You are here

قراءة كتاب التحولات التي أحدثها الإسلام في المجتمع الأفريقي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
التحولات التي أحدثها الإسلام في المجتمع الأفريقي

التحولات التي أحدثها الإسلام في المجتمع الأفريقي

كتاب " التحولات التي أحدثها الإسلام في المجتمع الأفريقي " ، تأليف د. بشار أكرم الملاح ، والذي صدر عن

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
دار النشر: دار غيداء
الصفحة رقم: 7

ومن الجدير بالذكر أن الكتاب قد أحتوى على مادة جيدة جداً فيما يتعلق بالتعريف بمناطق وشخصيات بلاد السودان وأفريقيا جنوب الصحراء بشكل عام، وضعها المؤلف بصورة منظمة في نهاية كتابه.

ومن المراجع المهمة الأخرى أيضاً كتاب (بداية الحكم المغربي في السودان الغربي) لمؤلفه محمد الغربي والذي تناول في صفحاته الأخيرة الأوضاع الاجتماعية في بلاد السودان ولاسيما الغربي منها، متحدثاً بشكل جيد عن التغيرات التي حدثت على المجتمع بعد وصول السعديين إلى بلادهم.

وعلى الرغم من أن المدة التي تناولها الكتاب جاءت متأخرة نوعاً ما بالنسبة للبحث، إلا أنها في نفس الوقت أغنته بمادة جيدة حول فئات المجتمع، وطريقة حياتهم، وملابس السكان ومأكلهم ومشربهم والقضايا التي تم إدخالها من قبل المغاربة المسلمين إلى المنطقة، كما تناول الكاتب الاحتفالات الدينية كعيدي الفطر والأضحى، وإحياء ليالي شهر رمضان ولاسيما ليلة القدر، واستقبال أهًلة الأشهر العربية.

وكان للمولد النبوي استقبال خاص في مدينة تمبكتو بالذات، حيث يستمر الاحتفال بذلك اليوم طيلة النهار، وتم الاحتفال برأس السنة الهجرية ويوم عاشوراء ويوم ختم القرآن الكريم، فضلاً عن الاحتفال بيوم ختان الطفل والعقيقة وغيرها من المناسبات الاجتماعية، ومن جانب آخر كان هناك احتفالات رسمية تقام عند تتويج السلطان أو عند خروجه في موكب من قصره.

كما تحدث المؤلف في كتابه عن المسكن السوداني ومدى تأثره بمنازل المسلمين القادمين من مدن أخرى من الناحية المعمارية وما يحتويه ذلك المنزل من أثاث، فضلاً عن الأدوات المستخدمة في الطبخ وتقديم الطعام.

لقد قدم المؤلف معلومات جيدة فيما يتعلق بالجانب الاجتماعي لبلاد السودان في تلك المدة، والتي أنفرد هو بنقلها.

وهناك مرجع آخر تحدث عن السودان الغربي، ولاسيما (مملكة سنغاي في عهد الأسقين) لمؤلفه عبد القادر زبادية، فقد تناول بلاد السودان قبل تسلم الأسقين للحكم وبعد أن تكلم عن الأوضاع السياسية للبلاد والإدارة في ذلك البلد، عاد ليتناول الجانب الاجتماعي من خلال تحديد الفئات الاجتماعية، كما تحدث عن المسكن والملبس والمأكل والمشرب، وتناول حياتهم العامة في تلك المدة وعاداتهم وتقاليدهم، ومدى تأثرها بالإسلام.

إلا أن ما يؤخذ على المؤلف هو عدم الدقة في تقديم المعلومة في بعض الأحيان، فهو يشير إلى مسألة معينة من خلال الحصول عليها من مصدر معين، وعند العودة إلى نفس المصدر ونفس الطبعة التي استخدمها المؤلف عبد القادر زبادية، لا نجد ذلك الكلام الذي أشار إليه، وكانت تلك الحالة قد تكررت بشكل واضح عند استخدامه للكتب السودانية ككتاب تأريخ السودان للسعدي، وكتاب التاريخ الفتاش لمحمود كعت واللذان أعتمد عليهما المؤلف بشكل كبير.

ويأتي بعد ذلك المؤلف إبراهيم علي طرخان في كتبه الثلاث، (إمبراطورية غانة الإسلامية) و (إمبراطورية البرنو)، و (دولة مالي الإسلامية) ليبين بشكل بسيط تأريخ تلك الدول قبل وبعد إسلامها، وقد تحدث في كتاب إمبراطورية غانة عن تأسيس تلك المملكة ودور السوننك في ذلك، وتناول معتقدات وعادات وتقاليد السكان قبل إسلامهم، ومن ثًم وصول المرابطين وتحرير مدينة أودغست، وبعدها غانة.

كما أشار طرخان إلى التحية الوثنية التي كان يتبعها السودان والمتمثلة بوضع التراب على الرأس والجلوس على الأرض والتي رفضها الإسلام ونهى عنها، وكذلك تكلم عن القضاء في غانة والاحتكام إلى حكم الماء الأحمر المرفوض من قبل الإسلام، مشيراً إلى التغيير الحاصل على المجتمع ككل، وأعتمد الأسلوب نفسه في جميع كتبه، إلا أنه يؤخذ عليه كسابقيه قلة المعلومات عن الجانب الاجتماعي مع التركيز على الاوضاع الاجتماعية قبل الإسلام وليس خلاله، كما أعتمد في تدوين المعلومات على ما ذكره المؤرخ البكري بشكل كبير فقد نقل عنه كثيراً، واستخدم أسلوب الإحالة بين كتبه الثلاث.

ومن المراجع التي تناولتها الأطروحة، كتاب (الإسلام والتقاليد القبلية في أفريقيا) للمؤلف محمود سلام زناتي، والذي تناول في كتابه العادات والتقاليد القبلية في بلاد السودان قبل وبعد إسلامهم، إلا أنه لم يفصل بين ما كان قبل الإسلام وبين ما تم إلغائه والقضاء عليه بعد دخول الإسلام إلى المنطقة.

فهو حينما يتحدث عن التعري أو الحياة الجنسية يفصل فيهما ويعممهما على جميع السكان كما يلاحظ عليه ميله رغم إسلامه إلى طباع وعادات الوثنيين، لا بل ويفضلها على عادات المسلمين ويضرب مثلاً على ذلك حينما يقول أن لدى الهوسا في النيجرـ يجبر الأب ابنته على الزواج من رجل لا ترغب فيه.بينما الوثنيين يستطيع الأب أن يعارض زواج ابنته لكنه لا يستطيع أن يفرض عليها رجلاً معيناً.فهو يعتبر ذلك أمرا محمودا.

كما ركز على الأسرة الأفريقية بشكل عام ذاكراً، عادات تلك الأسر في الزواج والطلاق ومكانة المرأة في ذلك المجتمع، إلا أنه كعادته تكلم عن الجانب القبلي هناك ولم يذكر أي شيء عن حياة السكان في المدن.ومن جانب أخر فإن ما يؤخذ على الكتاب عدم توثيقه للكلام الذي ذكره في ثنايا الكتاب.فجميع النصوص تحمل طابعاً خطراً في حياة ذلك الشعب إلا أنها لم تكن قد نسبت إلى مصدر أولي أو مرجع قريب العهد من فترة الدراسة.ويبدو أن زناتي كان قد حاول إيصال فكرة عن ذلك المجتمع في الفترة التي كتب فيها هو ولم يعد بكلامه إلى ما كان يجري في العصور الوسطى.والغريب في الأمر كيف كون كل تلك الفكرة وجعلها في كتاب وهو لم يكن من سكان المنطقة دون أن ينسب ذلك الكلام إلى أحد.

وكعادة الكتاب المصريين فهو في ختام كتابه يسطر مجموعة من المراجع التي تعود في أصولها إلى الكتاب الغربيين، بما يحملونه من عدم إنصاف لذلك المجتمع.

وكان للمجموعة التي أصدرتها منظمة اليونسكو والتي حملت أسم (تاريخ أفريقيا العام) وبثمان مجلدات دور واضح في إغناء الأطروحة بالمادة التاريخية عن المنطقة، وخاصة المجلد الرابع والذي يبدأ من القرن الثاني عشر وينتهي في القرن السادس عشر الميلادي.

فذلك المجلد يحوي عدد من البحوث مقسمة على شكل فصول، تبدأ من الفصل السادس في التطرق لبلاد السودان، من خلال الكلام عن دولة مالي منذ تأسيسها وحتى السقوط ثم في الفصول التي تليه يأخذنا باحث أخر في الكلام عن مملكة الصنغاي.وبعد ذلك يتحدث عن دول الساحل الشرقي الأفريقي والقرن الأفريقي في فصول أخرى، كما أن المجلد لم يفضل الحديث عن ممالك ومدن السودان الأوسط.

ومن الجدير بالذكر أن بحوث المجلد تناولت ولو بشكل بسيط الحياة الاجتماعية في بلاد السودان بشكل خاص، وأفريقيا جنوب الصحراء بشكل عام.وتناولت الحرف الصناعية للسكان وتكوينهم لنقابات عمالية، وظهور التجارة والتجار، والتبادل التجاري بين المغرب العربي وبلاد السودان فضلاً عن كلامه عن التنظيمات القبلية في دول السودان، وسكان المدن الكبيرة، والعمران الذي ادخله المسلمون على قصور ومساجد المنطقة.

وخلاصة القول أن الكتاب لم يخلو من فائدة نابعة من كون كاتبي البحوث هم من المتخصصين المنتمين إلى تلك المنطقة.

ثالثاً: المراجع المعربة:

ومن المراجع المعربة التي تم استخدامها في، كتاب (الإسلام في شرق أفريقيا) لمؤلفه ترمنجهام، والذي وصل إلى المنطقة كمبشر للمسيحية ثم تداخل مع السودان، وتعًرف على عاداتهم وتقاليدهم وتأثرها بوصول الإسلام، وقد تناول في كتابه انتشار الإسلام في شرق أفريقيا والمجتمعات الإسلامية التي قامت هناك، وتحدث عن دور المسلمين في نشر الحضارة الإسلامية.

كما كان لكتاب (رحلات بوركهارت في بلاد النوبة والسودان) للمؤلف جون لويس بوركهارت مكان آخر، ولو بشكل بسيط، فقد تحدث الكاتب عن المجتمع السوداني بشكل عام والنوبي بشكل خاص، مشيراً إلى ملابس السكان وعاداتهم وتقاليدهم، وتعاملهم فيما بينهم، ومع الداخلين إلى بلادهم، إلا أنه في نفس الوقت كتاب يتحدث عن فترة تاريخية متأخرة.

ومن المراجع المعربة الأخرى كتاب (الحضارات الأفريقية) لمؤلفه دنيس بولم، الذي أشار في كتابه إلى بعض العادات والتقاليد، وإلى ملابس السكان وطعامهم وشرابهم. إلا أن الشيء الذي يؤخذ على كتابه هو عدم التقيد في الكلام، فهو لم يشير عند كلامه مثلاً عن بعض العادات والتقاليد إلى مدى ارتباطها بالإسلام والمسلمين، وهل هي تعود للوثنية أم للإسلام، كما أن القارئ للكتاب يجد نفسه وكأنه محصور ضمن موقع جغرافي محدد داخل الغابات الأستوائية لأفريقيا.

رابعاً: الرسائل والاطاريح الجامعية:

ومن جهة أخرى فقد تم الاعتماد على مجموعة من الرسائل والأطاريح الجامعية التي امتازت بالدقة في حديثها عن المنطقة، فمثلاً كان للفصل الخاص بالجانب الاجتماعي من أطروحة الدكتوراه الموسومة (التأثيرات الحضارية العربية الإسلامية على السودان الغربي) لـ (فوزية يونس فتاح) دور كبير في إغناء الدراسة بمعلومات جيدة عن المنطقة مستعرضاً عادات وتقاليد السكان قبل الإسلام ومعتقداتهم، وممارستهم السحر، ومن ثم قيامهم بإبطال عادات وثنية حاربها الإسلام كالجمع بين الأختين والقتل ووأد الأولاد وبقية المعاصي.

كما تناول الفصل الجانب الاجتماعي بعد الإسلام، من خلال استعراض التغيير الذي حدث على العادات والتقاليد وكذلك الملابس والمأكل والمشرب والتطور العمراني الذي حصل في المنطقة.

أما أطروحة الدكتوراه الموسومة (العلاقات العربية الإسلامية مع الساحل الشرقي الأفريقي)، لـ (خولة شاكر محمد الدجيلي) فقد أسهمت بشكل كبير في أغناء الأطروحة بمعلومات وافية عن الساحل الشرقي ومدنه، وطريقة معيشة السكان واختلاطهم بالعرب المسلمين المهاجرين إلى بلادهم للحد الذي بدأ السكان السودان بإتباع تلك المعيشة والعادات والتقاليد في مدنهم وتزاوجوا مع السكان الأصليين للبلاد ليكونوا جيلاً جديداً من السكان.

وكان لرسالة الماجستير الموسومة (الحركة الصليبية في ساحل شرق أفريقيا)، لـ (عمر سلهم صديق) اثر في بيان مدن الساحل وانتشار الإسلام فيها، ومدى تأثرها بالمجتمع الإسلامي، إذ توضح الرسالة في صفحاتها الأوضاع الاجتماعية للسكان، وما أحدثه الإسلام من تغيير في طرق البناء للقصور والدور، واستخدام الزخرفة الإسلامية فيها، وكذلك ارتداء السكان للملابس العربية الإسلامية وما إلى ذلك من مسائل تتعلق بهذا الجانب.

كما كان لرسالة الماجستير الموسومة (دولة كانم ـ دراسة سياسية اقتصادية)، لـ (شوكت عارف محمد) دور كبير في رفد االكتاب بعناصر السكان العرب ووصولهم إلى منطقة بحيرة تشاد.

Pages