لو تأملنا الحديث ودرسنا واقع الحال لوجدنا الجميع بلا استثناء، كل الفرق تسشهد بهذا الحديث وتظن انهم فئة اهل الحق فما السبب يا ترى؟ ان كل فرقه بحسب معتقداتها وافكارها وثوابتها تعتقد انها هي التي عناها الحديث الشريف.

 

من هنا فلا بد لك ايها الانسان من البحث والتحري والتقصي واحترام الرأي الآخر وان يكون هدفك البحث عن الحقيقه وتوسيع مدارك فهمك وادراكك لاالتمسك برأيك دون وجه حق وحتى وان كنت على حق ومن اهل الحق فلا تكفر الطرف الآخر ولا يكن همك ان تدفعه وتقف في وجهه وتنعته بالكفر والجهل والضلال، بل التمس لأخيك عذرا، فان كنت على صواب فهو بلا شك على باطل ولكن تذكر في المقابل انه يعتقد انه على الحق وانك على الباطل. هذا الاختلاف هو سنة كونية وهو ما اكده رب العزة سبحانه وتعالى في كتابه الكريم قرأنا يتلى الى يوم القيامة، قال تعالى: (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ) [هود: 118 - 119].

 

لذلك فان الاختلاف في الاعتقاد او لنقل في وجهات النظر هو سنة كونية جعلها الله تعالى في الكون لأنه لا يمكن ان تتطابق اراء الناس وافكارهم لذلك فان وجود من يخالفك الرأي او الاعتقاد ليس بالضرورة ان يكون فعله ذلك استكبارا او استعلاء او اعراضا عن الحق، نعم قد تكون هناك فئة من الناس يسلكون ذلك الطريق علوا واستكبارا ارضائا لانفسهم وشهواتهم كما هو شأن كثير من بني اسرائيل ممن زوروا الحقائق وانحرفوا عن الحق رغم علمهم فضلوا واضلوا، ولكن في المقابل هناك من ظلوا بغير علم عندهم.

 

لو قمنا بطرح السؤال التالي: من هم اهل الحق؟ هل هم اهل السنة ام الشيعة؟؟.

 

الجواب كالاتي: سيقول اهل السنة انهم أهل الحق، وسيقول الشيعة انهم

 

اهل الحق وكلا القولين صحيح من وجهة نظر صاحبه لانه يرى ويؤمن انه على حق وصواب ولولا ذلك لما تمسك كل صاحب رأي برأيه ناهيك هنا عن ان اهل السنة جماعات وطوائف والشيعة كذلك، ولو تم طرح نفس السؤال على تلك الطوائف والفرق لكان الجواب كذلك، الكل يزعم انه قد اصاب كبد الحقيقة طبعا من وجهة نظرة ولكن الحقيقة الحق هي عند الله تعالى وحده، هو الذي يعلمها ويهدي اليها من يشاء بفضله.

 

من هنا اقول: يجب ان يكون الهدف الأسمى لكل انسان هو البحث عن الحقيقة بعقل منفتح وقلب سليم دون تعصب لفئة او طائفة معينة لأن الحكمة والمعرفة والحقيقة هي ضالة المؤمن فاذا وجدها فهو الاحق بها دائماً لانه صاحبها كما ورد في الاثر ولكن لا بد من ان يحكم الانسان عقله للبحث عن ضالته، وكما اسلفت سابقا بأن الاختلاف هو سنة كونية الا ان الله تعالى هدى للحق اهله، قال تعالى:(ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ) [البقرة: 213] لذلك يجب على الانسان ان يجعل جهده منصبا للبحث عن الحقيقة وعن الحق واهله، وأن يسأل نفسه هل انا على الحق ام على الباطل؟ وما الذي اعتمد فيه على رأيي؟ ولماذا يرى الطرف الآخرأنه على حق وانني على باطل؟ وما هي وجهة نظره في ذلك؟ ولكن اهم ما في الأمر انك اذا كنت تريد الحقيقة فعلا فيجب عليك أن لا تصم اذنيك