You are here

قراءة كتاب التحولات التي أحدثها الإسلام في المجتمع الأفريقي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
التحولات التي أحدثها الإسلام في المجتمع الأفريقي

التحولات التي أحدثها الإسلام في المجتمع الأفريقي

كتاب " التحولات التي أحدثها الإسلام في المجتمع الأفريقي " ، تأليف د. بشار أكرم الملاح ، والذي صدر عن

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
دار النشر: دار غيداء
الصفحة رقم: 4

تعريف بأهم المصادر والمراجع:

يواجه الباحث في تأريخ أفريقيا جنوب الصحراء، صعوبات كثيرة نظرا لقلة المصادر التي تعالج تأريخ المنطقة، رغم أن علاقة بلاد السودان بالعرب قديمة سابقة للإسلام، نمت وتطورت بعده، ورغم ذلك فإن الكتاب أعتمد على عدد لا بأس به من المصادر والمراجع العربية التاريخية والجغرافية والتي تفاوتت في طرحها للموضوع بين التفصيل والإيجاز من ناحية، وبين الدقة في الوصف وعدمها من ناحية أخرى، فضلاً عن عدد من المراجع المعربة والأجنبية، والتي تم تناولها كما يلي:

أولاً: المصادر الأولية:

المصادر الجغرافية:

يُعد كتاب (صورة الأرض) لمؤلفه أبو القاسم محمد بن علي بن حوقل (ت 367 هـ)، في مقدمة الكتب الجغرافية التي أشارت إلى مدن بلاد السودان، فقد أشار خلال حديثه عن بلاد المغرب إلى مدينة أودغست التي يحكمها في تلك الفترة حاكم من المغاربة، وعلاقته بملك غانة الوثني، كما تحدث في موقع آخر من الكتاب عن بلاد البجة والنوبة، وبعض عادات وتقاليد السكان هناك. إلا أن ما يؤخذ على الكتاب هو عدم تعامله بشكل جدي مع المنطقة، وتناول مدنها بشكل منفرد، إذ تناولها عند كلامه عن أقاليم المغرب ومصر.

كما يُعد كتاب (المغرب في ذكر بلاد أفريقية والمغرب) لأبي عبيد البكري(ت 487/1094م) من المصادر الجغرافية المهمة والذي تحدث فيه عن بلاد السودان، واصفاً الصحراء المحيطة بها والتي يسكنها المغاربة، ثمَ تحدث عن مدن مهمة كمدينة أودغست وأشار إلى وجود النساء السودانيات المشهورات بصناعة الحلويات، كما تحدث عن ملابس سكانها.

وتم الإفادة من الكتاب عند الحديث عن معتقدات السكان قبل الإسلام، فأشار إلى ديانة سكان مدينة تكرور الوثنية والمجوسية، وإلى عبادة الثعبان في مدن أخرى، كما تحدث عن عادة توريث الحكم لأبن أخت الملك بدلاً من أبنه.

ويشير البكري إلى عادات وتقاليد حكام وعامة الناس في غانة، ذاكرا ملابس الملوك ومجالسهم، ومواكبهم، ومتحدثاً أيضاً عن طريقة دفنهم لملوكهم قبل إسلامهم وإدخالهم الطعام والشراب والملابس والخدم مع المتوفى. والتي تُعد من العادات الفرعونية القديمة.

والملاحظ على أراء البكري في كتابه (المغرب) تركيزه على العبادات الوثنية للسكان، وذكر عاداتهم وتقاليدهم وملابسهم، إلا أن كلامه جاء مقتصراً على منطقة صغيرة من بلاد السودان، وهي غانة وما جاورها من مدن.

أما المؤرخ الشريف الإدريسي المتوفى سنة 560هـ/1154م، فقد أشار في كتابه (نزهة المشتاق في اختراق الأفاق) إلى الكثير من ممالك ودول العالم، وأفرد جزءاً من الحديث عن بلاد السودان، وكان الجزء الذي تم الإفادة منه قد تم جمعه وتسميته (بصفة المغرب وأرض السودان ومصر والأندلس)، والذي قسمه إلى أقاليم، وكل إقليم قسمه إلى أجزاء، ووزع حديثه عن بلاد السودان على أغلب تلك الأقاليم والأجزاء.

فهو يشير إلى ديانة السكان قبل إسلامهم وإلى القبائل الوثنية التي لم تُسلم وكيف أن حياتهم كحياة البهائم لكونهم لا يبالون بشيء، وأنهم كثيري الفساد والنكاح، كما عاد ليشير إلى ملابس السكان ومأكلهم ومشربهم بعد الإسلام ومدى التأثير المغربي عليها، كما أشار إلى ملوك وحكام المنطقة وجلوسهم في قصرهم وملابسهم، إن الخلاصة التي يخرج بها المطلع على كتاب الإدريسي فيما يتعلق بالجانب الاجتماعي لبلاد السودان، هو قيامه بذكر صفات السكان وطعامهم وشرابهم وكذلك أوصاف ملابسهم إن وجدت.إلا إن ذلك لم يأت شاملاً لجميع المدن، بل اكتفى في بعض المدن بالحديث عن تعري سكانها، أو عن وجود الأفاعي فيها.

ولكنه لا يمكن إغفال الجهد الكبير الذي بذله المؤلف في تحديد مواقع المدن والتعريف بها، إذ إن ذلك القسم الخاص بوصف المغرب وارض السودان ومصر والأندلس كان حافلاً بمعلومات فريدة عن الصحراء وكيفية اجتياز القوافل لها، كما تضمن إشارات تاريخية هامة عن بلاد السودان، إلا إن موقع الادريسي ضمن لائحة الأسماء التي تحدثت عن بلاد السودان كان مهمشاً جداً بسبب شك جلَ المؤرخين كالعمري والقلقشندي والوزان في رواياته.

ومما يستدعي الأسف أن تكون المعلومات الواردة في وصف الادريسي غير وافية إذ كيف ينسى ذكر مدينة كلوة، وقد كان تأسيسها سابقاً لعصره بمائتي سنة تقريباً، وكانت جزر بمبا وزنجبار ومافيا تابعة لها، وهو لم يذكر شيئاً من ذلك، ومما يلاحظ على الادريسي أيضاً نقص معلوماته عن مدينة مقديشو في حين ذكر مدينتي مركه وبروه اللتين كانتا تابعتين لمقديشو، وهذا وذاك لم يدل على أن الادريسي كان جاهلاً بتأريخ أفريقيا الشرقية، والظاهر أنه لم يهتم بالاستعلام عن تلك البلاد اهتماماً كافياً.

ومن المصادر الأخرى (كتاب الجغرافيا) لأبن سعيد المغربي المتوفى سنة685 هـ/1279م، والذي يأتي في مقدمة كتب الجغرافية والرحلات العربية لكونه يحوي مادة أصلية وجادة، والكتاب مقسَم إلى سبعة أبواب، وكل جزء إلى عشرة أقسام، أورد فيها المؤلف معلومات في غاية الأهمية عن بلاد السودان عموماً، وكان من أبرز مصادره في استقاء المعلومات الرحالة ابن فاطمة والذي لا نعرف عنه شيئاً، وربما كان يرجع إلى القرن الذي سبق عصره، ونظراً لأهمية مادة أبن سعيد فقد أصبح مصدراً مهما لمن جاء بعده كأبي الفداء، والعمري، والقلقشندي، وأبن خلدون، والمقريزي، وغيرهم.

لقد شمل كتاب الجغرافيا لابن سعيد، الحديث عن دولة الكانم في السودان الأوسط وكذلك تسليطه الضوء على أهمية ميناء زيلع، وأفادنا بمعلومات هامة عن الحبشة من خلال ما قدمه من أسماء لبعض مناطق الحبشة لم يذكرها سابقوه مثل مدن:كزلة وبلاد سحرتة، وكلفور، والنجاعة، كما أشار إلى أن أهل زيلع يكررون الحج في أكثر من عام.

إلا أن معلومات أبن سعيد المغربي عن الجانب الاجتماعي في بلاد السودان جاءت قليلة جداً، واقتصرت على بيانه لما كان عليه السكان من تعري وعدم التزام قبل إسلامهم، مع ملاحظة صغيرة أثبت فيها أن التغيير الاجتماعي ولاسيما في مجال الملابس، كان يشمل السكان السودان الذين يعيشون في أماكن قريبة من مساكن العرب المسلمين.

ب – المصادر التأريخية:

ومن أبرز المصادر العربية المعتمدة في هذه الدراسة كتاب (السيرة النبوية) لابن هشام المتوفى سنة 218هـ/833م الذي كان له أثر بارز في الحصول على المعلومات المتعلقة بتعامل الرسول الكريم e مع الرعية، وفي الكلام عن الرقيق والأحاديث النبوية التي أشارت إلى حسن المعاملة والمساواة في المأكل والمشرب وكل مفاصل الحياة الأخرى.

ثم يأتي كتاب (تأريخ اليعقوبي) لمؤلفه أحمد بن أبي يعقوب بن واضح اليعقوبي (ت 284هـ/897م) والذي تحدث فيه عن بعض المدن والأقاليم المغربية التي كانت تربطها صلات تجارية مع بلاد السودان ولاسيما الأوسط منه، ومن الطبيعي أن تكون لتلك العلاقات مردود إيجابي في نقل مؤثرات الإسلام الاجتماعية إلى المنطقة، كما أشار اليعقوبي لأول مرة إلى سكان بلاد كانم من الزغاوة وإلى أصولهم وطبيعة حياتهم ولو بشكل بسيط، وقد امتاز أسلوب اليعقوبي بالبساطة في العرض، كما أنه يعد مؤرخ وجغرافي مشهود له بالثقة.

كما تطرق اليعقوبي إلى بلاد الحبشة ذاكراً ديانة السكان وحددها بأنها نصرانية يعقوبية.وكان كتابه (البلدان) قد أشار إلى ما سبق أن تحدث عنه في التأريخ.

وهناك مؤرخ آخر وهو أحمد بن يحيى بن فضل الله العمري المتوفى سنة 749هـ /1349م، والذي تناول بلاد السودان في مؤلفه المسمى (مسالك الأبصار في ممالك الأمصار)، فقد قسم كتابه إلى عدة أبواب، وخصص الأبواب من الثامن إلى الرابع عشر للحديث عن بلاد السودان، إذ تناول في بداية كتابه ممالك الحبشة السبع مشيراً إلى ملابس الملك وملابس السكان والمتشابهة لحد ما في معظم تلك الممالك، مركزاً على العصًابة التي يشدها الملك حول رأسه، ويبقي وسط رأسه مكشوفاً، وأشار إلى التقاليد الملكية أثناء جلوس الملك في قصره، وكذلك عند خروجه في موكبه من مكان لآخر، مصوراً قيام الجند بالنفخ في الأبواق كلما خرج الملك لكي يفسح الناس المجال لموكبه ويعلموا بقدومه.

ومن الجدير بالذكر أن المؤرخ العمري تميز عن سابقيه بالاهتمام في الجانب الاجتماعي، وذلك بالحديث عن صفات السكان من الصفح عن المسيء، وعدم قتال الأعزل والشجاعة، كما تطرق إلى مأكلهم ومشربهم ومسكنهم المبني من القصب في الريف، ومن الحجر في المدن الكبيرة، مشيراً بطريقة غير مباشرة إلى تأثرها بالإسلام.

Pages