You are here

قراءة كتاب الثورة سردية وطنية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الثورة سردية وطنية

الثورة سردية وطنية

كتاب " الثورة سردية وطنية " ، تأليف فؤاد خليل ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2012 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 1

مقدمة

يتوزع هذا الكتاب على ثلاثة محاور من الدراسات والمقالات الفكرية والسياسية.

المحور الأول: وهو بعنوان في «الميدان الطائفي»، تضمّن خطاب الطوائف في موضوعات محددة نحو: الوحدة الوطنية ـ مقولة العدد المطيّف ـ صيغة المشاركة أو التعايش الطائفي ـ مسألة الهوية... كما تضمّن دراسة في مفاهيم الطائفة والطائفية. وعلاقة الطوائف بالدولة وتحديداً علاقة الطوائف الأربع بها: الموارنة ـ الدروز ـ الشيعة ـ السنة، في الجمهوريتيْن الأولى والثانية. كذلك، جاء هذا المحور يغطي على نحو أساسي بعضاً من وقائع المرحلة الراهنة، الممتدة بين 2005 و2010، بصفتها المرحلة التي أفصحت بشكل فاضح عن مكنونات الخطاب الطائفي والمذهبي في لبنان.

والمحور الثاني: حمل عنوان «قضايا عربية»، واشتمل على مجموعة منها: أزمة النظام العربي ـ فلسطين والوجود العربي ـ قضية المسيحيين العرب ـ أشكال الاستبداد العربي.. واشتمل أيضاً على دراسة حول العروبة. وقد أخذت هذه الدراسة بنظر جديد حاول تخليص العروبة من أسرها الإيديولوجي الذي وضعها فيه النظام العربي الرسمي. ثم قاربها من حيث كونها رابطة ثقافية وحضارية للأمة. ووجد أنها تشتمل على شروط مادية تجعلها متسقة مع العلمانية والديمقراطية، ومنفتحة على الفضاء الإنساني الرحب.

وتشكّل متن المحور الثالث، «في الحراك العربي» من مجموعة من المقالات التي تناولته منذ انطلاقته في تونس في 17 كانون الأول 2010. وجاء تعاقبها طوال العام 2011، يواكب تطور أشكال الحراك في غير بلد عربي. فجرى استخدام مصطلح «الثورة» بحذر منهجي ومعرفي لئلا نقع في نمْذجة أو تصنيف غير علميْين، لا سيّما أن الحدث ما زال يجري ولمّا ينتهِ أو يكتمل بعد. ولذلك، رئي الحراك في أكثر من جانب وزاوية. فكان ثمة ضرورة لتوصيف اسمه أو ضبطه نظرياً. ما اقتضى التمييز المعرفي بين مفاهيم «الثورة» والانتفاضة وسيرورة التغيير الديمقراطي. وكان من الضروري أيضاً مقاربة نشأة الحراك من زواية الجدل بين الكمي والكيفي في المجرى التاريخي، وتظهير العلاقة بين الداخل والخارج في مساره، وتحديد المعنى التاريخي الذي يختزنه ويدلّ عليه. وما يحمله هذا المعنى من أفق نهضوي ومن إمكانيات حداثية تُعيد بناء الوطني والعروبي على قواعد جديدة.

إن ما جاء في المحاور أعلاه، يظهر أن كل محور يتشكّل من موضوعات متعددة. غير أنه يكشف في الوقت عينه، أن ثمة انتظاماً عاماً ينطبع به. «فالميدان الطائفي»، يعكس ما تبدى فيه من تعدد موضوعي (نسبة إلى الموضوع)، في نطاق الظاهرة الطائفية التي تخترق النسيج المجتمعي كله، أي في نطاق ظاهرة تتصف بالكلية والشمول. و«القضايا العربية» تستند إلى مشترك عربي تتميّز به طبيعة البلدان العربية في ميادين الاجتماع والاقتصاد والسياسة. «والحراك العربي» سواء اتخذ شكل «الثورة» أم شكل الانتفاضة؛ يحيل إلى سيرورة تغيير ديمقراطي ترتكز على وحدة من المطالب تقريباً، أي إنه يحيل على سيرورة تعكس وحدة الحاضر السياسي للبلدان العربية، وخصوصية كل بلد، منها في آن...

وإذا كان لكل محور وحدته الخاصة؛ فإن ثمة ناظماً عاماً تتشارك فيه المحاور كلها. وقد تجلّى هذا الناظم في مستويين متداخلين: المقاربة النقدية وفكر التغيير...

ففي ضوء المقاربة النقدية جرى دحض الثقافوية في الخطاب الطائفي، والكشف عن حقائق الأزمة التي تضرب في بنية النظام السياسي، وتعيق عملية بناء الدولة وتحوُّل لبنان من كيان إلى وطن. كما شهد المحوران الثاني والثالث حوراً نقدياً مع فكر ما بعد الحداثة والتأثيرات التي تركها لدى نخب ثقافية استلهمته في النظر إلى عدد من «القضايا العربية» وإلى «الحراك العربي». فتمّ فحص تلك التأثيرات الفكرية ومساءلتها، ومن ثم نقضها وتقويضها من منظور حداثي يولي العقلانية النقدية مكانتها الحقة في التفسير والتحليل.

ومن المنظور نفسه، شكَّل فكر التغيير النسغ الداخلي للكتاب أو وحدته الضمنية. وقد جاءت المحاور الثلاثة تفصح بوضوح عن أن التغيير الديمقراطي هو خلاص العرب من دهر التقليد والعصبية، مثلما هو معبرهم إلى التاريخ المعاصر لئلا يبقوا خلف أبوابه أو يوصدوها بأنفسهم.

أما السردية كما وردت في عنوان الكتاب، فهي لا تعني حكاية تقليدية على ما هو شائع في المعنى، بل إنها تعبّر عن لحظة محورية في العقل البشري، أو عن نمط من أنماط التفكير الحداثي الذي يرى أن نقد الاستبداد هو ثورة فكرية، وأن الثورة عليه هي بناء أفكار الحداثة والديمقراطية والتقدم والعدالة على الصعد المجتمعية كافة....

29/12/2011

Pages