كتاب " المؤتمر السادس لحركة فتح وتداعياته " ، تأليف حمادة فراعنة ، والذي صدر عن دار الجليل للنشر والدراسات والأ
قراءة كتاب المؤتمر السادس لحركة فتح وتداعياته
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
حركة حماس تفلح وفق أنظمتها الداخلية، وتتكيف مع الظروف والتعقيدات الأمنية والجغرافية والسياسية التي تعيشها، وتفلح في عقد مؤسساتها الحزبية، وتنتخب مكتبها السياسي، وتعيد التأكيد على شرعية رئيسها خالد مشعل، وربما مؤسسات أخرى كمجلس الشورى أو غيره، تفلح في ذلك مثلها مثل من سبقها من الفصائل التي عقدت مؤتمراتها الفرعية في فروع الضفة والقطاع والمنفى، كما فعلت الجبهة الديمقراطية وحزب الشعب وآخرها، كان للجبهة العربية الفلسطينية، الذين نجحوا جميعاً وعقدوا مؤتمراتهم وفق ظروفهم الخاصة في الميدان والمناطق، وأن كان ذلك على دفعات أو على مراحل.
حماس تنجح في ترتيب أوضاعها الحزبية الداخلية بشكل أو بآخر، بينما تراوح فتح في مكانها، ولم تنجح حتى في عقد جلسة تقييم واحدة لمراجعة نتائج سلسلة هزائمها المتكررة، فماذا تنتظر وإلى أين ستصل بنفسها وبالشعب الفلسطيني وبحركته الوطنية وإلى متى سيبقى رهان الفلسطينيين معلقاً ببرادة وجه بعض القيادات الذين فقدوا دورهم ومكانتهم ولا يزالون متشبثين بمواقعهم الحزبية المهترئة، وبدلاً من أن يتقدموا كآباء للجيل الذي أعقبهم ويتنازلوا له عن طيب خاطر، فيتم تكريمهم ويصبحوا حكماء له ومرجعية لحركة نضالية قدمت الكثير من التضحيات حتى سكنت ضمائر الفلسطينيين وآمالهم، بدلاً من ذلك كله، ها هم يمارسون كل الوسائل لإعاقة عقد المؤتمر ويضعوا العراقيل وعندهم شجاعة القرار في التعبير عن رغبتهم في الترشيح لعضوية المؤسسات القيادية، مع أنهم هزموا وفشلوا وراوحوا في أماكنهم بدون تقدم أو إنجاز أو أي عمل خلاق.
لقد أدت اللجنة المركزية لحركة فتح دورها القيادي المبادر خلال عشرات السنين الماضية، وكان آخر إنجاز حققته هو اتفاق أوسلو الذي كسر الموقف الإسرائيلي وأقر الاعتراف بالعناوين الثلاثة وهي الاعتراف بالشعب الفلسطيني والاعتراف بمنظمة التحرير والاعتراف بالحقوق السياسية المشروعة للشعب الفلسطيني. وعلى أرضية هذا الاعتراف تم تحقيق مجموعة من الخطوات العملية على الأرض وهي الانسحاب الإسرائيلي التدريجي المتعدد المراحل من المدن الفلسطينية بدءاً من غزة وأريحا، وعودة أكثر من ثلاثمائة ألف فلسطيني مع الرئيس الراحل ياسر عرفات إلى فلسطين، وأخيراً ولادة السلطة الوطنية باعتبارها مشروع مؤسسات الدولة الفلسطينية، عند ذاك توقف الفعل والإبداع الفلسطيني وتقلص إن لم يتراجع أمام الطرفين: الأول أمام الاحتلال بإعادة احتلال المدن التي انحسر عنها الاحتلال، والثاني أمام الانقلاب الحمساوي وتفشي الأصولية الرجعية التي لا تؤمن بالآخر ولا تحترم التعددية.