنتاج العالمي بحلول عام 2025، مما يعني بأن الحياة الاقتصادية للولايات المتحدة ستعتمد وبشكل كبير على الشرق الأوسط، وكذلك الأمر بالنسبة لنجاح أجندتها الخاصة بالرأسمالية والعولمة والإمبراطورية، ولهذا لم تعد الهيمنة على المنطقة بالوكالة بواسطة الأصدقاء أو العملاء كافية بحد ذاتها، بل حان وقت الاحتلال المباشر، وقد وقع الاختيار على العراق لتوافر ظروف مواتية جعلت من هذا البلد الضحية الأولى والأسهل للمخطط الأمريكي الكبير· ولو أن هناك تغييراً سيطرأ على هذه الإستراتيجية فسيكون في الأسلوب لا في الهدف نفسه، اللهم إلاّ إذا كانت تجربة العراق المريرة قد استدعت مراجعة، لكن المشكلة هي أن الموضوع برمته يتعلق بمصير الإمبراطورية الأمريكية ومشروع قرنها الجديد·
 
وعودة إلى التقرير الصادر عن لجنة دراسة الطاقة، التي أمر ديك تشيني بتشكيلها، والصادر في أبريل 2001 (قبل هجمات 11 سبتمبر)، فإن التقرير يتحدث عن خطط أمريكية للتعامل مع مشكلة النقص المتوقع في الإمدادات النفطية· فبعد توضيح حقيقة أن الشعب الأمريكي مستمر في المطالبة بتوفير كميات وافرة من النفط الرخيص، دون الاستعداد لتقديم أي تضحيات، ينتقل التقرير إلى القول بأن أمريكا تبقى أسيرة معضلة الطاقة، الأمر الذي سيدفعها إلى الإقدام على (التدخل العسكري) لتأمين إمداداتها النفطية· وهكذا فإن خيار (التدخل العسكري) ورد قبل 11 سبتمبر·

Pages