You are here

قراءة كتاب السنة ومواجهة حملات التشكيك

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
السنة ومواجهة حملات التشكيك

السنة ومواجهة حملات التشكيك

كتاب "السنة ومواجهة حملات التشكيك"، فقد شاء الله لنا في هذا العصر أن يكون موقفنا موقف الدفاع ، فقد أصبحنا نُغْزَى ولا نَغْزُو ، ونُهَاجَم ولا نُهَاجِم ، نُهاجَم في عقر دارنا ، ونُهاجَم من قومنا ، من قوم من بني جلدتنا ، ويتكلَّمون بألسنتنا ، وأصبح علينا بين

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 9

السبب الثاني : التحامل والحقد على الإسلام

كذلك من الأسباب التي دفعتهم للطعن في السنة والتشكيك فيها : التحامل والحقد على الإسلام ، وهذا نجده من المستشرقين والمبشِّرين ، وغير هؤلاء من تلاميذهم وفروخهم ، الذين يدَّعون العلمية والموضوعية والحياد ، ولكنهم للأسف متحاملون أشد التحامل ، لأن الأصل أن يبحث الإنسان وهو خالي الذهن ، يستدلُّ ثم يعتقد . ولكن هؤلاء يعتقدون ثم يستدلُّون ، كوَّن قبل أن يبحث ، عنده فكرة مسبقة عن الإسلام ، وعن القرآن والسنة ، ثم يبحث في الكتب ليتصيَّد أيَّ شيء يخدم فكرته ، فهو لا يبحث بحثًا موضوعيًّا ، ولا يقف من الحقيقة العلمية موقف الحياد والنزاهة ، لا ، بل هو يريد أن يستخدم كلَّ شيء ، ولذلك يأخذ الروايات الضعيفة ويترك الروايات الصحيحة ، يأخذ ببعض الكلمات ويترك باقيها ، يفسِّر العبارات والكلمات تفسيرًا على غير حقيقتها .
أضرب لكم مثلاً على ذلك ، ابن سيرين يقول : لم يكونوا يسألون عن الإسناد ، ابن سيرين هذا من التابعين ، من فقهاء التابعين ومحدِّثيهم ، (ت110هـ) ، يقول : لم يكونوا ـ أي الجيل الذي قبله ، يعني جيل أصحاب رسول الله * ـ يسألون عن الإسناد ، فلما وقعت الفتنة قالوا : سمُّو لنا رجالكم، فننظر إلى أهل السنة فنأخذ حديثهم ، وإلى أهل البدعة فلا نأخذ حديثهم (23). فكانوا بعد ذلك لا يؤخذون الحديث إلا ممَّن يعرفوه .
ماذا يُفهم من كلمة : سمُّوا لنا رجالكم ؟ ماذا يفهم أيُّ إنسان يعرف التاريخ الإسلامي من كلمة : فلما وقعت الفتنة ؟ إنها الفتنة في زمن عثمان ، الفتنة التي سمَّاها الدكتور طه حسين (الفتنة الكبرى) ، يأتي أحد عتاتهم ويقول : الفتنة هنا فتنة وقعت سنة (130هـ) أيام الوليد بن عبد الملك ، وقد أخذ هذا من تاريخ الطبري من قوله : فلما هاجت الفتنة حصل كذا وكذا ، قرأ في تاريخ الطبري كلمة الفتنة فحملها على الفتنة الكبرى ، فلما بحث وجد أن الفتنة وقعت سنة (130هـ) ، وابن سيرين قائل هذا الكلام توفي سنة (110هـ) ، فكيف يقول عن فتنة وقعت بعده؟! فقال : لا بد أن هذا الكلام موضوع على ابن سيرين .
انظروا : أهذه عقلية علمية ؟ المفهوم حقًّا أنه لما وقعت فتنة عثمان ، وأصبح هناك أهواء وشِيَع وأحزاب ، ودخل الداخلون في الإسلام ممَّن ليسوا بمخلصي النية في الإسلام ، أصبحوا يتحرَّون ، هذا هو المفهوم ، وهذا الذي تدلُّ عليه العبارة . رجل يخرج بالعبارة عن أصلها ، ثم يجد أن هذا ليس صحيحًا ، ويرى أنها ليست الفتنة ، فيأتي ويقول : إنها موضوعة ومكذوبة .
لماذا يفعل ويقول هذا ؟ لأن هذه الكلمة لو ثبتت لدلَّت على أن المسلمين بدءوا يتحرَّون عن الأسانيد من عهد مبكِّر ، منذ عهد عثمان ، هؤلاء لا يريدون أن يقولوا هذا ، هذه كلمة تهدم عليهم كلَّ ما يريدونه ، يريدون أن يقولوا إن البحث عن الإسناد جاء في عصر متأخِّر ، فهل هذا علم؟ هذا علم موظَّف لخدمة أهداف معيَّنة ، وهذا ليس من العلم في شيء ، فهناك تحامل منهم على سنة رسول الله * .

Pages